وافق الكونغرس الاميركي الخميس على تعيين رئيس وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي ايه” مايك بومبيو وزيرا للخارجية، على ان ينكب على الفور لمتابعة ملفين ساخنين هما كوريا الشمالية والنووي الايراني.
ويصنف بومبيو في خانة “الصقور” وبعيد تثبيته وزيرا للخارجية غادر على الفور الى بروكسل للمشاركة الجمعة في اجتماع لوزراء خارجية الحلف الاطلسي، على ان يقوم بعدها بجولة تشمل السعودية والاردن والكيان الاسرائيلي.
ومن المتوقع ان يحمل بومبيو معه الى بروكسل ما يردده دائما الرئيس دونالد ترامب بشأن قيام دول اعضاء الحلف الاطلسي بزيادة نفقاتها العسكرية، والحد من المساهمة المالية الاميركية في ميزانية الحلف.
يبلغ بومبيو الرابعة والخمسين من العمر وقد تسلم ادارة “سي آي ايه” في كانون الثاني/يناير 2017، ووافق الكونغرس على تثبيته وزيرا للخارجية باكثرية 57 صوتا مقابل 42. ويأخذ الديموقراطيون على بومبيو ميوله الحربية وتصريحاته المعادية للمسلمين، الا ان سبعة من اعضاء الكونغرس الديموقراطيين صوتوا مع ذلك لصالحه الخميس.
ويتزامن تسلمه وزارة الخارجية مع تعيين جون بولتون مستشارا للامن القومي، ما يدل على توجه الادارة الاميركية نحو سياسة خارجية متشددة. وقال بولتون عن بومبيو في الثاني عشر من نيسان/ابريل “نحن بحاجة اليه وزيرا للخارجية لدعم الرئيس فنحن نواجه ملفات في السياسة الخارجية هي الاصعب”. ويعتبر بومبيو من اكثر المعادين للاتفاق النووي مع ايران الذي تم التوصل اليه في تموز/يوليو 2015، ومن المقرر ان يعلن الرئيس الاميركي في الثاني عشر من ايار/مايو موقفه النهائي من هذا الاتفاق وما اذا كان سيسحب بلاده منه ام انه سيعطي فرصة لتحسينه.
والموقف الاميركي هذا من الاتفاق النووي الايراني يتعارض مع مواقف كل الدول الاوروبية التي تؤكد ضرورة الحفاظ عليه. وخلال زيارته الاخيرة الى واشنطن طرح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون التفاوض على اتفاق يكون مكملا للاتفاق النووي الايراني الحالي لتلبية المطالب الاميركية ولتجنب خروج واشنطن من الاتفاق.
الحرب الملاذ الاخير
بالنسبة الى الملف الكوري الشمالي فقد دخل بومبيو في تفاصيله عندما التقى سرا خلال عطلة عيد الفصح الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون، على امل تعبيد الطريق امام القمة المرتقبة مع ترامب مطلع حزيران/يونيو. واعلن السناتور الجمهوري بوب كوركر الخميس بعد ان صوت لصالح بومبيو ان الاخير هو “الشخص المثالي” للقيام بـ “الجهود الدبلوماسية” مع بيونغ يانغ.
واثر مناقشات حادة وصعبة وافقت لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاثنين على تسلم بومبيو الخارجية، بعد ان وافق السناتور الجمهوري راند بول على ذلك اثر معارضة سابقة، وكان هذا الاخير يرتاب من مواقف بومبيو ازاء الحرب في العراق ومن برامج المراقبة الاميركية. وخلال جلسة الاستماع امام الكونغرس في الثاني عشر من نيسان/ابريل عمل بومبيو جاهدا على نزع صفة “الصقر” عنه، وقال “ان الحرب تبقى ويجب ان تبقى الملاذ الاخير”.
ويخلف بومبيو ريكس تيلرسون الذي اقيل بشكل فظ في اذار/مارس الماضي، ولم يتمكن تيلرسون المعروف بسياسته الخارجية المعتدلة من كسب ثقة رئيسه الراغب في سياسة اكثر تشددا. ودعا عدد من اعضاء مجلس الشيوخ وبينهم جمهوريون وزير الخارجية الجديد الى العمل على كبح جماح الرئيس ترامب.
وبومبيو من مواليد كاليفورنيا، وكان طليع دورته لدى تخرجه من كلية ويست بوينت العسكرية الشهرية، قبل ان يدرس الحقوق في جامعة هارفرد.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية