وعدُ بولفور جديد، هو اولُ السالكينَ على جادةِ بن سلمان التي تلامسُ بحرَ بيروتَ الموصولَ الى شواطئِ حيفا وعذاباتِ غزة..
انهُ التكريمُ اللبنانيُ لنهجِ سلمان وابنِه الذي قرأَ الاسرائيليُ بمواقفِه الاخيرةِ اولَ اعترافٍ عربيٍ بقوميةِ الكيانِ العبري، فرفعَه الصهاينةُ الى مصافِّ وعدِ بلفور جديد..
انه خطابُ محمد بن سلمان الذي كررَ بعدَ مئةِ عامٍ حقَ اليهودِ بدولةٍ قومية، وفتحَ البابَ لتعاونٍ بينَ السعوديةِ واسرائيلَ حتى في غيابِ معاهدةِ سلامٍ كما ذكرت صحيفةُ هآرتس العبرية، التي اشارت الى التعاونِ الامني المشتركِ بين الرياضِ وتل ابيب..
اما ما بينَ الرياضِ وواشنطن فغيرُ مفهومٍ في العلاقاتِ الدولية، بل حالةٌ غريبةٌ من الصفقاتِ حيثُ يشتري الملكُ الفعليُ للسعوديةِ محمد بن سلمان اَمانِيَّه واحلامه بملياراتِ الدولارات..
الاميرُ المحاصرُ بابتزازٍ اميركيٍ عادَ ليدفعَ من جديدٍ ثمنَ بقاءِ القواتِ الاميركيةِ على الاراضي السورية، فبعدَ ساعاتٍ على اعلانِ دونالد ترامب انه يريدُ سحبَ قواتِه من سوريا، وان بقاءَها يفرضُ على السعوديةِ دفعَ التكاليف، كلفَ اليومَ مسؤولاً اميركياً التصريحَ عن قرارِه ابقاءَ قواتِه في سوريا فترةً اضافية..
فكم اضافَ بن سلمان لانتزاعِ هكذا قرار؟ وما نفعُه وهو المحاصرُ بخياراتِه السوريةِ بقمةٍ ثلاثيةٍ روسيةٍ ايرانيةٍ تركية؟ وهل سيقفُ الابتزازُ الاميركيُ عند هذا الحد؟ ام ان تطبيقَ المتفقِ عليه بينَ رؤساءِ الدولِ الثلاث من السيرِ في خطةٍ مشتركةٍ لارساءِ الحلِّ السياسي في سوريا ورفضِ تقسيمِها، سيفرضُ على السعودي دفعَ المزيدِ للاميركي ليحفظَ شيئاً له في سوريا بعد ان خَرَجَت كل امواله المصروفة هناك قوافلَ لمسلحين مهزومين مُحَمَّلين بالباصات..
ان الطريقَ السعوديَ المسدودَ في المنطقةِ لن يفتحَه شارعٌ في سوليدير، ولن يوصلَه الى ما يعوضُه عن خيباتِه اليمنيةِ والسوريةِ والعراقية، ولن تكونَ شوارعُ بيروتَ الا لمن يرفضُ السيرَ على الطرقِ الاسرائيلية..
المصدر: قناة المنار