طبيعتنا كبشر تجعلنا في حالة تأهب. لكنّ كمّ الأحداث والمعلومات التي نختبرها وتصل إلينا بسرعة كبيرة، يزيد من قلقنا وبالتالي إرهاقنا. في هذا الإطار، تشير مجلة “سايكولوجي توداي” إلى خمس حقائق عن القلق تساعدنا على تجاوزه، وهي:
1 – القلق غالباً ما يكون حول المستقبل: قلقنا مدفوع بالتوقعات، الحياة مليئة بالشكوك وعدم اليقين، ما يغذّي توترنا وقلقنا، وعلى الرغم من أنّ مخاوفنا حيال ما قد يحدث تبدو مثل سهام قد تصيبنا في أية لحظة، إلا أن القلق في الوقت نفسه قد يشعرنا بالحماية، حتى لنعتقد أنه جزء منا، إذ نعتقد أن توقّع أو تخيل ما نخشاه سيجعلنا قادرين على السيطرة على الأمور. ويشعر البعض أن القلق يحمينا من المستقبل على قاعدة أن المخاوف الأسوأ لن تتحقق. وفي سعينا للسيطرة على عدم اليقين، نكرر المأساة ونقول لأنفسنا قصصاً مخيفة. لكن إلى أي مدى؟ حين نتخطى أنفسنا، فإننا نقودها نحو الجنون.
2 – يمكن أن يكون مصدر القلق من الماضي: نتذكر جميعنا أحداثاً قديمة ونفكّر فيها، ما قد يشعرنا بالتوتر أو الندم. وبعضُنا يتعثّر في حلقة من التكرار لا تسمح له بالمضي قدماً. يحدث هذا بأشكال عدة، ليس فقط من خلال الذكريات الواضحة لأحداث بعينها، لكن من خلال الذكريات الضمنية، والتي لا نتذكرها من خلال وعينا، علماً أنها تكون قد أثرت على أفكارنا ومشاعرنا وسلوكنا. ويمكن لأحداث في الحاضر أن تعيد إلينا مشاعر سلبية من الماضي. ويزداد قلقنا من خلال التجارب التي تذكرنا بمشاعر قديمة أو أمور لطالما أزعجتنا في أنفسنا. من هنا، يجب فهم الماضي لنكون قادرين على التغلب على القلق. قد نظن أن قلقنا نابع من مشكلة حالية، إلا أنه على الأرجح انعكاس لأحداث قديمة.
3 – يمكن تعزيز القلق من خلال صوتنا الداخلي: الأفكار التي تتقاذفنا بين الماضي والمستقبل تأتي من صوتنا الداخلي الناقد الذي يقوّض من قدراتنا ويجعلنا نأخذ القرارات استناداً إلى رسائل غير صحيّة ومدمّرة. هذا الصوت الداخلي يمكن أن يكون وقوداً قوياً للقلق.
4 – وسائل التواصل الاجتماعي تزيد من القلق: قبل ظهور التكنولوجيا، كان الإنسان على دراية بأحوال خمسين إلى ستين شخصاً. في الوقت الحالي، بات لدينا العديد من العلاقات والاتصال مع البشر في مختلف أنحاء العالم. وهناك معلومات كثيرة قد تزيد من مخاوفنا، بسبب العناوين التي نقرأها وما يكتبه الآخرون.
5 – أخيراً، يمكن تجاوز القلق: لا يتعين علينا التفكير في سيناريوهات مستقبلية مخيفة أو العيش في الماضي. يمكننا التوقف عن السفر عبر الزمن، والتفكير فقط في ما يدور حولنا في هذه اللحظة، واستخدام بعض التقنيات التي تخفف من قلقنا، وتحدي صوتنا الداخلي. يمكننا أن نكون لطفاء مع أنفسنا ونلاحظ حين يستولي القلق على عقولنا.
المصدر: العربي الجديد