طمأن امين سر تكتل لبنان القوي النائب ابراهيم كنعان الى “أن المصالحة المسيحية نهائية ولا عودة فيها الى الوراء، لا من التيار ولا من القوات”. وقال: “شهدنا الالتفاف الشعبي المسيحي حولها منذ الإعلان عن الاتفاق، ورأينا كم كان التأييد كبيرا لإعلان النيات وللتفاهم، حتى ان الانتخابات النيابية أظهرت كم كان التمثيل لهذين الحزبين الكبيرين وكيف فاق الثمانين في المئة، من دون ان يتحول إلغائيا كما روج البعض، إذ بعكس تبشير هؤلاء، كان الدافع الاساسي لإنتاج قانون الانتخاب النسبي الذي أمن للأقلية المسيحية أن تتمثل. لذلك، شعبيا وسياسيا وحزبيا،المصالحة لا عودة عنها، ونعتبرها من المقدسات وخطا أحمر لا تمس”.
ولفت في تصريح اليوم، الى أن “التفاهم السياسي، كما كل التفاهمات، يتعرض لخضات ولتفسيرات متناقضة، ولكن في بعض الأحيان لخيارات متناقضة، تؤدي الى عدم التزام بنوده، ولتفسير صحيح حينا وخاطئ حينا آخر”. وقال: “هذه الحالة تحتاج الى تقويم. وأنا قلت أكثر من مرة إننا بعد ثلاث سنوات ونيف على هذا التفاهم، من المفروض والضروري تقويم هذا الاتفاق ولعملية تطبيقه. ومن دون الخوض في النقاش الدائر اليوم والاتهامات، انا أكيد ان هذه المرحلة ستعبر. أما الكلام على وفاة ونعي وغيره، فمن دون ان يغضب البعض، من كانوا ينعون ويتباكون على هذا الاتفاق وهذا التفاهم وهذه المصالحة، هم أنفسهم من يطلقون النار اليوم ويعتبرونه أمرا باطلا. ما هو الباطل؟ هل هو أن يلتقي المسيحيون على شركة بالنظام؟ هل الباطل هو بإجراء مصالحة والبناء عليها بشراكة سياسية في السلطة والمؤسسات؟ فليخبرونا اين هي المحاصصة وكيف تتم التحالفات في كل الأنظمة الديموقراطية بين الأحزاب؟ هل يتفقون على لون البحر او على عمل معين في جمعية خيرية، أم أنهم يتفقون على مواقع معينة وعلى شراكة في الحكومة؟ الأحزاب، من بريطانيا الى فرنسا، عندما تدخل في اتحاد معين وتخوض فيه استحقاقا سياسيا كما فعلنا نحن في الرئاسة، تكون نتيجته التفاهم على الشركة في السلطة، وهذا الامر ليس مشروعا فحسب، بل لا تستقيم السياسة من دونه. طبعا هذا الاتفاق يحتاج الى صيانة أكبر والى عمل متواصل وخيارات متجانسة لا متشابكة، ولا يقوم فقط على شخصين إنما على المؤسسات الموجودة داخل الحزب والتيار، ومن هذا المنطلق يفترض القيام بمثل هذا العمل الضروري”.
وإذ لم ينف “وجود صراع معين، بل نوع من الاختلاف وعدم الاتفاق حاليا حول الحكومة، أدى الى سجال قوي”، قال: “لكن معالجة هذا الامر تكون من خلال المصارحة التي بدأناها، أكان بزيارة الوزير (ملحم) الرياشي لمقر التيار، أم بلقاءات ستحصل بيني وبينه لتحديد مكامن الخلل، ولاحقا مع كل من الوزير (جبران) باسيل والدكتور سمير جعجع”.
وأكد ان “على الجميع السعي لإنجاز تأليف الحكومة، ولا التيار ولا القوات هما من يقرر، بل انها مهمة الرئيس المكلف وفخامة الرئيس”. وقال: “صحيح اننا نعطي رأينا لكن الرأي النهائي هو للرئيس المكلف ولرئيس الجمهورية وبمعزل عن اي خلاف او اختلاف موجود في السياسة بين التيار والقوات أو مع أي فصيل آخر. من الضروري أن ينضج مسار التأليف وان تبدأ جوجلة التشكيلات التي يمكن أن يطرحها الرئيس المكلف، لكي يتحمل كل مسؤولياته تجاه الناس وأمام التحديات الكبيرة التي تواجه لبنان امنيا او سياسيا او اقتصاديا”.