أعلنت بلدة الضمير في منطقة القلمون بريف دمشق الشرقي خالية من الإرهاب والإرهابيين بعد إخراج الدفعة الأخيرة من إرهابيي “جيش الإسلام” وعائلاتهم ونقلهم إلى جرابلس. وأفادت وكالة سانا بدخول وحدات من قوى الأمن الداخلي مساء اليوم إلى بلدة الضمير ورفع علم الجمهورية العربية السورية فوق مبنى مديرية الناحية وسط البلدة بمشاركة المئات من الإهالي الذين أعربوا عن شكرهم للجيش العربي السوري الذي أجبر عبر بطولاته وتضحياته الإرهابيين على الانصياع والخروج من البلدة.
وأشار قائد شرطة ريف دمشق اللواء عصام الحلاج من أمام ناحية الضمير إلى أنه منذ اللحظات الأولى وقبل ترحيل آخر إرهابي من بلدة الضمير دخل عناصر الشرطة ليقوموا بواجباتهم في حفظ الأمن والنظام وتطبيق الأنظمة والقوانين وحماية الممتلكات العامة والخاصة ومساعدة المؤسسات للعودة التدريجية إلى مقارها الرئيسية.
بدوره بين مدير ناحية الضمير الرائد خالد محمد أن عناصر الناحية جاهزون بعد إعلان بلدة الضمير خالية من الإرهاب والإرهابيين لتنفيذ المهام الموكلة إليهم مشيرا إلى أن الناحية ستباشر عملها اعتبارا من يوم غد وستقوم بتنظيم الضبوط للأهالي وتيسير أمورهم من تسجيل الولادات والوفيات والأضرار التي ألحقت بهم نتيجة الإرهاب.
من جهتها لفتت رئيسة مجلس بلدية الضمير اعتدال شعبان إلى الارتياح الكبير لأهالي البلدة الذين كان لهم دور كبير إلى جانب الجيش العربي السوري بإجبار الإرهابيين على المغادرة مؤكدة أنه سيتم تفعيل دور عمل البلدية وتقديم المزيد الخدمات ومتابعة جميع شؤون المواطنين الذين عانوا من الإرهاب على مدى سنوات.
إلى ذلك جاب المئات من أهالي بلدة الضمير بمسيرة عفوية في الشوارع مرحبين بدخول الجيش العربي السوري وقوى الأمن الداخلي الذي طهر الغوطة الشرقية وأعاد الأمن والاستقرار إلى المدينة رافعين الأعلام الوطنية مرددين الهتافات التي تحيي تضحيات الجيش التي أعادت البسمة إلى شفاه الأطفال والشيوخ والنساء.
وبدأ منذ صباح اليوم تجهيز عشرات الحافلات التى تقل المئات من إرهابيي “جيش الإسلام” وعائلاتهم حيث تم إخراجهم مساء اليوم ونقلهم إلى جرابلس بعد أن سلموا أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة وذلك تنفيذا للاتفاق الذي تم التوصل إليه أول من أمس مع الدولة السورية. ولفتت سانا إلى أنه من المقرر أن تدخل خلال الساعات القادمة وحدات من الجيش العربي السوري إلى البلدة لتمشيطها وتطهيرها من جميع الألغام والعبوات الناسفة وذلك تمهيدا لإعادة تفعيل مؤسسات الدولة فيها.
وتأتي عملية تطهير بلدة الضمير من الإرهاب ضمن سلسلة طويلة من الاتفاقات التي مهد لها الجيش العربي السوري على مدى أسابيع بعمليات عسكرية واسعة ومكثفة انطلاقا من الغوطة الشرقية التي تضم عشرات البلدات والقرى أدت إلى انصياع التنظيمات الإرهابية بمكوناتها الرئيسية “جيش الإسلام وفيلق الرحمن وجبهة النصرة” والمجموعات التي تتبع لها لشروط اتفاق يقوم الإرهابيون بموجبه بتسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للجيش العربي السوري قبل إخراجهم مع عائلاتهم إلى إدلب وجرابلس لتدخل وحدات من الجيش إلى تلك المناطق لتمشيطها وتطهيرها من الألغام ومن ثم إعادة تفعيل جميع مؤسسات الدولة فيها.
وكان لقرار الجيش العربي السوري الحاسم بوضع حد لوجود التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية المتاخمة لمدينة دمشق عبر عملية عسكرية واسعة ومحكمة الدور الحاسم في فرض واقع جديد على أرض الميدان ضيق الخناق والخيارات أمام هذه التنظيمات الإرهابية ووضعها أمام خيار البقاء ومواجهة مصير محتوم ماله الفناء تحت ضربات الجيش وإما الاستسلام والخروج بأمرة وأمر الجيش إلى إدلب وجرابلس.
وخلال نحو 60 يوما أو يزيد رتب رجال الجيش العربي السوري أولوياتهم وعقدوا عزمهم على استئصال ورم الإرهاب الجاثم على صدر دمشق وأهلها منذ سنوات وكان لهم ما أرادوا مستندين إلى دفع شعبي عارم من السوريين الذين طفح كيلهم من وحشية هذا الإرهاب المتمادي والذى طال بقذائف حقده أحياء دمشق وريفها.
تلاحم الجيش العربي السوري مع الإرادة الشعبية العارمة بالقضاء على الإرهاب عجل في إصابة هذا الإرهاب بمقتل ورسم نهايته سريعا وبدد أوهام داعميه في المضي بمشاريعهم الوحشية التي تخدم عروشهم وأسيادهم في واشنطن وكيان الاحتلال الإسرائيلي. وأعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في الرابع عشر من الشهر الجاري تحرير الغوطة الشرقية بكامل بلداتها وقراها من التنظيمات الإرهابية وذلك بعد إخراج جميع الإرهابيين من مدينة دوما آخر معاقلهم في الغوطة الشرقية.
المصدر: وكالة سانا