يتفوق الهاتف المحمول حاليا في كل جوانبه تقريبا عما كان عليه قبل عشرين سنة، فبإمكانه التقاط الصور وتفقد البريد الإلكتروني وتشغيل الأفلام ويملك معالجا كان سيعتبر في الجيل السابق حاسوبا خارقا، لكن مع ذلك فإن للهواتف الحالية عيبا واحدا، وهو أن بطارية هواتف التسعينيات كانت تدوم أياما، أما اليوم فإنها تدوم ساعات.
بيد أن باحثين يعتقدون أنهم ربما وجدوا حلا لهذه المعضلة، وهو شكل جديد من الكربون يمكن أن يضاعف سعة البطارية ويزيد عدد دورات الشحن ويقلص بشكل ملحوظ مخاطر انفجارها.
وتوصل الباحثون إلى المادة “أو أس بي سي-1” (OSPC-1) بالصدفة تقريبا، إذ كانوا يعملون على صنع أشكال مسامية من الكربون وأدركوا أن المادة التي صنعوها لا يمكنها تخزين كميات ضخمة من أيونات الليثيوم فحسب، بل -لدهشتهم- يمكنها أيضا أن تكون موصلة للكهرباء.
فصنع بطاريات أفضل يعتبر أحد التحديات التقنية في عصرنا. ففي حين تحسنت الإلكترونيات أضعافا مضاعفة، فإن التحسن على البطاريات كان طفيفا. ومن أجل إزالة الكربون من الاقتصاد، فإن البطاريات المحسنة ستكون ضرورية خاصة بالنسبة للنقل، فكيلوغرام من بطارية الليثيوم التقليدية يخزن حوالي 1% من طاقة كيلوغرام من البنزين.
وجاءت الدراسة من فريق لا علاقة له بأبحاث البطاريات، ويوضح آبلي تريوين من جامعة لانكستر ذلك بقوله إنهم أرادوا أن يجربوا صنع شكل جديد من الكربون فاخترعوا مادة أشبه بالألماس، لكن في حين أن الألماس غير موصل للكهرباء، وجدوا أن مادتهم موصل جيد، فأرادوا معرفة إن كانت تصلح لاستخدامها في البطاريات، فاختبروا قدرتها على امتصاص أيونات الليثيوم، وتفاجئوا بالنتيجة.
ولا يتعلق الأمر بسعتها فقط. فمقارنة مع الغرافيت الذي يستخدم في بطاريات الليثيوم اليوم، لم تتمدد وتتقلص المادة مع كل شحنة، وهي العملية التي تسبب استهلاك بطاريات الهواتف. كما أنها لم تنتج محاليل الليثيوم التي يمكن أن تنمو كثيرا في بعض البطاريات مسببة دوائر كهربائية قصيرة قد تؤدي لانفجارها.
ورغم أن البحث لا يزال في مرحلة مبكرة، فإن علماء آخرين متحمسون لنتائجه، إذ يقول عالم البطاريات في جامعة كوليدج لندن إنهم ربما يكونون أمام اكتشاف كبير.
المصدر: التايمز