أعلن مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن لدى الحكومة السورية معلومات تفيد بأن الإرهابيين يحضرون لعمل إرهابي يتم فيه استخدام الكلور على نطاق واسع لاتهام الجيش العربي السوري لافتا إلى أن الإرهابيين لديهم تعليمات صارمة من الاستخبارات الغربية والتركية لفبركة الهجوم الكيميائي قبل تاريخ الـ 13 من آذار وهو موعد انعقاد الدورة السابعة والثمانين للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم “وصلتني معلومات تفيد أنه صباح يوم الـ 20 من شباط الجاري دخلت ثلاث شاحنات تركية تحمل مادة الكلور إلى محافظة إدلب عبر معبر باب الهوى حيث توقفت اثنتان منهما حاليا في قرية قلب لوزة بمدرسة القرية التي قاموا بتحويلها إلى خزان للمواد الكيميائية حيث تتواجد هناك عدة سيارات وأعداد من الإرهابيين أما الشاحنة الثالثة فتحركت إلى قرية الهابط في ريف إدلب الشمالي حيث تتواجد حاليا في مقر تابع لما يسمى “هيئة تحرير الشام” الذين هم عملاء لتركيا في الجهة الشمالية الشرقية لقرية الهابط مع وجود أعداد كبيرة من الإرهابيين يقومون بإفراغ الشاحنة في ذلك المكان”.
وأضاف الجعفري “هذه المعلومات نتركها في عنايتكم ونحن نقول لكم هؤلاء الإرهابيون بتعليمات من مشغليهم سيستخدمون الكيميائي قبل تاريخ الـ 13 من أذار القادم”. وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم “إن الحكومة السورية اطلعت على التقرير الشهري الثامن والأربعين لوكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ووجهنا صباح يوم أمس وكالعادة رسالة رسمية إلى الأمين العام ورئيس مجلس الأمن تتضمن موقف الحكومة السورية من التقرير الحالي”.
منظمة الأمم المتحدة فشلت في تطبيق أحكام الميثاق ومبادئ القانون الدولي منذ تأسيسها
وأضاف الجعفري “نحن واقعيون ونعرف أن منظمة الأمم المتحدة ليست منظمة خيرية وذلك بحكم فشلها في تطبيق أحكام الميثاق ومبادئ القانون الدولي منذ تأسيسها والحالة الفلسطينية خير مثال يضاف إليها فشل آخر في كل من العراق وليبيا ويوغسلافيا وغرينادا ونيكاراغوا.. لكن على الأقل دعونا نحافظ عليها كمنظمة طالما أن صفة الخيرية غير موجودة فيها”. ولفت الجعفري إلى أن الحكومة السورية تؤكد على التزمها الدائم بمبادئ القانون الدولي ومبادئ القانون الدولي الإنساني وكذلك التزامها بالقوانين الوطنية السورية والدستور السوري التي أقرت جميعها بمسؤولية الحكومة السورية عن ضمان أمن وسلامة مواطنيها في مواجهة المجموعات الإرهابية.
وأوضح الجعفري أن التقرير الحالي وعلى غرار سابقه لا يزال مشوبا بعيب جسيم يتمثل في اعتماد معديه على مصادر مسيسة ومفتوحة وأرقام لا مصداقية لها في حين يتجاهل المصادر الحكومية الموثوقة وحتى تقارير ممثلي الأمم المتحدة العاملين في سورية وهم الممثلون الذين يقرون في تقاريرهم التي يرفعونها إلى الأمم المتحدة في نيويورك بجهود الحكومة السورية وتعاونها في المجال الإنساني والتسهيلات المقدمة لعملهم لكن هذه الايجابيات تختفي عندما تصل إلى نيويورك.
الحكومة السورية تستهجن استخدام معدي التقرير مصطلح المناطق المحاصرة في الوقت الذي يستمرون فيه بالتجاهل المتعمد بأن أهالي الغوطة محاصرون من الداخل من قبل التنظيمات الإرهابية المختلفة
وقال الجعفري إن “الحكومة السورية تستهجن صمت معدي التقرير ومفوضية حقوق الإنسان ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” خصوصا بعد اعتماد القرار 2401 عن رصد وإبراز آثار العدوان الهمجي التركي على مدينة عفرين السورية وما تسبب به من خسائر كبيرة في الأرواح وإصابات ولا سيما في صفوف الأطفال والنساء ودمار في الممتلكات العامة والخاصة ونزوح كبير لسكان المدينة ونقص شديد في الاحتياجات الإنسانية.. لكن عفرين ليست الغوطة الشرقية وليست الأحياء الشرقية لحلب وليست كفريا والفوعة”.
