اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان هذا الحضور الكبير في يوم القدس يؤكد ان قضية القدس موجودة وحية بقوة في وجدان ابناء هذه الامة، وهذه من نقاط القوة واياً تكن التحالفات التي تتشكل لإسقاط هذه القضية.
واشار خلال الاحتفال بيوم القدس العالمي الذي اقيم في بلدة مارون الراس جنوب لبنان ان هناك 3 تحديات اساسية اليوم في مدينة القدس: التحدي الاول، بعد اعتراف الاميركي بالقدس عاصمة هناك معركة ان لا يعترف دول العالم وبالخصوص الدول العربية والاسلامية بهذا الامر، والتحدي الثاني هو الديمغرافي وتغيير الهوية السكانية وهناك مخططات اسرائيلية لتغيير هوية القدس السكانية من خلال ضم كتل استيطانية من الضفة والحاقها تحت عنوان القدس الكبرى ومن خلال زيادة الاستيطان في القدس والضغط على الفلسطينيين المقدسيين لمغادرتها، والتحدي الثالث مسالة المقدسات وبالاخص المسجد الاقصى وهذا تهديد وتحد ومعركة.
واشار السيد نصر الله ان السكان المقدسيين العرب من مسلمين ومسيحيين يقع على عاتقهم العبء الاكبر في هذه المعركة بمعنى ان بقاءهم في المدنية وحفاظهم على مساكنهم ومتجارهم هي المعركة الحقيقية والتي قام بها سكان القدس من 1967 الى اليوم.
واضاف: المقدسيون اليوم نيابة عن الامة الاسلامية كلها يقفون وبقبضات عزلاء ليحرسوا الحرم القدسي والمسجد الاقصى والمعركة الاخيرة التي خاضوها منذ اشهر في محيط المسجد الاقصى في مواجهة اية تغيير هو حضور قوي وفاعل وفرض على حكومة العدو ان تتراجع. واكد ان عليهم تعلق الامال الكبيرة في هذين التحديين اي الديمغرافي والمسجد الاقصى وكنيسة القيامة.
ولفت الامين العام لحزب الله ان على بقية المسلمين في العالم ان يمدوا يد المساعدة للمقدسيين، والامر يحتاج الى دفع اموال لنساعد المقدسيين ان يبقوا في بيوتهم ولا يهجروا القدس ولا يستسلموا للضغوط الاقتصادية وللاغراءات المالية الهائلة التي تعرض الان في بعض الاماكن في القدس.
وكشف ان بعض العرب ودول الخليج والاثرياء العرب يشترون بيوتا من المقدسيين وتدفع اموال طائلة ثم في نهاية المطاف سيقوم رجال الاعمال العرب الخونة ببيع هذه البيوت للصهاينة.
واشار الى ان هناك تحدٍّ جديد في قضية القدس وفلسطين ، وجاء من يريد ان يحمي عرشه هنا وهناك وان يكون ثمن الحفاظ على العروش تصفية القضية الفلسطينية، ويتم الاعتماد على التنظير الديني والتاريخي لافتا ان في عالمنا العربي والاسلامي هناك نوع من الناس بسطاء قد ينطلي عليهم هذا الخداع، مؤكدا ان مسؤولية العلماء والمثقفين ووسائل الاعلام ومواقع التواصل ومراكز الدراسات وكل من لديه لسان وقلم وقدرة على التعبير ان نواجه هذه الفتنة قبل ان ينتشر هذا الفكر التضليلي والتحريفي.
السيد نصر الله شدد على ان الرهان اليوم على الاجيال، هم يراهنون على يأس وانقلاب اجيالنا، ومعركتنا معركة وثقافة وحضور هذه الاجيال في الميادين. واشار الى مسيرات العودة في غزة حيث خرج الفلسطينيون صائمين في حر الشمس وهذه قمة الشجاعة والبطولة والايمان بقضيتهم وارضهم، مشيرا ان الاغالبية الساحقة من عشرات الالاف التي تذهب الى الحدود كل يوم جمعة هم من الشباب وهذه نقطة امل قوية جدا. كما لفت ان المصلين اليوم في المسجد الاقصى رغم منع الشباب اعداد كبيرة من الشباب لا تزال تحضر.
كما اشار الى التطور في المواقف في اراضي ال 48 ومظاهرات حيفا وتحركات فلسطينيي الشتات وهذا يدل ان هذا الشعب لن يتنازل عن القدس وفلسطين والاقصى وحق العودة، مشددا على ان الذي يحدد نجاح او فشل صفقة القرن هو الشعب الفلسطيني بالدرجة الاولى.
