بينَ البلوكاتِ النفطيةِ اللبنانية، مثيلاتُها السياسيةُ المفروضةُ اميركياً بدفعٍ اسرائيلي، تأبطَها وزيرُ الخارجيةِ ريكس تالرسون متنقلاً بينَ المسؤولينَ اللبنانيين، وناقلاً بل متبنياً وِجهةَ النظرِ الاسرائيليةَ في مسألةِ الحدودِ البحرية..
الوزيرُ المسبوقُ بطرحِ مساعدِه ديفد سترفيلد على اللبنانيينَ التسهيلُ بالنزاعِ البحري وقَبولُ ما يعرفُ بمقترحِ هوف الاميركي، مقابلَ التسهيلِ الاسرائيلي في النزاعِ البري، ردَّ عليه اللبنانيون بالتمسكِ بحقوقِهم البحريةِ والبرية، مطالبينَ ادارتَه بالعملِ على منعِ اسرائيلَ من الاستمرارِ باعتداءاتِها على السيادةِ اللبنانيةِ البريةِ والبحريةِ والجوية..
وفيما الطروحاتُ الاميركيةُ متقلبةٌ بينَ وزيرٍ ومساعديه، برزت اطروحةٌ بريطانيةٌ غيرُ قابلةٍ للنقضِ او التأويل..
دراسةٌ اعدَّها المكتبُ الهيدروغرافي البريطاني (UKHO) عامَ الفينِ واحدَ عشر، تؤكدُ وجودَ خياراتٍ عدةٍ للدولةِ اللبنانيةِ لاستعادةِ آلافِ الكيلومتراتِ البحرية، تتخطى البلوك تسعة، وتطالُ حقلَ كاريش.
دراسةٌ ستَعرضُها المنارُ بالخرائطِ والاحتمالات، وتضعُها بعهدةِ المعنيين..
وفيما كان اللبنانيون يبحثون عن نفطِهم الضائعِ في اعالي البحار، كانت فرقُ الانقاذِ تبحثُ عن طفلةٍ بينَ انقاضِ بيتِها في برجِ البراجنة في الضاحيةِ الجنوبيةِ لبيروت، بعدَ انتشالِهم جثةَ امِّها وما تبقى من جسدِ ابيها العالقِ بينَ الحياةِ والموت، بعدَ ان أوَى وعائلتَه الى بيتٍ قديم، في صورةٍ تَحكي بعضاً من مأساةِ الابنيةِ القديمة، لسيرةٍ قديمةٍ جداً لم تَستطع الدولةُ وضعَ نهايةٍ لها..
اما السيرةُ التي لا نهايةَ لها فهي سيرةُ قادةٍ شهداءَ من عمرِ مقاومةٍ كزيتونةٍ يكادُ زيتُها يضيءُ متى لامسَه النجيع، سيرةٌ لا ذكرى عابرةٌ من الشيخ راغب حرب الى السيد عباس الموسوي فالقائد العماد الحاج رضوان..
وفي ذكراهم كلامٌ ليسَ كأيِ كلام، كلامُ العارفِ بفضلِهم الحافظِ لدمِهم ودماءِ آلافِ الشهداء، كلامُ الامينِ العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي سيُطلُ عندَ الثالثةِ والنصفِ من عصرِ الغد، بمواقفَ حولَ اخرِ التطورات..
المصدر: قناة المنار