انتقلت الفرقاطة الروسية “الأميرال غريغوروفيتش” قبل عدة أيام من بحر البلطيق إلى قاعدتها في سيفاستوبل ولاحقتها خلال ذلك سفن حربية غربية واقتربت منها لمسافة تسمح بالالتحام القتالي.
ورافقت الفرقاطة الروسية خلال رحلتها على الدوام من 2 الى 4 سفن حربية أجنبية وخلال عبور المضائق التركية رافقت الفرقاطة مرة واحدة أربع سفن حربية تركية. وقامت سفن الناتو خلال “المرافقة ” بتسجيل” إشارة السونار الصادرة عن الفرقاطة وحاولت التحقق من معايير عملها.
ولكن الناتو لا يكتفي طبعا بالمراقبة والتسجيل بل يطلق التهديدات باتخاذ الإجراءات “الملائمة” والضرورية لكبح ” الخطر المتزايد من جانب روسيا”. ومن بين هذه الإجراءات على ما يبدو يمكن ذكر، الحديث عن عزم الناتو تشكيل أسطول حربي في البحر الأسود وهذه المبادرة جاءت من رومانيا التي تعتزم تقديمها رسميا إلى قمة الناتو في وارسو في تموز/ يوليو المقبل وسيتكون الأسطول، وفقا للفكرة، من سفن حربية تابعة لرومانيا وبلغاريا وتركيا والولايات المتحدة وإيطاليا وسيجري التعاون خلال ذلك مع جورجيا وأوكرانيا.
وتؤكد مصادر الناتو الرسمية أن كل ذلك بسبب “استراتيجية روسيا في البحر الأسود التي تهدد وحدة أراضي الناتو”. وعلى الفور أعربت أوكرانيا وتركيا عن تأييدهما الحار لهذه الفكرة الاستفزازية ودعا رجب طيب أردوغان، الناتو لتعزيز وجوده في البحر الأسود.
ولكن تركيا في ذات الوقت تواصل التذكير بوجود اتفاقية مونترو لعام 1938، التي تحد من مدة زيارات السفن الحربية الأجنبية( من دول لا تطل على البحر) للبحر الأسود. وفي حديث له أعرب ممثل روسيا لدى الناتو الكسندر غروشكو عن اعتقاده بأن الناتو يحاول نقل التوتر إلى حوض البحر الأسود بالقرب من الحدود الروسية وذلك استمرارا لسياسة الحلف المتمثلة “بردع روسيا”. ويتمسك الناتو بموقف سلبي لا يخفيه تجاه أسطول البحر الأسود الروسي وفي إطار ذلك تم رفض مواصلة تكامل هذا الأسطول الروسي في الجهود الدولية الخاصة بنشر الاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط والبحار الواقعة الى الجنوب منه على الرغم من أن هذه البرامج نفذت في السابق بنجاح بما في ذلك لمصلحة الناتو والاتحاد الأوروبي.
وترى الخارجية الروسية أن تصرفات الناتو في البحر الأسود تقوض أسس الأمن والاستقرار في المنطقة وتشدد الوزارة على أن تشكيل أسطول الناتو في البحر المذكور لن يساهم في المحافظة على البحر الأسود كمنطقة السلام وحسن الجوار.
وتؤكد روسيا على أنها ستتخذ جميع التدابير اللازمة لتحييد التهديدات المحتملة والمحاولات لفرض ضغوط عليها في الاتجاه الجنوبي. ويجب القول إن الأمر لا يقتصر فقط على مبادرات عدائية تجاه روسيا بل يتعداها إلى تصرفات استفزازية تتمثل في زيارات دورية للسفن الحربية الأمريكية لحوض البحر الأسود. على سبيل المثال قبل فترة زارت البحر المذكور المدمرة الأمريكية Porter بذريعة المشاركة في مناورات Atlantic Resolve .
ويرى بعض المحللين أن “دغدغة أعصاب” روسيا لها أسباب واقعية جدا يمكن استنتاج طبيعتها من تصريحات قادة الناتو أنفسهم وهي تتلخص في الرغبة لزيادة الإنفاق الدفاعي في أوروبا بسبب تهديدات مزعومة من روسيا ودعا قائد قوات الحلف الأوروبية، فيليب بريدلاف في تصريح نشرته صحيفة وول ستريت جورنال إلى توسيع توفير التكنولوجيات الحديثة لأجهزة الاستخبارات.
المصدر: قناة زفيزدا