رأى عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ حسن بغدادي، خلال مشاركته في المؤتمر العلمي والفكري حول “دور علماء الشيعة في تأسيس العلوم الإسلامية وتطورها” والذي انعقد في مدينة ( قم المقدسة)، أنّ المؤتمر قد حظي بأمرين أساسيين: الأول: انعقاده برعاية وحضور المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم شيرازي (دام ظله)، والذي كان استكمالاً للمؤتمر السابق الذي انعقد برعاية سماحته، حيث عالج موضوع التكفير، فأتى المؤتمر هذا العام ليعالج موضوع دور علماء الشيعة في تأسيس العلوم الإسلامية وتطورها، ويؤكد دور الشيعة في هذا المضمار كما باقي المذاهب الإسلامية.
الثاني: جاء مؤتمرنا هذا في لحظة مفصلية تعيشها بلادنا ومنطقتنا، حيث تُستهدف في أمنها وثرواتها ومقدساتها، وبالأخص المؤامرة الكبرى التي سُمّيت بـ (صفقة القرن)، التي تستهدف القضية الفلسطنية برمّتها والمسجد الأقصى على وجه الخصوص، وتقودها أمريكا وإسرائيل ومعهما بعض الأنظمة العميلة في المنطقة.
هذا التحدي والمواجهة يحتاج إلى علماء دين من أصحاب البصيرة، مضافاً لبقية شرائح المجتمع، لتكون المواجهة شاملة مع ملّة الكفر والنفاق بمستوى وحجم هذا التحدي.
وأضاف الشيخ بغدادي، أنّ المؤتمر جاء ليذكّر مجدداً بالدور الطليعي لعلماء الدين من ذوي العقول النيّرة، الذين كانوا الأساس في كلّ إنجازات هذه الأمة، فكتبوا في الفقه والأصول والتفسير وعلم الكلام والفلك والرياضيات والفلسفة، مضافاً إلى ( الفقه المقارن)، أو ما يُطلق عليه بفقه الإختلاف، فكانوا من دعاة التقريب بين المذاهب الإسلامية ومن روّاده، والبعض استشهد في سبيل ذلك.
وتابع: أنّ المنهج التقريبي هو من أهمّ ما نحتاجه في زماننا، ولا يكفي أن نتغنّى بما كتبه السلف الصالح، سواء ما هو متعلق بالأحاديث أو بالمناهج التقريبية، بل لا بد من الوقوف على متطلبات المرحلة الخطيرة جداً، كي نستفيد من أخطاء ما ارتكبه أصحاب المنهج التكفيري الذي لا يمتّ إلى الإسلام بصلة ونؤسّس لقواعد وآليات توسّع من دائرة القواسم المشتركة بين المذاهب الإسلامية، وهذا يستلزم الإبتعاد عن كلّ ما يضرّ بوحدة المسلمين، كي لا نكون مصداقاً لقوله تعالى: قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (103 – 104).
المصدر: موقع المنار