حفظ كمية كبيرة من المعلومات، والتمكن من استرجاعها في وقت لاحق، ليسا أمراً سهلاً.
كثير من الناس يحفظون الأشياء بشكل أفضل بقراءتها، أو توضيحها من خلال رسومات الغرافيك، أو الرسوم البيانية، في حين يرى آخرون السماع أسهل في الحفظ بالنسبة لهم، إلا أن هذه الأنواع كافة من التعلُّم يوجد بينها شيء واحد مشترك؛ وهو أن المخ يحتاج وقتاً معيناً لنقل المعلومات من الذاكرة قصيرة إلى طويلة الأجل.
فيما يلي، نتعرف على أهم قواعد الحفظ بناءً على أسس علمية، من خلال تقرير موقع Business Insider.
– لا تُخزِّن المعلومات خلال فترة النوم فقط: كان الراجح في السابق أن هذا يحدث فقط في أثناء النوم؛ إذ يتصل الحصين، وهو أحد تلافيف الدماغ الذي يعد مسؤولاً عن استرجاع الذكريات، بنطاقات القشرة المخية، وهي المسؤولة عن تخزين المعلومات على المدى الطويل.
إلا أن الدراسات أظهرت أن هذا النشاط المتزايد يحدث أيضاً في أثناء فترة الاسترخاء بعد الاستيقاظ. ولذلك، فحتى تتأكد أن ما تعلَّمته للتو ينتقل إلى ذاكرة المدى الطويل، عليك أن تفعل شيئاً، ليس عليك إلا الاسترخاء لمدة من 10 إلى 15 دقيقة بعد الاستيقاظ. نعم، الأمر بهذه البساطة.
هذه الخدعة من المفترض أن تساعد الجميع، بدءاً من الطلاب، وحتى مرضى ألزهايمر؛ بحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC). ولكن، من المهم جداً ألا “تستنزف” مراحل الاسترخاء تلك؛ وهذا يعني -على سبيل المثال- ألا تتفقد بريدك الإلكتروني، أو تتصفح الإنترنت. إذ إن المعلومات تظل في مرحلة سيولة وهشاشة بعد وقت قصير من استقبالها، وأيُّ نوع من الاضطراب من الممكن أن يتسبب في فقدانها. ولذا، فمن الأفضل أن تجلس في غرفة مظلمة قليلاً، وهادئة، وألا تفعل أي شيء.
أجرت ميشيلا ديوار، من جامعة Heriot-Watt بالعاصمة الأسكتلندية إدنبره، العديد من الدراسات، ووجدت أن الطريقة المثلى هي أن يترك المرء أفكاره تنساب بتلقائية. وفي إحدى التجارب، طلبت من أحد المشاركين تخيُّل حدث معين بدلاً من الاسترخاء، فوجدت أن هذا قد قلَّص من قدرته على تذكُّر ما تعلّمه سابقاً.
– يتم تخزين ما يقرب من ضِعف المعلومات: وقد اكتشف عالم النفس الألماني جورج إلياس مولر، بالفعل، في عام 1900، أن فترة استرخاء قصيرة زادت كمية المعلومات المخزنة من 28 إلى 50%، أي زادت بمعدل الضعف تقريباً. وفي هذا القرن، لم يتم التأكد من نتائجه فحسب، وإنما تم تعميم نتائجه لتشمل المرضى الذين يعانون اضطرابات عصبية، مثل الأشخاص المصابون بالسكتة الدماغية، أو أولئك الذين يعانون مرض ألزهايمر.
وفي الدراسة التي أُجريت في جامعتي إدنبره وميسوري، عُرض على المشاركين قائمة من 15 كلمة، على أن يتم استرجاعها بعد 10 دقائق. وفي حين أخذت مجموعة من المشاركين استراحة قصيرة، قامت المجموعة الأخرى ببعض الاختبارات الإدراكية.
وكانت النتيجة أنه خلال فترة الراحة، ارتفع معدل التذكُّر من 14 إلى 49%، وبذلك اقترب المرضى بشدة من نتائج الأشخاص الأصحاء. ومن ثم، أصبح من الممكن قياس التأثير على المخ بوضوح.
المصدر: هافينغتون بوست