في منزله، في العاصمة الرومانية بوخارست، يبدو الطفل في الصورة خائفاً من الطبيبة وهي تعطيه اللقاح اللازم ضدّ الحصبة. لكنّ خوف الطبيبة ومعها والد الطفل أكبر بكثير على حياته بالذات في حال لم يأخذ اللقاح، ولم تجرِ متابعته دورياً، فالحصبة مرض يفتك بالأطفال خصوصاً، في رومانيا، في الوقت الراهن، وتتكرر موجاته كلّ أسابيع قليلة منذ عامين بالتمام والكمال.
أدى تفشي الحصبة إلى وفاة العشرات من الرضّع والأطفال في رومانيا، مع الإبلاغ عن 200 حالة جديدة كلّ أسبوع، منذ أن بدأ المرض في الانتشار والتحول إلى ما يشبه الوباء عام 2016.
يقول الأطباء إنّ الطفرة في المرض يغذيها انخفاض معدلات التطعيم. وبينما يبدو السبب واضحاً فهو غير شعبي في رومانيا، إذ أطلق بعض المشاهير حملات إعلامية تحذّر من مخاطر التطعيم. وهي تحذيرات تزعج الأطباء الذين يقولون إنّها خرافات تركز على إبعاد المرض بعصير الملفوف أو عدم تنظيف المنزل.
في هذا الإطار، يقول ألكساندرو رافيلا، وهو رئيس مختبر في معهد “ماتي بالس الوطني للأمراض المعدية” في بوخارست، لوكالة “أسوشييتد برس” إنّ المرض شديد العدوى وينتشر بشكل أسرع، لأنّ ملايين الرومانيين يعملون خارج البلاد معرضين أنفسهم لسلالات مختلفة من الفيروس ثم يعودون إلى الديار.
منذ عام 2016، أصيب نحو 13700 شخص في رومانيا بالحصبة، وتوفي 55 شخصاً معظمهم من الأطفال.
المصدر: العربي الجديد