أظهرت دراسة حديثة أن استمرار انبعاث الغازات الدفيئة بمعدلها الحالي سيؤدي إلى اختفاء ما بين نصف وثلثي الحشرات والنباتات، وأكثر من 40% من الثدييات الموجودة حاليا.
وشملت الدراسة -التي أعدها باحثون بريطانيون وأستراليون من جامعة إيست آنجليا- أكبر عينة عالمية أخذت في الحسبان في هذا النوع من الدراسات حتى الآن.
وانطلقت الباحثة راشيل وارن وزملاؤها من مناطق تواجد أكثر من 115 ألف نوع من الحيوانات والنباتات، بما في ذلك 31 ألف حشرة وثمانية آلاف طائر و1700 من الثدييات و1800 من الزواحف وألف من البرمائيات و73 ألف نبتة.
ثم قاموا بإعداد نماذج لحساب التغيير الذي يطرأ على موئل كل صنف، استنادا إلى سيناريوهات مناخية مختلفة، فلاحظوا أن ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير نسبيا يؤدي إلى تقلص كبير نسبيا في الموطن الجغرافي الذي يتمتع فيه نوع معين من النباتات أو الحيوانات بظروف مواتية لدورته البيولوجية وبالتالي لتطوره.
وإذا طبقت دول العالم ما جاء في اتفاق باريس حول المناخ الذي يصبو لكبح جماح الارتفاع الحراري حتى يظل أقل من درجتين في المئة، أو ربما حتى درجة ونصف، فإن ذلك سيكون له تأثير محسوس على هذه الكائنات الحية.
وذكرت صحيفة لوموند التي نقلت الخبر عن مجلة ساينس العلمية، أن عدم تجاوز زيادة الحرارة درجتين يعني انخفاض نسبة الأنواع المحرومة من موئلها من 50 إلى 18٪ بالنسبة للحشرات، و16٪ بالنسبة للنباتات، و8٪ بالنسبة للفقاريات، أما إذا لم تتجاوز الزيادة 1.5 درجة مئوية، فإن ذلك يعني أن ذلك الانخفاض سيبلغ 6٪ بالنسبة للحشرات، و8٪ للنباتات و4٪ للفقاريات، ولفتت إلى الفرق الكبير الذي يحدثه مجرد نصف درجة مئوية على عالم الأحياء، إذ يقسم الخطر على اثنين بالنسبة للنباتات والحيوانات الفقارية وعلى ثلاثة بالنسبة للحشرات.
وركزت الدراسة الحالية على مصير الحشرات، لأنها كما تقول راشيل وارن “حيوية للأنظمة البيئية وللإنسان؛ فهي ضرورية لتلقيح المحاصيل والأزهار، وتغذية الكائنات الحية التي تعيش على علو شاهق، والمحافظة على توازن البيئات الطبيعية، كما أنها من خلال أكل أوراق النباتات، تساعد على إعادة تدوير مخصبات التربة”.
المصدر: لوموند