كُلّ ما نصنعُ جميلًا يكونُ إذ هوَ ليسَ إلّا دفقًا لما نفكّر ونشعُر. فمن استرسالِ الحبّ المجنّحِ على خيوطِ ريشةٍ، إلى تموّج الحزنِ في نورِ صورة، مرورًا بالحرفِ المبسوطِ للكلامِ، كلّ هذه المشاعر المنسوجةِ على نول الإبداعِ حريّ بها نعتُ الجمال.
غير أنّ ذلك النّسيجُ الفنّي يستطيعُ التّشكّلَ في قالبٍ من صلصالٍ ليبوحَ بمضامينِ النّفوس، ويصنَع من الطّينِ وردةً ووجوهًا، ودروبًا لحكايا وجدانيّة تتجسّدُ بين الرّاح والرّاح.
استكمالًا لفعالياتِ معرضها السّابع في قصر الأونيسكو “إبداع بالكلمة واللون والضوء”، أقامت بلدية حارة حريك وجمعية إبداع في يومها الثاني ورشةً للنّحت بالصّلصال بدأت عند الساعة الخامسة، بمساعدة الفنّانة التّشكيليّة لينا الجوني، الّتي بدأت ورشتَها مفعمةً بروح الفنّ العربيّ الأصيل.
حضر الورشة مجموعةٌ من الشّباب الّذين بادروا بالمشاركة والإستفادة من المعلومات الّتي تمّ تقديمها. أمّا ما ميّز هذه الورشة هو سلاسة الأسلوب الّذي استطاع من خلال الحضورُ أن يبدأ بالنّحت من تلقاء أفكاره وأحاسيسه، حتّى امتلأ المكانُ بأجمل التّحف الفنية الصغيرة.
وقد أثبتَ الفنّانون المشاركون بلوحاتهم وصورهم حضورَهم في اليوم الثّاني على التّوالي، مع تسجيلٍ مميّز لحضور وزير الدّاخلية والبلديّات الأسبق زياد بارود، الّذي أثنى على النّشاط وأبدى سعادته بهذه الإلتفاتة الفنية المميزة.
فورَ انتهاء الورشة الّتي استمرّت لساعةٍ ونصف السّاعه، كانت مفاجأةُ إبداع تهنئةً لجميع المعلمين في عيدهم، حيثُ اجتمع رئيس الجمعية مع الحضور الكريم لقطع قالب الحلوى بهذه المناسبة. بانتظارِ استكمال الفعاليات في يومها الثالث والأخير، والّذي ترعى فيه بلدية حارة حريك ورشتها الثانية للنحت بالشمع.
تقرير زهراء سرحان
تصوير سارة قعيق وزينة ناصر الدين
المصدر: خاص