للأجهزة الذكية مميزات كثيرة عندما يتعامل معها الأطفال، كما أن لها العديد من الأضرار، ولذلك يجب أن نتحكم في جلوس الأطفال أمامها. إليكِ أهم الطرق لتحقيق هذا.
نحن نعيش في عصر التكنولوجيا، ويصعب أن نمنع أطفالنا تماماً من إستخدام الأجهزة الذكية، بالتالي تقع الأم في حيرة بين ترك طفلها يستمتع بها، أو منعه منها حتى لا تؤثر بالسلب على صحته وسلوكياته.
في كثير من الأحيان تضطر الأم لترك طفلها لفترات طويلة أمام هذه الأجهزة بسبب إنشغالها بأمور أخرى، فتصبح سبيلاً للتخلص من عبء الطفل، وبالتالي يعتاد على الجلوس أمامها لفترات طويلة ويصبح من الصعب الإستغناء عنها.
هناك العديد من الأضرار التي تؤثر على الطفل في حالة الجلوس لأوقات طويلة أمام الأجهزة الذكية، وهي:
-أضرار صحية: حيث أن كثرة النظر في الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي تؤثر على صحة النظر، وكذلك الأجهزة الأخرى مثل الحاسب المحمول تؤدي إلى مشاكل والام في الظهر والفقرات.
-التقصير في الدراسة: فالطفل يفضل الجلوس أمام هذه الأجهزة عن إستذكار الدروس، ويفكر دوماً فيها حتى أثناء تواجده بالمدرسة، مما يشتت إنتباهه ويجعله يتأخر دراسياً عن زملاءه.
-الميل إلى الإنطواء والعزلة: لأن الطفل يجد المتعة أكثر في الألعاب الإلكترونية، ويفضل البقاء أمامها لساعات طويلة أكثر من الجلوس مع الأشخاص، ومع الوقت يعتاد على هذا الأمر ولا يستطيع الإستغناء عنه.
-الإصابة بالبدانة: فمع كثرة الجلوس وعدم الحركة، يمكن أن يزداد وزن الطفل ويصبح ممتلئاً، كما أنه يميل للكسل وقلة الحركة.
-إضطرابات النوم: فيمكن أن يتخلى الطفل عن النوم من أجل اللعب على الجهاز اللوحي، وبالتالي لا يصبح نومه منتظماً، ويؤثر على نشاطه وحياته بشكل عام.
-القيام بسلوكيات خاطئة: حيث يلجأ بعض الأطفال إلى إخفاء الأمور على أمهاتهم، فيخبرها بأنه نائم ويجلس أمام الجهاز الإلكتروني، ويعتاد على الكذب وبعض السلوكيات السيئة الأخرى.
تدرك كل أم أهمية تلك الأجهزة الذكية في حياة أبناءها، حيث أنها تلعب دوراً كبيراً في تعليمهم وتطوير عقلهم ونموهم، ولكن يجب أن نتحكم في جلوسهم أمام هذه الأجهزة حتى لا تتحول هذه المزايا إلى عيوب تضر بالطفل.
فكيف يمكن تحقيق هذه المعادلة؟ إليك أهم السبل:
1- إيجاد بدائل: يصعب على الأم أن تقول لطفلها لا تجلس أمام الجهاز اللوحي الان، ولكن الأسهل أن توجد له بدائل ممتعة أيضاً، فتطلب منه أن يصنع لعبة ورقية، ويمكن إستغلال التكنولوجيا في طباعة خطوات صنع دمية أو أي شخصية كرتونية يحبها الطفل. أيضاً يمكن أن تحضري للطفل المواد الغذائية ومنحه الفرصة للإبداع بها مثل المكرونة أو قشر الفستق وتلوينه وصنع أشكال متنوعة منه، وغيرها من الأفكار.
2- إجعليه يتحمل مسؤولية: في حالة إنشغالك ببعض الأمور بالمطبخ، فيمكن أن تطلبي من طفلك مساعدتك في إنجاز بعض المهام، مثل ترتيب بعض الأغراض، فهذا يجعله يشعر بتحمل المسؤولية، وفي نفس الوقت يستمتع بها. ولكن يجب أن يكون هذا تحت إشرافك ومتابعتك، حتى لا يضر بنفسه.
3- شاركيه اللعب: بدلاً من أن تمنعي طفلك تماماً من إستخدام الأجهزة الذكية، قومي بمشاركته في اللعب، حتى يكون التوجيه للتعلم وليس لإضاعة الوقت. إقترحي عليه تجربة لعبة تعليمية جديدة على الجهاز اللوحي، حتى تجعليه يفضل الألعاب المفيدة عن تلك التي لا جدوى لها.
وينطبق هذا أيضاً على المحتوى الذي يشاهده، فلابد أن يكون ملاءماً له ولعمره، لأن هناك محتويات تظهر للطفل بشكل تلقائي وتجدب إنتباهه، ولكنها في الحقيقة لا تناسبه وتعمله بعض التصرفات السلبية مثل العنف، أو السلوكيات التي لا تتلاءم مع مجتمعاتنا العربية.
4- ممارسة الأنشطة والهوايات: تعتبر الأنشطة المختلفة هي سبيلك لجعل الطفل يترك الأجهزة الذكية قليلاً، فإجعليه يمارس الهواية التي يحبها، وكذلك النشاط الرياضي الذي يميل له، فهذا أفضل بكثير من جلوسه في المنزل وشعوره بالملل وبالتالي اللجوء إلى الجلوس لفترات طويلة أمام الأجهزة الرقمية.
وإذا شعرتي بأن لدى طفلك موهبة ما، فلتدعميها بالأجهزة التي تحتاجها، فمثلاً إذا كان طفلك يحب العزف، فلتحضري له الة العزف التي يفضلها، حتى ولو كانت الة صغيرة للمبتدئين وليست للمحترفين.
5- تحديد أوقات محددة للطفل: إذا إعتاد الطفل على أنه حر في التصرف بشكل كامل، وأمامه الفرصة للجلوس على الأجهزة الرقمية كما يشاء، فإنه يصعب عليك التحكم بالأمر فيما بعد عندما تجديه يزداد عن الحد. لذلك، فمن البداية يجب أن تحددي لطفلك وقت لهذه الأجهزة، ووقت للمذاكرة، ولتناول الطعام، ووقت للنوم، ليصبح يومه منظماً.
ويفضل ألا يزيد وقت الأجهزة الإلكترونية عن ساعة يومياً، وتحدثي مع طفلك ووضحي له لماذا يجب ألا يفعل هذا، فمن الضروري أن تصل له وجهة نظرك وتتناقشي معه بدلاً من أن تقولي له لا تفعل هذا بدون أسباب.
المصدر: ويب طب