بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على الانتخابات العامة ما زالت ألمانيا صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا في مأزق سياسي مع غياب حكومة جديدة. ويريد المعسكران الاتفاق بحلول نهاية اليوم على تجديد “الائتلاف الكبير” الذي يحكم البلاد منذ 2013 لكن بعض الساسة يقولون إن المحادثات قد تستمر إلى الاثنين أو الثلاثاء.
وقالت ميركل قبل أن تتوجه للمفاوضات “لا يمكن الآن تحديد كم من الوقت ستستغرق – كان هناك عمل تمهيدي جيد أمس لكن ما زالت هناك قضايا مهمة يتعين حلها”. واتفق الحزبان بشأن الطاقة والزراعة أمس السبت لكنهما ما زالا يتجادلان حول الرعاية الصحية. وأضافت ميركل التي تراهن على الحزب الديمقراطي الاشتراكي للبقاء في السلطة لفترة ولاية رابعة “أدخل هذه المحادثات بنوايا طيبة لكنني أتوقع أن نواجه مفاوضات صعبة في جلسة اليوم”.
وقال مارتن شولتس زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي إن الطرفين تقاربا على صعيد العديد من القضايا في الأيام الماضية لكنهما ما زالا على خلاف بشأن ملف سوق العمل، بخصوص ما يتعلق بإلغاء عقود العمل المحدودة زمنيا ودعوته لتطبيق نظام تأمين صحي واحد للجميع بدلا من نظام الرعاية الصحية المزدوج. وتعد الرعاية الصحية وسياسة سوق العمل من القضايا المهمة بالنسبة للحزب الديمقراطي الاشتراكي. وسيكون أمام أعضاء الحزب، وعددهم 443 ألفا، فرصة لنقض أي اتفاق نهائي على الائتلاف. ويعارض الكثير من أعضاء الحزب تشكيل ائتلاف جديد مع ميركل بعد أن مني حزبهم بأسوأ نتائجه في الانتخابات منذ الحرب العالمية الثانية وذلك في انتخابات سبتمبر/ أيلول الماضي.
وقال شولتس “سنتفاوض بكثافة شديدة حول هذه الأمور اليوم وأعتقد أنه من الممكن التوصل لاتفاقات لكن لم يحدث هذا بعد”. ويرفض المحافظون حتى الآن دعوات الحزب الديمقراطي الاشتراكي لإصلاح شامل للتأمين الصحي ومن المتوقع أن تركز المحادثات على تحسين الرعاية الصحية الحكومية عن طريق تغيير القواعد التي يتقاضى الأطباء أجورهم بموجبها على سبيل المثال.
المصدر: دوتشيه فيليه