اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة أنه “قبل الانتخابات النيابية وبعدها لم يتبدل شيء ولن يتبدل، طالما أن السياسة في هذا البلد قائمة على مبدأ من يتسلط لا من يحكم، ومن يستأثر لا من يتشارك في المسؤولية الوطنية ويكون جاهزا ومهيأ لمواجهة المصائب وليس التحديات، لاسيما في هذه المرحلة الصعبة والمصيرية اقتصاديا وماليا، وفيها الشيء الكثير من المخاطر والتداعيات الاجتماعية والمعيشية التي باتت تهدد الوطن والمواطن، إذا لم يتزاحم الجميع على تقديم التنازلات والتسهيلات، من أجل قيام حكومة متمكنة وقادرة على حمل أمانة البلاد والعباد”.
وقال “لسنا دعاة تخويف، ولكن ما يجري من كولسات حول تأليف الحكومة وحجم الحصص فيها، يوحي بأن لعبة التسويف والمماطلة ومحاولة شد الحبال التي يمارسها البعض تستبطن نيات غير سليمة، فيها الكثير من الخطورة، بسبب أولئك الذين يعتقدون بأن التأخير في التأليف قد يقوي مواقفهم، ويمكنهم من فرض شروطهم. لهؤلاء نقول: كلنا ضعفاء ولكننا أقوياء إذا توافقنا وتشاركنا وتعاونا، فلنختصر الطريق ولنوقف النزاعات والانقسامات والخصومات، ولنحذف من قواميسنا الغايات، ولنوقف لعبة المصالح، وبالخصوص المصالح الفئوية والشخصية، لأنها مكلفة على الجميع، وليست في صالح أحد لا من المسلمين ولا من المسيحيين، ولا من أصحاب الأحلام، وليعد كل فريق إلى حجمه الطبيعي، وكل طامح إلى واقعيته”.
ونبه المفتي قبلان من ان “البلد لا يحتمل، والدين يتراكم، والوضع المعيشي إلى المزيد من التأزم، ومستوى الجرائم إلى ارتفاع، والبطالة أصابت الأغلبية الساحقة، والفساد حدث ولا حرج، فإلى متى هذا التأخير في التأليف؟ وأي حصة وزارية أو نيابية ستبقى لهذا الفريق أو ذاك إذا ما انهار بلدنا ودخل في فوضى أكثر مما هو فيه؟ فاحذروا أيها المعرقلون، وأوقفوا اللعب بالنار التي قد تلتهمكم، وعودوا إلى التعقل الذي يسهل ولادة الحكومة، ويسمح بانطلاقة وطنية تشاركية، يتضامن ويتفاعل فيها الجميع، ويتعاونون معا على استعادة هيبة الدولة وبناء مؤسساتها على النحو الذي يجعلنا نثق بالعهد وبالدولة، وبكل ما يتفرع عنها ومنها، لأن كل ما نحن فيه كلبنانيين وكبلد، لا يحتمل المزيد من الاهتراء السياسي والتهور في القراءات والتصورات والرهانات، ما يعني أننا مدعوون جميعا اليوم قبل الغد، إلى إزالة العصي من دواليب التأليف، والإسراع في التوافق حول شكل الحكومة وبيانها وبرامجها الإصلاحية ومخططاتها ورؤاها الاقتصادية والتنموية، لأن أي تأخير في ولادتها سيدفع بالبلد وأهله إلى المجهول”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام