اعتبر وزير خارجية قطر الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني الثلاثاء ان الامارة الغنية أصبحت “أقوى” مما كانت عليه قبل عام حين قطعت
السعودية وثلاث دول عربية اخرى علاقاتها معها وقاطعتها اقتصاديا.
ودعا الوزير في تغريدات عبر حسابه في تويتر الدول المقاطعة الى الحوار من دون شروط مسبقة لانهاء الازمة غير المسبوقة، لكنه حذر في الوقت ذاته من ان الخلاف أصاب وحدة مجلس التعاون الخليجي.
وكانت السعودية والامارات والبحرين ومصر قطعت علاقاتها مع قطر في الخامس من حزيران/يونيو 2017 متهمة الدوحة بدعم تنظيمات متطرفة في المنطقة. وهو اتهام نفته الامارة الغنية بالغاز مرارا.
وكتب الشيخ محمد عبد الرحمن في تغريدة “كثر الحديث عن انتصارات وهمية، و سرديات بعزل قطر، و بعد مرور عام، أثبت الواقع غير ذلك”.
وأوضح “خرجت قطر بصفة الشريك الدولي الموثوق به، والنموذج الحكيم لإدارة الأزمات”، لكنه أضاف “إن كان الأمر بالخسارة والربح، فالجميع خاسر، و السبب في ذلك يعود لعبثية رباعية الأزمة”.
وتابع الوزير القطري “عام مضى وقطر و شعبها أقوى من قبل”.
وفرضت الدول الاربع على قطر مقاطعة اقتصادية، ومنعت طائراتها من عبور اجوائها، وشركاتها من العمل على اراضيها، وفرضت شروطا لاعادة العلاقات بينها وقف دعم جماعات معينة واغلاق قناة “الجزيرة”.
ورفضت قطر هذه الشروط، وعملت في المقابل على التقرب من تركيا وايران، الخصم الاكبر للسعودية في المنطقة، من اجل تجاوز آثار الاجراءات الاقتصادية.
وأكد الوزير القطري رغم ذلك “لا زال باب الحوار مفتوحا بعيدا عن الإملاءات والشروط المسبقة”.
واعتبر في موازاة ذلك ان دور مجلس التعاون الخليجي. الذي يضم السعودية وقطر والامارات والبحرين وسلطنة عمان والكويت. تأثر بشكل كبير بالأزمة.
وسأل “ألا تعي هذه الدول بأن المنطقة بأكملها قد خسرت مجلس التعاون الركن الموحد الأخير في المنطقة العربية”.
ويرى خبراء ان قطر تمكنت من تخفيف الآثار الناجمة عن المقاطعة وحافظت على نمو اقتصادي متواصل، الا ان بعض القطاعات لا تزال تدفع رغم ذلك ثمن الأزمة المستمرة منذ عام.
وضخت الدوحة عشرات مليارات الدولارات بعد انخفاض الودائع المصرفية في بداية الأزمة. ونجحت في اعادة القطاع المصرفي الى وضعه الطبيعي.
وأكثر الآثار سلبية أصابت قطاع العقارات، الى جانب السياحة، وكذلك مجموعة الخطوط الجوية القطرية الرائدة في المنطقة والعالم والتي من المتوقع ان تعلن عن خسائر بعد اضطرارها لاتباع مسارات أطول لتفادي أجواء الدول المقاطعة.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية