وسط هتافات الاصرار على المطالب بالتحول نحو دولة سوية ونظام ديمقراطي في الحكم، خرج البحرينيون في تظاهرات عشية ذكرى انطلاق ثورتهم في 14 فبراير شباط 2011، ورفع المتظاهرون شعار”إرادتنا أقوى” في اشارة لتحدى آلة القمع الرسمية والأحكام المغلظة، كما اضرب الطلاب عن الذهاب للمدارس واغلق عدد من المحال التجارية والاسواق ابوابها.
عشرات المناطق تتظاهر ليلا والقوات الامنية تفرط في استخدام القوة في محاولة لمنع التظاهرات، وشنت القوات الأمنية حملة مداهمات في عدد من المناطق وكثفت تواجدها في الطرق الرئيسة ومداخل المناطق السكنية خاصة في شمال البلاد.
و كشف نائب الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ حسين الديهي في الخطاب السنوي لذكرى ثورة 14 فبراير عن مشروع سياسي وطني جديد سيعلن عنه قريبا، لافتا إلى أنَّ هذا المشروع سيفصح عنه من خلال تقديم مرئياتنا ضمن مشروعنا السياسي في الفترة القادمة، ولن تكون رؤيتنا وفق مقاسنا أو مقاس محدد وإنما ستكون وفق مقاس الوطن وعلى قاعدة “الوطن كله منتصر” ووفق المحددات التي يؤمن بها الجميع، وسنقدم هذه الرؤية بشكل مرحلي ونتمنى أن تشكل رؤية للوطن يساهم فيها الآخرين بما يحقق العدالة.
وفي الوقت الذي أشار فيه الديهي إلى حركة المبادرات منذ 2011 من السعودية وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، مثمنا فيه المساعي الإيجابية لأمير الكويت في مبادرته السابقة، كشف معطيات جديدة حول المبادرة الأمريكية الخليجية والتي يحاكم بسببها زعيم المعارضة الشيخ علي سلمان، حيث أكد بأنَّه كان شاهدا على كل الاتصالات التي حدثت بين الشيخ علي سلمان وفيلتمان ورئيس الوزراء القطري بموافقة الملك ومتابعته مع ولي العهد، بالإضافة إلى أنَّ الاتصال المجتزأ المنشور أجري ورئيس الوزراء القطري كان بمعية الملك، مؤكدا على أنَّ هذه المحاكمة هي لأمر لا علاقة له بالقانون ولا بوجود قضية، والشيخ علي سلمان هو أحد ابرز رجالات هذا البلد الوطنيين الذين لم يحيدوا لحظة عن حبهم ودفاعهم عن الوطن ومصلحته.
كما أكد الديهي حول تفاصيل المبادرة القطرية بأنَّ ملك البلاد وولي العهد هم طرفي المبادرة من جانب الحكم والشيخ علي سلمان طرف المبادرة من جانب المعارضة.
وحذر الديهي من مخطط يشتغل عليه النظام بقوله: النظام يعمل على مشروع يريد من خلاله تقديم بدائل سياسية للمجتمع السياسي والشخصيات المعارضة، والعمل على اقصاء الشخصيات الوطنية الأصيلة وجعلها من الماضي وهو أسلوب قديم وبالي ودائماً ما تكون النتائج في النهاية خلاف ما يتمنون، إن النظام يريد تقديم شخصيات بديلة عن الشيخ علي سلمان وإبراهيم شريف ونبيل رجب وغيرهم، وتصديرهم إلى واجهة العمل السياسي وفرضهم على المواطنين كبدائل، وهذا لن يتحقق لا للنظام ولا للانتهازيين معه لان شعبنا أوعى وأكثر ذكاءً من السلطة.
كما نوه الديهي إلى أنَّ هرولة النظام للتطبيع مع الكيان الصهيوني تعبر عن مشهد آخر من مشاهد انفصال السلطة عن شعب البحرين الذي يرفض التطبيع وهو يقف مع فلسطين والقدس وكل قضايا الأهمة وهمومها.
وبين: منذ فترة طويلة وسماحة العلامة السيد عبد الغريفي”حفظه الله ورعاه” وهو الحريص على الوطن والحامل لهموم هذا الشعب يطلق النداءات للملمة الشتات وتنقية المناخات في هذا الوطن والدعوة للمصالحة والتسامح ومعالجة الأزمات ولا من مجيب ولا من نظرة جادة مع هذه الشخصية الإسلامية الوطنية المحبة للوطن، متابعا وهنا لا بد أن استحضر الخطاب الوطني الجامع لسماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم الذي شكل حاضنة للوطن وسياجا في الحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية والإسلامية، وكل خطاباته كانت تحن على الوطن وأهله، بالإضافة إلى مسعاه الجليل في الدعوة للحوار وضرورة تجنيب الوطن الأزمات، ولكن جواب النظام على كل تلك المساعي هو اخضاعه للإقامة الجبرية والحصار الخانق والمحاكمة الجائرة.
وتابع الديهي: ندخل عامنا الثامن وبالرغم من كل الكبت والتنكيل إلا أن عزيمتنا أقوى وقرار هذا الشعب هو الاستمرار حتى تصحيح المسار والحصول على ما يوفر الكرامة والعزة والاستقرار لكل الوطن وأهله، مضيفا أقولها لكم وبكل فخر منذ 14 فبراير 2011 وإلى يومنا هذا خرجت في البحرين 48029 تظاهرة واحتجاج، وهذا ما سجله عداد الوفاق فقط، متسائلا: هل هناك شعب بهذا القدر من الاصرار والفولاذية رغم كل الانتهاكات والجرائم التي ترتكب لمنعه وكسر ارادته، قولوا لي ماذا لو خرجت 5% من هذه التظاهرات في بلد آخر؟ وأنتم تتابعون الاعلام ماذا كان سيحدث لو كانوا في بلد آخر ؟! بالطبع سيتحرك العالم كله للمطالبة بدعمهم ومساندتهم والضغط لاعطائهم حقوقهم.
المصدر: موقع المنار