قال باحثون إن الاكتئاب مرتبط بارتفاع احتمالات الوفاة بين كبار السن بعد استبدال صمام الشريان الأورطي بالقلب مع وصول هذه المعدلات لأعلى مستوى لها بين من تستمر أعراض الاكتئاب لديهم لفترة طويلة بعد الجراحة.
ودرس الدكتور جوناثان أفيلالو من المستشفى اليهودي العام في مونتريال وزملاؤه الصلة بين الاكتئاب ومعدلات الوفاة بين كبار السن الذين تجرى لهم عمليات استبدال صمام الشريان الأورطي سواء عن طريق القسطرة أو الجراحة في إطار تحليل مخطط له بشكل مسبق لدراسة دولية.
وجرى تقييم حالات 1035 مريضا (متوسط أعمارهم 81 عاما و41 بالمئة منهم رجال) خضعوا لتدخل عن طريق القسطرة أو أجريت لهم جراحة لاستبدال صمام الشريان الأورطي في الفترة من 2011 إلى 2015 في وقت إجراء العملية وبعد ستة أشهر وبعد 12 شهرا من إجراء العملية لتحديد درجة الاكتئاب وفقا لمقياس الاكتئاب لدى كبار السن.
ونشر الموقع الإلكتروني لجمعية الطب الأمريكية لأمراض القلب يوم 17 يناير كانون الثاني نتيجة فحص الاكتئاب التي جاءت إيجابية لدى 326 مريضا (31.5 بالمئة) رغم أن 98 منهم فقط (8.6 بالمئة) ورد الاكتئاب في سجلاتهم الطبية السابقة.
وبعد 12 شهرا توفي 62 (19%) من أفراد المجموعة المصابة بالاكتئاب وتوفي 83 (11.7%) من أفراد المجموعة غير المصابة بالاكتئاب.
وكانت أسباب الوفاة تتعلق بأمراض القلب في 31 بالمئة من الحالات ولا تتعلق بذلك النوع من الأمراض في 39 بالمئة من الحالات وغير معروفة في 30 بالمئة من الحالات، دون ملاحظة فروق في أسباب الوفاة استنادا إلى درجة الاكتئاب.
وكان من بين المتغيرات المرتبطة بشكل واضح بجميع حالات الوفاة الاكتئاب وضعف الإدراك والضعف الجسدي. ولم تتأثر النتائج بما إذا كان استبدال الصمام تم عن طريق جراحة أو عن طريق قسطرة.
وبعد تحييد المتغيرات الأخرى كان الاكتئاب في وقت إجراء العملية مرتبطا بدرجة كبيرة بمعدلات الوفيات سواء في الشهر الأول أو بعد 12 شهرا.
وكان الاكتئاب المستمر، وهو الاكتئاب الذي تم تشخيصه وقت العملية وظل مستمرا حتى المتابعة بعد ستة أشهر، مسؤولا عن زيادة معدلات الوفاة إلى ثلاثة أمثالها عند المتابعة بعد 12 شهرا.
وقال الدكتور أفيلالو لرويترز ”أعتقد من المهم للعاملين بالمستشفيات أن يدركوا أن الاكتئاب ربما تم تشخيصه بأقل من حقيقته في سجلات المريض الإلكترونية وإن من المهم طرح بعض الأسئلة المحورية للتأكد من أعراض الاكتئاب لدى الكبار“.
وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني ”نظرا للتداخل الموثق بين أعراض معينة لأمراض القلق والاكتئاب… من المهم -وهو ما يمثل تحديا في بعض الأحيان- التأكد من الأعراض قبل إعطاء مضادات الاكتئاب الدوائية أو غير الدوائية“.
ومضى يقول ”الاكتئاب والضعف الجسدي عادة ما يتزامنان… ويجسدان مجموعة من أعراض الشيخوخة التي يتعين أن توضع في الاعتبار لدى تقييم المرضى المسنين قبل إجراء هذه العمليات“.
المصدر: رويترز