ما بينَ تغريدةٍ وما وُصف بتلفيقةٍ يدخلُ العالمُ مرحلةً من التصعيد، فبعدَ اتخاذِ ترامب من تويتر صندوقَ بريدٍ لبعثِ رسائلَ توتيرٍ في الشرقِ الاوسطِ عبرَ استبدالِ وزيرِ خارجيتِه تيلرسون بمبوبيو، صندوقُ البريدِ البريطاني يصوبُ مباشرةً على موسكو من بابِ قضيةِ الجاسوسِ الروسي الذي تقولُ لندن اِنَ الروسَ دسُّوا له السُّمَّ على اراضيها.
فكانَ قرارُ تيريزا ماي بتسميمِ العلاقاتِ الروسيةِ الاوروبيةِ عبرَ طردِ دبلوماسيينَ روسٍ تماما ً كما سممَ قرارُ ترامب أجواءَ الشرقِ الاوسطِ باضافةِ صقرٍ جديدٍ الى فريقِه الرئاسي.
بلسانِ أوساطٍ صهيونية ، فانَ بومبيو عدوٌ للاتفاقِ النووي معَ ايرانَ والفلسطينيين ، وينسجمُ معَ بنيامين نتانياهو في الملفِ السوري.
فلماذا التصعيدُ البريطانيُ ضدَ موسكو معَ قربِ الانتخاباتِ الرئاسيةِ الروسية؟ هل هي محاولةٌ لردِّ الصفعةِ الى بوتين المتهمِ بالتدخلِ في الانتخاباتِ الاميركية ؟ ام هي محاولةٌ لاضعافِ القيصرِ الروسي ودورِه في ملفاتِ العالم؟ وهل من خيطٍ يربطُ بينَ روايةِ السمِّ في بريطانيا والكيماوي السوري غيرَ أنهما موادُّ قاتلة؟
ويبدو انَ كلَيهما فبركاتٌ أو ذرائعُ للقضاءِ على انجازاتِ الخصم.
ولعلَ وزيرَ الخارجيةِ الروسي ألمحَ الى بعضِ الرابطِ بينَهما ، سيرغي لافروف يؤكدُ أنَ الولاياتِ المتحدةَ تخططُ للتمركزِ في سوريا لمدةٍ طويلةٍ والعملِ لتفكيكِ هذا البلد، وجددَ لافروف التأكيدَ أنَ الإرهابيينَ في الغوطةِ الشرقيةِ يُحضّرونَ لاستفزازاتٍ جديدةٍ باستخدامِ الأسلحةِ الكيميائية.
فبركاتٌ لم تَثنِ الجيشَ السوريَ عن قرارِه بتطهيرِ الغوطةِ من الجماعاتِ الارهابيةِ التي تلقت ضرباتٍ جديدةً اليوم.
اليومَ المشهدُ الانتخابيُ اللبنانيُ خلطُ اوراقٍ من جديد، فالاعتباراتُ الانتخابيةُ تفوقُ كلَ التحالفاتِ السياسية، والعيونُ على المقاعدِ الانتخابيةِ تطيحُ باولويةِ المبادىءِ عندَ البعض.
فالمشهدُ الانتخابيُ الى مزيدٍ من الضبابية ، وكعادتهم اللبنانيون يَستنزفونَ المهلَ الى اللحظةِ الاخيرة.
المصدر: قناة المنار