تعرف الدهون بأنها تخزن الطاقة وتؤدي لزيادة الوزن، لكن هناك كمية قليلة من الدهون في الجسم تقوم بحرق الطاقة وبالتالي تخفيض الوزن؛ المشكلة تكمن في تنشيط هذا النوع من الدهون. باحثون في جامعة ميونيخ يقتربون من حل هذه المعضلة.
هناك نوعان من الأنسجة الدهنية في الجسم: البيضاء والبنية. النوع الأبيض يشكل القسم الأكبر مع فارق كبير، ومهمته هي تخزين الطاقة الزائدة، وبالتالي فهو المسؤول عن زيادة الوزن.
أما الدهون ذات اللون البني، فتحول الطاقة الزائدة إلى حرارة، ويتم ذلك عبر تفاعلات أكسدة واختزال الأحماض الدهنية في “المايتوكندريا” -وتعرف أيضا باسم المصورات الحيوية أو الحبيبات الخيطية- وهي عضيات دقيقة توجد داخل سيتوبلازم الخلايا الحيوانية والنباتية؛ وهي بمثابة المفاعلات داخل الخلايا وتعطي النسيج لونه البني.
تقريبا كل رضّع الحيوانات الثدية توجد لديها دهون بنية. والحيوانات التي تقوم بالسبات الشتوي تكون لديها الدهون البنية بكيمات كبيرة حتى في مرحلة البلوغ، بل إنها تستطيع -إذا احتاجت- أن تحول الدهون البيضاء إلى بنية من أجل التغلب على برودة الطقس.
الأطفال الرضع من البشر لديهم دهون بنية، وخاصة في منطقتي العنق والصدر، كما ذكر موقع “إن دي آر” الألماني. وساد الاعتقاد لوقت طويل أن البشر البالغين ليست لديهم خلايا دهنية بنية نشطة، وإنما فقط بيضاء.
ولكن قبل سنوات قليلة اكتشف العلماء وجود كمية قليلة (بضعة غرامات) من خلايا الدهون البنية في مناطق الكتف والعنق والظهر، وهي تختلف من شخص لآخر، أما نشاط النسيج الدهني فيعتمد على الظروف المحيطة والتغذية.
وقبل سنوات نجح باحثون في سنغافورة في تخفيض دهون البطن بنسبة 30% من خلال تنشيط خلايا الدهون البنية.
وبحسب ما نشرت جامعة ميونيخ التقنية على موقعها الإلكتروني، فإن الأنسجة الدهنية البنية تنشط وقت البرد وكأنها جهاز تدفئة، لتستهلك ما تم تخزينه من الدهون.
ومع التقدم في العمر، تتراجع فعالية الاستقلاب (التمثيل الغذائي) لدى الخلايا الدهنية البنية، كما أن المصابين بالسكري أو من يعانون من السمنة تكون لديهم هذه الدهون أقل نشاطا، لذلك يجهد الباحثون لمعرفة العوامل التي تبقي الدهون البنية نشطة. ولأنها تمتلك القدرة على حرق الطاقة الناتجة عن النشويات والدهون، فإن العلماء يتطلعون بشوق لتنشيط هذه الأنسجة الدهنية البنية حتى تكون مساعدة في علاج السمنة والسكري.
لذلك، طور باحثون في الجامعة التقنية في ميونيخ ومركز هيلمهولتس طريقة تمكنت من تحقيق نتائج أولية مبشرة لتنشيط تلك الخلايا الدهنية البنية. يقول البروفيسور مارتن كلينغينسبور من جامعة ميونيخ التقنية إن “تنشيط الدورة الدموية وتغيير الإشباع بالأكسجين في الدم هما الأساس في تنشيط عملية الاستقلاب في الدهون البنية”.
والخطوة القادمة هي اختبار دقة هذه الطريقة باستخدام أدوية، وأسلوب تأثيرها على القسم النشط من الدهون في الجسم.
المصدر: dw.com