ولفت سماحته الى ان كل بلد عربي تحت ضغط وسياط المحور الاميركي السعودي ممنوع عليه التعبير بشيء له علاقة بالقدس وفلسطين. بالمقابل اشار الى اننا عندما ننظر الى صنعاء العاصمة العربية الوحيدة التي تخرج فيها مظاهرة ضخمة جداً للتضامن مع فلسطين بالرغم من الجوع والمرض والقصف فاليمن يعبر عن الايمان الحقيقي، وفي اليمن شعب تحت القصف يتظاهر من اجل القدس بينما هناك دول تتآمر ضد القدس.
واشار اننا اليوم نحن نتحدث عن محور المقاومة القوي اولاً باجياله، واضاف: هذه الاجيال لا تراهنوا ان تسقط او تنسحب من المعركة.
ولفت الامين العام لحزب الله ان ايران منذ انتصار الثورة الاسلامية اعلنت موقفا حازما في الموضوع الفلسطيني وهي تدفع ثمن هذا الموقف، واكد ان من الطبيعي كل من يعادي ايران يجد نفسه حليفا لاسرائيل والعداء لايران هو خدمة لاسرائيل. وسأل هل احدثت العقوبات اي تردد في موقف سماحة الامام القائد او الشعب والنظام في ايران؟
واشار ان ايران قوة اقليمية كبرى تدعم فلسطين وحركات المقاومة وصمدت 39 عاما وهي ترفض الاستسلام او التخلي عن اي حق من حقوقها ، متوجها لكل الذين يراهنون على اسقاط النظام الاسلامي في ايران بالقول: رهاناتكم اوهام وسراب.
ولفت السيد حسن نصر الله ان التحول الكبير في العراق يخدم محور المقاومة مشيرا الى المسيرات والعروضات العسكرية في بغداد بمناسبة يوم القدس العالمي من الذين ألحقوا الهزيمة بداعش، واضاف السيد نصرالله ان موقف المرجعية الدينية في العراق معروف من القضية الفلسطينية منذ 1948 من السيد محسن الحكيم إلى السيد الخوئي إلى المراجع الحاليين.
وبالانتقال الى سوريا التي وصفها انها الدولة المركزية في محور المقاومة لفت انها تعرضت لحرب كونية واليوم بحمد الله المساحة الاكبر من مساحة سوريا اصبحت امنة ومن الواضح ان المحور المعادي يبحث عن تحقيق بعض المكاسب . واشار السيد نصرالله ان “اسرائيل” كانت تراهن على سقوط الرئيس الأسد وترى في المسلحين مصلحة لها ، واليوم الصهيوني يحول هدفه في سوريا ويقول أن المعركة في سوريا باتت إخراج إيران وحزب الله من سوريا. وتوجه الى العدو بالقول: اعترفوا ايها الصهاينة انكم هزمتم في سوريا وفشلتم في اسقاط عامود خيمة المقاومة وان رهاناتكم على الجماعات الارهابية ذهبت ادراج الرياح قبل ان تاتوا لتعتبروا ان المعركة هي اخراج ايران وحزب الله من سوريا، واقول لكل المحور الذي قاتل في سوريا اعترفوا بهزيمتكم في سوريا.
ولفت سماحة السيد نصر الله الى اننا عندما ذهبنا الى سوريا كان ذلك لسببين، الجزء الاول رؤيتنا ان ما يجري في سوريا مؤامرة كبرى تستهدف الشعب والدولة وكيان سوريا ومحور المقاومة واذا سقطت سوريا بيد التكفيريين ستحل الكارثة على المقاومة وفلسطين، وثانيا بطلب من القيادة السورية، وعندما ذهبنا لم يكن لدينا مشروع خاص في سوريا، واقول للعدو والصديق، اليوم ليس لحزب الله مشروع خاص في سوريا.
واعلن السيد نصر الله ان لا مشكلة، في اي وقت ومكان ومنطقة، عندما ترى القيادة السورية ان حزب الله لا يكون موجودا نكون شاكرين وعندما نستعيد شبابا الى قراهم وبيوتهم نكون سعداء بالنصر لذلك ليس لدينا معركة اسمها من يخرجنا ومن يبقينا (في سوريا)، لكن لو اجتمع العالم كله ليفرض علينا ان نخرج من سوريا لا يخرجنا من سوريا، وهناك طريقة واحدة ان تطلب القيادة السورية ذلك.
وفي ختام الخطاب قال سماحته: اقول للاسرائيليين والفلسطينيين وشعوب العالم في يوم القدس، كما اننا نؤمن ان القدس وفلسطين قضية محقة نؤمن من موقع قرآني وعقائدي ومن سنن التاريخ وقراءة المستقبل ان هذه القدس ستعود لاهلها وفلسطين ستتحرر ومغالطات نتنياهو لن تجدي نفعا ولا نريد ان نقتل ونرمي في البحر بل نقول لكم بل حضارية عودوا الى الدول التي جئتم منها، واضاف: اذا اصريتم على الاحتلال فان يوم الحرب الكبرى قادم وهو اليوم الذي سنصلي فيه جميعا في القدس.
المصدر: موقع المنار