عندما يفكر شخص في التوقف عن ممارسة عادة سيئة، فإن أول ما يحاول فعله هو التوقف عن التفكير في تلك العادة، إلا أن الإنسان إن حاول التوقف عن “التفكير في فيل” فيستحيل ألا يفكر فيه، لأن أدمغة البشر لا يمكنها بساطة القيام بذلك، بل قد يكون ذلك ضاراً بالصحة، وفق دراسات نشرتها صحيفة “ذا إندبندنت” البريطانية.
ويُعرّف علماء النفس هذا الإحساس باسم “القمع الفكري”، وهو عملية تزايد انتشار الأفكار في العقل كلما حاول منع نفسه من التفكير فيها، ما يجعل تجاهل فكرة صعباً للغاية، ووفق الباحثين، تسري هذه القاعدة على العادات السيئة كذلك، مثل التدخين والكحول والإدمان على الإنترنت.
كشفت دراسات أن قمع التفكير في العادات قد يكون ضاراً بالصحة، إذ أشارت دراسة صدرت عام 2008 إلى أن الرجال والنساء يأكلون المزيد من الشوكولاتة بعد خمس دقائق من قرار عدم التفكير فيها، وجاءت هذه النتائج من دراسة شملت 134 رجلاً وامرأة طُلب منهم إما قمع الأفكار حول تناول الشوكولاتة أو التعبير عندها، حيث أكل من قمعوا تفكيرهم من الشوكولاتة أكثر من الآخرين.
ووصل العلماء إلى نتائج مماثلة في دراسات عن التدخين والرغبة الجنسية، وهو ما يدل على أن قمع الفكر يولد المزيد من الرغبة في العادة مهما كانت.
يمكن التخلص من التفكير في العادة السيئة عن طريقة تقنية في العلاج المعرفي تدعى “التركيز المنفصل” الذي وضعه أدريان ويلز من جامعة مانشستر. وتتلخص طريقة عمل هذه التقنية في أن يكون الإنسان مدركاً لأفكاره، دون الإفراط في تحليلها وإعادة النظر فيها باستمرار، على أمل أن تختفي في نهاية المطاف وتصبح جزءاً من اللاوعي.
ويشرح ويلز “التركيز المنفصل” بالقول إنها “وقف أو فصل أي رد عن هذه الأفكار، والاكتفاء بمراقبتها كشخص منفصل عنها”.
المصدر: العربي الجديد