وأكد الجعفري أن الحكومة السورية ترفض رفضا قاطعا استمرار صمت معدي التقرير عن الآثار الكارثية الناجمة عن عمليات ما يسمى “التحالف الدولي” وأعضائه وقتله المئات من المدنيين وعناصر القوات السورية التي تحارب إرهابيي “داعش” وكان آخرها المجزرتان الجديدتان اللتان معظم شهدائها من النساء والأطفال في قريتي الشعفة وظهرة علوني في دير الزور الشرقي.
وأضاف الجعفري إن “طيران التحالف الأمريكي مختص أكثر ما هو مختص بقصف هذه المنطقة من ريف دير الزور الشرقي لأن فيها مدنيين لا يشكلون حاضنة للإرهاب أي إرهاب “داعش” و”النصرة” ناهيك عن الدمار الهائل الذي ألحقته قوات التحالف بمدينة الرقة”.
وجدد الجعفري مطالبة الحكومة السورية بحل هذا التحالف العدواني غير الشرعي ووقف جرائمه بحق السوريين فورا لافتا إلى أن بيانا مهما صدر اليوم عن هيئة الأركان الروسية يشير إلى أن الوضع الإنساني في مناطق سيطرة عملاء وحلفاء أمريكا في سورية هو الأسوأ في البلاد إذ تحولت هذه المناطق إلى ثقوب سوداء كالثقوب الموجودة في الفراغ الجوي.
وقال الجعفري “فيما يخص الوضع في الغوطة الشرقية تؤكد الحكومة السورية أن سبب تأجج الوضع فيها في الآونة الأخيرة هو قيام المجموعات الإرهابية المنتشرة في تلك المنطقة بشن هجمات على المناطق السكنية والنقاط العسكرية وإطلاق أكثر من 2180 قذيفة صاروخية وقذيفة هاون على مدينة دمشق حتى يوم أمس ما أدى إلى استشهاد أكثر من 66 مدنيا وإصابة 474 غيرهم ما استدعى قيام القوات الحكومية بالرد على تلك الاعتداءات انطلاقا من واجباتها الدستورية بضمان أمن وسلامة المواطنين”.
المجموعات الإرهابية تستغل المدنيين وتستخدمهم كدروع بشرية في الغوطة الشرقية
وأعرب الجعفري عن استهجان الحكومة السورية من استمرار معدي التقرير باستخدام مصطلح “المناطق المحاصرة” عند الحديث عن الوضع في الغوطة الشرقية بريف دمشق في حين يستمرون بالتجاهل المتعمد بضغط من دول نافذة في هذا المجلس وخارجه لحقيقة أن أهالي الغوطة الشرقية محاصرون من الداخل من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة المختلفة الموجودة فيها والتي تستغل المدنيين وتستخدمهم كدروع بشرية وتقوم بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية واحتكارها وتوزيعها على مناصريها أو بيعها للمحتاجين بأسعار باهظة على غرار ما حصل سابقا في الأحياء الشرقية لحلب.
كما أعرب عن أسف الحكومة السورية لتجاهل معدي التقرير معاناة آلاف المخطوفين الموجودين في سجون الغوطة الشرقية وغيرها من مناطق انتشار الجماعات الإرهابية المسلحة ومنهم نساء وأطفال وكبار في السن ممن اختطفوا من بيوتهم وأماكن عملهم وتعرضوا لأسوأ أنواع التعذيب مشيرا إلى أن هناك مدنيين يقبعون في سجون الإرهابيين خطفوا من بيوتهم قبل خمس سنوات من مدينة عدرا العمالية وريف اللاذقية.
وأعرب الجعفري عن استنكار الحكومة السورية لبيانات الأمانة العامة وتقارير الأمين العام حتى هذه اللحظة في تجاهل ما يتعرض له 8 ملايين مدني في العاصمة دمشق من مئات القذائف والصواريخ اليومية التي تطلقها المجموعات الإرهابية من الغوطة الشرقية.
إمداد التنظيمات الإرهابية في الغوطة بالأسلحة والذخائر من الدول الداعمة لها مستمر
وقال الجعفري إن الحكومة السورية تشدد على أن ادعاءات معدي التقرير شأنهم شأن الدول الغربية المؤثرة عليهم فيما يخص حصار الحكومة السورية المزعوم للغوطة حيث يتم دحضها بشكل مستمر وآخر ما يثبت عدم مصداقيتها التقارير التي تحدثت عن تقديم النظام السعودي مساعدات للغوطة الشرقية خلال شهر شباط ما يبرهن على أن الغوطة غير محاصرة والوصول اليها ممكن وخاصة أن إمدادات التنظيمات الإرهابية الموجودة فيها من الأسلحة والذخائر الواردة إليها من حكومات الدول الداعمة للإرهاب مستمرة حتى الآن ومن بينها ما يسمى “المساعدات الإنسانية السعودية”.
المصدر: وكالة سانا