على خطى الغوطة الشرقية لدمشق سار الجيش السوري لتحرير القلمون الشرقي، والوجهة المعتادة الشمال السوري.
فبعد اتفاق بين السلطات السورية والجماعات المسلحة بوساطة روسية، قضى بنقل المسلحين وعائلاتهم وتسوية أوضاع من يرغب من “الضمير” (اتفاق منفصل) ، “الرحيبة”، “جيرود”، “المنصورة” “الناصرية”، “العطنة” والجرود المحيطة (جبل البترا، الغليظة، جبل الغار) باتجاه إدلب وجرابلس شمال سوريا، غادر فجر اليوم 25 نيسان/أبريل 2018، أكثر من 1500 مسلح وافراد عائلاتهم من نقطة التجميع في بلدة الرحيبة، الى مدينتي ادلب وجرابلس مناصفةً، ليصبح العدد الكلي للذين خرجوا من المنطقة بما فيها مدينة الضمير حوالي الـ 8734 مسلحاً مع عائلاتهم، وبهذا يكون كامل القلمون الشرقي خالٍ من المسلحين.
مَن هي الجماعات المسلحة التي خرجت من القلمون الشرقي ضمن الاتفاق؟
1- اتفاق الضمير: في 17 نيسان / أبريل 2018 تم التوصل لاتفاق مع جماعة “جيش الإسلام” يقضي بخروج حوالي الـ 1000 مسلحٍ منهم باتجاه مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط ضمن تنفيذ بنود الاتفاق وتسوية أوضاع من يرغب.
مصادر متابعة أشارت إلى أن عدد المسلحين الذين خرجوا من الضمير بلغ 1500 مسلح من “جيش الإسلام”، “قوات أحمد العبدو” و “مغاوير الصحراء” فضلاً عن تسوية أوضاع البعض من عناصر الأخير لصبح العدد الكلي للمسلحين الخارجين من الضمير مع عائلاتهم حوالي 5000 شخص.
2- اتفاق باقي مدن القلمون الشرقي: في 19 نيسان / أبريل 2018 وبعد أيام قليلة من إخراج مسلحي الضمير تم التوصل لاتفاق مع الجماعات المسلحة قضى بخروجهم من مدن وبلدات “الرحيبة”، “جيرود”، “المنصورة” “الناصرية”، “العطنة” والجرود المحيطة (جبل البترا، الغليظة، جبل الغار) باتجاه إدلب وجرابلس شمال سوريا.
ومع استكمال كافة بنود الاتفاق تم اليوم إخراج آخر مسلحٍ من الرحيبة في القلمون الشرقي ممن رفضوا التسوية والبقاء ضمن شروط الدولة السورية ليصبح العدد الكلي للمسلحين الذين خرجوا مع عائلاتهم من المدن والقرى المذكورة أعلاه حوالي الـ 3734 شخصاً، بمساحة إجمالية كانوا يتواجدون بها تقدر بـ 1000كم2 (ماعدا مدينة الضمير ومحيطها)، حيث كان يتواجد في المنطقة مسلحين من “لواء الصناديد، قوات أحمد العبدو، جيش أسود الشرقية، لواء شهداء القريتين، أحرار الشام، جيش الإسلام، “وسرايا أهل الشام” الذين خرجوا من جرود عرسال باتجاه الرحيبة ضمن اتفاق مع الدولة السورية وحزب الله أواخر العام الفائت.
أحداث مدن وبلدات القلمون الشرقي
شاركت مدن وبلدات القلمون الشرقي بأعمال الشغب منذ بداية الأحداث السورية في العام 2011، وتم تشكيل مجموعة مسلحة في بدايات العام 2012 تحت أسم “مغاوير القلمون” نشطت ضد مواقع الجيش السوري في المنطقة.
مع التطور الأحداث وظهور الجماعات المسلحة على مختلف مسمياتها بما فيها تنظيم داعش خاضت تلك الجماعات المسلحة معارك فيما بينها بغية السيطرة على الأرض لبسط النفوذ، واستطاع داعش ما بين عامي 2015 و2016 نزع مساحات واسعة من مسلحي المعارضة (جيش الإسلام، أسود الشرقية، قوات أحمد العبدو) وغيرهم من الفصائل ومحاصرتهم في المنطقة. وفي شهر تشرين الثاني / نوفمبر عام 2016 كسر المسلحون الحصار الذي فرضه داعش عليهم في المنطقة وبدأوا التقدم باتجاه الشمال لاستعادة الأراضي التي استولى عليها التنظيم.
ومع طرد الجيش السوري والحلفاء لارهابيي داعش من هذه المنطقة بعد سلسلة عمليات، دخلت ضمن مناطق خفض التصعيد في 5 أيلول/ سبتمبر من العام 2017. ويذكر أن القلمون الشرقي هو المنطقة الرابعة التي يتم فيها توقيع اتفاق خفض تصعيد، بعد الجنوب والغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي.
أهمية تحرير القلمون الشرقي
1- تأمين الجهة الشرقية لدمشق وريفها بشكل كامل.
2- تأمين الطريق الواصل بين العاصمة ومنطقة البادية السورية ما يعني إبعاد الخطر أكثر عن الطريق البري الذي يصل (طهران – بغداد – دمشق – بيروت).
3- تامين العمق الاستراتيجي للجهة الشرقية ل لبنان من خطر الارهاب التكفيري.
4- استكمال التمهيد للانتصار الكبير في سوريا بعد فقدان قادة المسلحين وداعميهم الدوليين للأوراق الاساسية للتفاوض والانكفاء جغرافيا وحصر المجموعات الارهابية في (قشرة) المناطق الاساسية للصراع اي نقلهم وحصرهم في ادلب وريفها.
المصدر: الاعلام الحربي المركزي