توصلت دراسة إلى أن الفجوة في العمر المتوقع بين سكان المناطق الغنية وتلك الفقيرة في انجلترا في اتساع منذ عام 2001.
وفي المتوسط، فإن العمر المتوقع لطفل يولد في إحدى المناطق الأكثر ثراء يكون أطول من نظيره الذي يولد في المناطق الأفقر، بنحو 8.4 سنوات، وكانت تلك الفجوة 7.2 سنة في عام 2001، حسبما توصلت دراسة أعدتها اللجنة العلمية لمتوسط الأعمار.
وقالت الحكومة إنها تعالج تلك المسألة، مشيرة إلى أن معدلات النجاة من مرض السرطان “في ارتفاع مستمر”.
وقالت الدراسة إن النتائج مقلقة، وتتطلب مزيدا من البحث لفهم أسباب تلك الفجوة، لكن معدوها قالوا إن تفاوت مستويات الدخول هو العامل الأهم في الفجوة. استندت دراسة اللجنة العلمية إلى أرقام المكتب الوطني للإحصاء لعام 2015.
وتقسم هذه البيانات انجلترا إلى 33 ألف منطقة سكنية، حسب عدة عناصر، من بينها مستويات الدخل، والصحة، والتعليم، ومدى انتشار الجريمة، وتوصلت الدراسة إلى أن معدلات الوفيات للأعمار بين 60 إلى 89 عاما قد تحسنت في كل الفئات الاقتصادية والاجتماعية، بين عامي 2001 و2015، لكن هذا التحسن في معظمه كان من نصيب من هم أكثر ثراء.
وتشير النتائج إلى أن الرجال والنساء في هذه الفئة العمرية، ضمن الـ 20 في المئة الأقل ثراء في البلد، أكثر عرضة للوفاة المفاجئة بنسبة 80 في المئة، مقارنة بمن هم ضمن الـ 20 في المئة الأكثر ثراء.
وفي المقابل، أفادت البيانات بأنه في عام 2001 كان احتمال وفاة الأشخاص كبار السن، إذا عاشوا في منطقة فقيرة، مقارنة بمنطقة غنية، تزيد بنسبة 52 في المئة للرجال و41 في المئة للنساء.
وقالت السيدة كارين دانيل، رئيسة اللجنة العلمية لمتوسط الأعمار: “قصر العمر المتوقع للفقراء مقارنة بالأغنياء يعد نتيجة غير عادلة بالمرة لكل شيئ. لذلك، علينا جميعا أن نقلق بسبب الفجوة في متوسط الأعمار، وأضافت: “لخفض مخاطر اتساع تلك الفجوة أكثر، نحتاج إلى فهم أفضل للأسباب الدقيقة، يتبعه مبادرات منسقة فيما يتعلق بسياسات الصحة والعمل، والرعاية الاجتماعية، والتقاعد، والإسكان، وذلك من أجل تحسين النتائج بالنسبة للجميع”.
كما توصلت الدراسة إلى أن:
-الفتيات اللائي يولدن في المناطق الأغنى يعشن أطول بنحو 5.8 سنة من نظيراتهن اللائي يولدن في المناطق الأكثر فقرا، وذلك مقارنة بخمس سنوات عام 2001.
-بالنسبة للرجال في عمر 60 عاما، فإن الفجوة هي خمس سنوات، مقارنة بـ 4.1 سنة عام 2001.
-بالنسبة للنساء في نفس ذلك العمر، فإن الفجوة هي 4.2 سنة، مقارنة بـ 3.1 سنة عام 2001.
وتوصلت الدراسة أيضا إلى أن هناك تباطؤا في الاتجاه طويل المدى لتحسين معدل الوفيات، بالنسبة لكل الفئات منذ عام 2011. الأمر الذي قد يرجع، وفق الدراسة، إلى خفض الإنفاق العام على خدمات منظومة الرعاية الصحية والاجتماعية، وترى أن التفاوت في مستويات الدخول، والتدخين، والبدانة، وشرب الكحول، ومستوى الرعاية الصحية، وغيرها من الأسباب يمكن أن تفسر التفاوت في متوسط الأعمار بين الفئات الاقتصادية والاجتماعية.
وقال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية: “تفاوت مستويات الرعاية الصحية مسألة صعبة ومعقدة، لكننا ملتزمون بمعالجتها، معدلات النجاة من مرض السرطان في أعلى مستوى لها، ومعدلات التدخين في انخفاض مستمر، لكننا نعلم أنه لا يزال هناك تفاوت كبير”، وأضافوا أن الحكومة المحلية تستثمر 16 مليار استرليني، في خدمات الصحة العامة.
وأنشأت شركة ليغال آند جنرال للتأمين اللجنة العلمية لمتوسط الأعمار، بهدف البحث في العوامل المختلفة التي تؤثر على متوسط العمر.
المصدر: بي بي سي