شدد الرئيس اللبناني السابق العماد اميل لحود امام زواره “أن الساحة الداخلية بحاجة الى تحصين دائم، كي تتعزز الوحدة الوطنية، ومعادلة الشعب والجيش والمقاومة، فينكفىء المشككون والمتواطئون والمتخاذلون من ابناء امتنا التائهين، ولن يكون ذلك الا بطبقة سياسية جديدة ومتراصة تنبثق من انتخابات حرة ونزيهة تجري وفقا لنظام النسبية على اساس لبنان دائرة واحدة، فتزول المسحوبيات والمصالح الآنية والضيقة والمناطقية والفئوية والجهوية والطائفية بصورة تدريجية، تمهيدا لقيام دولة المواطنة الحقة”. وتابع لحود”اما في سوريا، فان ما يحصل في ميادينها انما يدل على ان القيادة السورية الشرعية مصممة على استعادة الارض كاملة من براثن الارهاب التكفيري ورعاته، فيتحرر السوريون من الرعب وينصرفوا بارادتهم الحرة الى ابداء رأيهم بقيادتهم ونظامهم، بعد ان سبق لهم ان منحوا هذه القيادة ثقة كاسحة كي تقود سوريا، مع الجيش العربي السوري البطل والمقاومة، الى شاطىء الامان، ان قدر الشعوب التي تتعرض لمثل هذا العصف العنفي ان تنتصر إن توحدت على الرؤيا والنهج”.
هذا ولفت لحود الى أن “34 سنة مرت على اجتياح بيروت من قبل العدو الاسرائيلي، ما ادّى الى نشوء المقاومة البطلة التي رفضت أن تسقط عاصمة عربية ثانية تحت نير الاحتلال، فلا تتكرر مأساة القدس مرتين، فدحر العدو واضطر الى اخلاء العاصمة والضواحي بالقوة، بعد أن قام بتدمير منهجي للعاصمة وقتل المدنيين الابرياء، وبمجزرة في صبرا وشاتيلا لا تزال تهز ضمير العالم. ان هذه الذكرى لا يمكن ان تمر من دون ان يقف كل لبناني على دلالاتها وعبرها، ولعل اهمها ان نشوء المقاومة وتصدي الجيش للعدوان ودحره في آخر المطاف انما هي التي اعادت لبنان الى الخريطة العربية، ما افشل لاحقا اتفاق 17 ايار المشؤوم وعزز الروح المقاومة. هذه البدايات وصلت الى خواتيمها الرائعة والمرصعة بالذهب على صفحات التاريخ اللبناني بتحرير الـ2000 وانتصار الـ2006 ومعادلة توازن الرعب مع اعتى عدو عرفه العالم، طرد شعبا من ارضه وقاد حروبا مدمرة ضد لبنان وسوريا والاردن ومصر، مرورا بقطاع غزة والضفة الغربية في فلسطين، ونجح حيث نجح، وفشل امام التصميم اللبناني، المحصن بحكم المقاوم، بردع العدوان والانتصار عليه، كما امام ارادة الممانعة السورية التي تسجل في ايامنا هذه انتصارات ميدانية باهرة على الارهاب التكفيري الذي هو الوجه الآخر للعدو الاسرائيلي”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام