يحمل الآباء أبناءهم أحيانا أمورا فوق طاقتهم، بدعوى أن الأطفال يتعلمون أسرع من البالغين. لكن خبيرة متخصصة في التربية والصحة النفسية أكدت في حوار مع DW أن الأطفال يتعلمون بشكل أبطأ من البالغين، فكيف ذلك؟
هناك فكرة شائعة بأن الأطفال يتعلمون أسرع من البالغين، غير أن هذه الفكرة خاطئة من الناحية العلمية حسب ما صرحت به البروفيسورة بريجيت روليت، المتخصصة في التطور السيكولوجي وعلوم التربية لـ DW. وتقول الأخصائية النفسية إن “هذا هراء مطلق. الأطفال يتعلمون أبطأ من البالغين بكثير، إذ لا تزال أدمغتهم في طور النمو وليست مرتبة كما هي عند البالغين”. وتضيف بأن “الروابط المهمة بين مناطق الدماغ لدى الأطفال الذين تبلغ أعمارهم ثلاث سنوات على الخصوص، لم يتم بعد تطويرها بشكل كامل. فعلى سبيل المثال، التمييز بين اليمين واليسار يستغرق بعض الوقت لدى الأطفال”.
كذلك يعتقد الكثيرون أن الأطفال الصغار قادرون على تعلم اللغات أسرع وأفضل من البالغين، هذا أيضا تنفيه روليت التي ترى أن بطء التعلم ينطبق أيضا على تعلم اللغات وتقول بهذا الصدد “هناك مركزان للغة في الدماغ، حيث لا يتشكل اتصال مستقر بينهما إلا بمرور الوقت. الشيء الوحيد الذي يتعلمه الأطفال بشكل أفضل وأسرع هو النطق الصحيح. عندما يتعلم الأطفال لغة، فإنهم غالباً ما يتعلمونها مثل المتحدثين الأصليين. وهذا أمر صعب بالنسبة للبالغين”.
وحسب الأخصائية النفسية فإن دماغ البالغين لا يتوقف عن التعلم بشكل جيد على عكس الشائع، إذ تستدل البروفيسورة بدراسة “سائقي سيارة الأجرة في لندن”، إذ درس أطباء الأعصاب في بريطانيا كيفية تغير دماغ سائق سيارة الأجرة خلال السنوات الأربع الأولى في هذه المهنة.
الدراسة تعود لسنة 2011، عندما لم تكن أنظمة الملاحة شائعة. في ذلك الوقت وجد الأطباء أن منطقة التوجيه في الدماغ بعد أربع سنوات كانت أكبر بكثير لدى سائقي التاكسي مقارنة بالناس العاديين.
وتنصح البروفيسورة روليت الآباء بإدخال أطفالهم للمدرسة في سن السادسة، لأن إدخالهم للمدرسة قبل تلك السن قد يجعلهم يصابون بالإحباط من التعلم، في حال واجهوا صعوبات في سن مبكرة. لكنها تنصحهم بإدخالهم رياض الأطفال في سن مبكرة، التي توفر الفرصة للطفل لإقامة علاقات مع الآخرين وتطوير المهارات الاجتماعية وقيم التعاون مع الآخرين. وتنصح الخبيرة بالانتباه لرغبات الطفل نفسه في التعلم، لأنها تختلف من طفل لآخر.
المصدر: dw.com