في دراسة فريدة من نوعها، حدد باحثون في جامعة “لند” السويدية أصول الطيور المهاجرة، واستخدموا النتائج، بحسب موقع “ساينس ديلي” المتخصص، لتقصي واكتشاف فوارق أساسية في أجهزة المناعة التابعة للطيور المستقرة وتلك التابعة للطيور المهاجرة. خلص الباحثون إلى أنّ الأنواع المهاجرة تستفيد من ترك المناطق الاستوائية عندما يحين موعد تربية صغارها. والهجرة بعيداً عن الأمراض تمكّن الطيور من الاستمرار بجهاز مناعة أقل كلفة.
وتمكن الباحثون من التوصل إلى نتائجهم من خلال تحليل جينالوجيا (أنساب) أكثر من 1300 طائر مغرد من أنواع عدة، وبذلك تبيّن لهم أنّ الطيور المستقرة التي لا تغادر شمال أوروبا في الشتاء، والطيور المهاجرة التي تنشأ في أوروبا لكنّها تمضي شتاءها بالقرب من خط الاستواء، على حدّ سواء، أفريقية الأصل.
بعدها، درسوا جهاز المناعة لثلاث مجموعات مختلفة: الطيور المستقرة في أفريقيا الاستوائية، والطيور الأوروبية المستقرة، والطيور المهاجرة. أظهرت النتائج أنّ الطيور الأفريقية المستقرة لديها جهاز مناعة أكثر تنوعاً وشمولاً من المجموعتين الباقيتين.
لكنّ المفاجئ في النتائج أنّ أجهزة المناعة لدى الطيور المهاجرة تظهر تغيراً منخفضاً مماثلاً للطيور المستقرة في أوروبا. ففي النهاية، لا تحتاج الطيور المهاجرة إلى مقاومة الأمراض في أوروبا، ولا حتى خلال رحلة هجرتها الطويلة، بحسب الباحثة هيلينا ويستردال، وهي من أعضاء فريق البحث.
ولشرح هذه النتيجة المفاجئة، يقترح الباحثون فكرة أنّ التكاليف المرتبطة بجهاز مناعة قوي ومتقدم قد تكون أعلى بكثير مما يعتقد به كثيرون، إذ يمكن أن يتسبب الحصول عليه بأمراض مناعية مختلفة كالالتهاب المزمن، أما الطيور المهاجرة والمستقرة في أوروبا فلا تنشأ لديها مثل هذه الأمراض كونها لا تقاوم الأنواع الشرسة من النباتات السامة.
المصدر: العربي الجديد