نشرت صحيفة “كونفدنسيال” الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن عمالقة التكنولوجيا الأربعة، أمازون، وأبل، وغوغل، وفيسبوك، الذين تمكنوا من السيطرة على العالم والتحكم في حياتنا.
وقالت الصحيفة إن رائد الأعمال السابق، سكوت غالواي، نشر مؤخرا كتابا حلل فيه كيفية سيطرة الشركات التكنولوجية العملاقة على حياتنا. في الوقت ذاته، قدم معلم “التسويق” جملة من النصائح للتخلص من هذه الهيمنة.
وقال غالواي في حديثه عن أمازون، وأبل، وغوغل، وفيسبوك، وهي الشركات التي تمكنت من بناء إمبراطوريات خاصة بها، إن “الشركات العملاقة الأربع تتجسد في شكل القداسة، والحب، والجنس، والاستهلاك. وبشكل يومي، تضيف هذه الشركات قيما جديدة على حياة مليارات الأشخاص. لكن، لا تعير هذه الشركات أي اهتمام لأرواحنا…”.
وأضاف غالواي أن “هذه الشركات تساعد على التهرب الضريبي، وتغزو خصوصيتنا، وتدمر مواطن شغل؛ من أجل مضاعفة أرباحها، وذلك فقط لأن لها القدرة على القيام بمثل هذه الخطوات”.
وبينت الصحيفة أنه في كتابه “الأربعة: الجينات المخفية لأمازون، وأبل، وفيسبوك، وغوغل”، تحدث غالواي عن الجانب المظلم للشركات العملاقة الأربع. وفي كل مرة يقيم فيها ندوة، يفاجئ خبير التسويق الجمهور من خلال البيانات والأرقام حول هيمنة الشركات العملاقة الأربع على حياتنا.
وحسب غالواي، تمكنت هذه الشركات من خلق “وهم” قادر على صرف أنظار المستهلك والمواطن البسيط عن “سلوكياتها اليومية”. وخلال العقود الأخيرة، تمكنت هذه الشركات من جعل الجميع يتحدث عنها، ويصنف بعضها في مرتبة القديس، ويقترح أن يترشح مؤسسوها للفوز بمنصب الرئيس.
ونقلت الصحيفة أن غالواي يعلم طلابه في دروس التسويق أنه لا يمكن تأسيس شركة تجني ملايين ومليارات الأرباح دون التركيز على إحدى الحواس أو أعضاء الجسم. ووفقا لمنهج هذا الخبير، تخاطب أمازون معدة الإنسان من خلال تلبية ما تحتاجه واعتماد إستراتيجية “الأقل هو الأكثر إفادة”. كما أن المؤسس الرئيس لشركة أمازون، جيفري بيزوس، يرى أن “كل صفحة قادرة على أن تكون متجرا، وكل حريف قادر على التحول إلى بائع”.
وكشف غالواي أنه “أطلق اسم أمير الظلام على شركة أمازون؛ لأنها تحتل مكانة فريدة من نوعها، وترتبط ارتباطا عكسيا مع بقية الشركات في مجال تجارة التجزئة. وعلى هذا النحو، يعد كل ما هو جيد بالنسبة لأمازون سيئا بالنسبة لبقية القطاع، والعكس صحيح”.
وأوضح أن “فيسبوك يستغل ويستفيد من غريزة الإنسان، التي تجعله في حاجة إلى الحب وتعزيز علاقاته. ولهذا السبب، يدفعنا فيسبوك إلى مشاركة صورنا على شبكة التواصل التي أتاحها زوكربيرغ للعموم، شأنها شأن التطبيقات الأخرى التي أصبحت ملكا له، على غرار إنستغرام”.
ويعتبر غالواي أن الشركات العملاقة مليئة بالفخاخ، التي تساعد على تنمية مرابيحها. فعلى سبيل المثال، قدمت شركة فيسبوك “بيانات غير صحيحة ومخادعة” قبل شراء تطبيق واتساب؛ ما أدى إلى إجبارها على دفع غرامة. علاوة على ذلك، واجه فيسبوك فضيحة نشر الأخبار الزائفة، التي اضطرت مؤسسها إلى الاعتذار.
في هذا الصدد، أكد خبير التسويق أن “مارك زوكربيرغ أقوى شخص في العالم ودون منازع، إذ إن منصته تملك القدرة على التأثير في الانتخابات وتغيير مزاجنا”.
وبينت الصحيفة أن غالواي يلقب غوغل “بالقديس العصري”، إذ إنه تمكن من اكتساب مصداقية كبرى لدى الجميع، سواء الأكاديميين أو رجال الدين أو غيرهم. كما أنه يناشد أدمغتنا وسعينا للحصول على المعلومات والمعارف. وعلى الرغم من تحول غوغل إلى “ضرورة عامة”، إلا أن هذه الشركة تشكل خطرا علينا بالنسبة لخبير التسويق.
وأضافت الصحيفة أن شركة أبل تمكنت من أن تتحول إلى الشركة الفاخرة، بفضل منتجاتها التي تحاكي العديد من الغرائز والأحاسيس في المستهلك. علاوة على ذلك، تمكنت أبل من جعل منتجاتها مقدسة بالنسبة للعديد من مستخدمي أجهزتها الإلكترونية.
ويرى غالواي أن قادة التكنولوجيا ليسوا بالضرورة “سيئين أو أشرارا”، لكن العالم لا يحتاج إلى شركات عملاقة لإنقاذه. فنحن نحتاج في عصرنا الحالي إلى حكام يعيرون “السوق والاقتصاد” أولوية في برامجهم.
المصدر: وكالات