قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال رعايته إطلاق الماكينة الانتخابية للحزب في الدائرتين الثانية والثالثة، في حسينية بلدة حناويه الجنوبية، بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في الحزب السيد أحمد صفي الدين وأعضاء اللجنة الانتخابية “إننا نتوجه بالتحية للشهداء الأبرار الذين رفعوا رؤوسنا عاليا، وهيأوا بلدنا ليكون قادرا على أن ينتقل إلى مرحلة البناء، فهؤلاء حرروا الأرض من إسرائيل والإرهاب التكفيري لنكون في مأمن قل نظيره في المنطقة ببركة عطاءاتهم وعطاءات المجاهدين والمجاهدات”.
أضاف: “عندما نعمل للانتخابات النيابية، فإنما نعمل من أجل التمثيل الصحيح، ومن أجل أن نختار بعض الاخوة ليمثلونا في الندوة البرلمانية، ويعبروا عن صوتنا وخطنا ومواقفنا، وليخدموا هذا المجتمع بتفاصيله وعطاءاته”.
وتابع: “لا شك في أن قانون الانتخابات على قاعدة النسبية أحدث نقلة نوعية مهمة في قانون الانتخابات، لأن هناك فرقا كبيرا بين محدلة ينجح فيها من جمع 51%، وخسر من جمع 49%، أي المحدلة الإلغائية لنصف المجتمع تقريبا، وبين قانون على قاعدة النسبية ليعطي حيثية تمثيلية تتناسب مع وجود عدد من الأصوات والناس الذين يختارون الشخص الذي سيكون ممثلا لهم، وهذا يعني أنه إذا كان هناك سبعة مقاعد في دائرة معينة، وهناك من يمتلك 1/7 من الأصوات الموجودة في الدائرة، فإنه يستطيع أن ينجح، أي أن من لديه نسبة 15% أو 17% من الأصوات، يمكن أن يكون ممثلا للناس، وهذا أمر مهم”.
وأردف: “لا فائدة من النقاش إذا كان هذا القانون هو الأمثل أم لا، ولكنه هو الأفضل بمئات المرات بالمقارنة مع الأكثري، لأنه يعمل على الحيثية التمثيلية، ولهذا نحن مهتمون جدا به وبإنجاح الانتخابات المرتبطة به، وأيضا فإن الانتخابات نفسها مهمة وحساسة جدا في هذه المرحلة، لأنها تأتي لإنتاج سلطة جديدة بعد مخاض طويل حصل في منطقتنا في هذه السنوات التسع التي كان فيها متغيرات وإنجازات وأوضاع تتطلب أن نختار من يتمكن من أن يخوض هذه المرحلة الجديدة”.
وقال الشيخ قاسم: “نحن كحزب الله مرتاحون مسبقا لأي نتيجة تكون عليها الانتخابات النيابية، ولسنا قلقين على الإطلاق، ولا نجري حسابات على الورق، لأننا نعتبر أن هناك حدا أدنى سنحصل عليه إن شاء الله بشكل طبيعي. وما يهمنا هو أن مروحة التمثيل المناطقي والشعبي ستكون أوسع من أي وقت مضى، وسينكسر احتكار التمثيل اللاغي للقوى الحية الموجودة في المجتمع، وهذا يعتبر إنجازا كبيرا، ونحن مرتاحون بسببه”.
أضاف: “إن حساباتنا ليست مبنية على عدد النواب المحسوبين علينا، وإنما على سعة التمثيل، ولذلك فإننا نقول من الآن، نحن لا نبحث عن أغلبية نيابية في المجلس النيابي بحيث مثلا تكون قوى 8 آذار أو أي إسم آخر تحصل على نصف المجلس وزيادة، ولا نبحث عن الثلث الضامن أو المعطل في المجلس النيابي لقسم من حلفائنا معنا، فهذه ليست أهدافا بالنسبة إلينا، لأن طبيعة القوى التي سوف تنجح، وطبيعة المرحلة التي نحن فيها، ستفرض تحالفات وعلاقات ومصالح نستطيع من خلالها أن نحقق الأمور الكثيرة من دون الأشكال السابقة التي كانت تحتاج إلى أكثرية وأقلية في المجلس النيابي، فضلا عن أن هذا الأمر قد انتهى، ولم يعد موجودا منذ فترة من الزمن، وبالتالي من أراد أن ينظر إلى نتيجة الانتخابات المتوقعة، عليه أن ينظر إلى سعة التمثيل، وليس إلى العدد ولا إلى الاصطفافات السياسية، وهذا لا يعني أننا زائدون بالعدد، ولكننا مطمئنون أن ما سنحصل عليه يكفي والحمد لله تعالى”.
وتابع: “إننا رابحون مسبقا بثلاثة أمور، واحد حققناه، وواحد نحققه لاحقا، وواحد بعده، فالربح الأول هو إنجاز قانون الانتخابات على النسبية بعد فترة طويلة من النظام الأكثري. وأما الربح الثاني فهو أصل إجراء الانتخابات في موعدها، أي أنه عندما تحصل الانتخابات في السادس من أيار المقبل، فنحن نربح أن الانتخابات قد حصلت، لا سيما وأننا نريدها مئة بالمئة، وليس لدينا أي رغبة بعدم إجرائها، بل على العكس تماما، فنحن نرغب بها بكل صدق. وأما الربح الثالث الذي ينتج إن شاء الله عن الانتخابات، هو توسيع التمثيل، بحيث يشمل قوى سياسية وأفرادا وجهات في مناطق وطوائف ومذاهب مختلفة، وهذا بالنسبة لنا قيمة مهمة”.
وأردف: “إن المجلس النيابي الاتي سيمتلك إن شاء الله تعالى أفضل دينامية بسبب نتائج هذا القانون، هذا أولا، وأما ثانيا فهناك بلبلة تثار بين الحين والآخر حول إمكانية عدم إجراء الانتخابات، وعندما نبحث بالمبررات، لا نجد أن هناك أي مبرر موضوعي أو واقعي لعدم إجراء الانتخابات، وبالتالي كيف تخرج هذه الغرف السوداء تلك الاشاعات والبلبلات، وعليه فإننا سنكون واضحين بأن الغرف السوداء هذه المرة التي لا تريد الانتخابات ليست غرفا وطنية، بل هي غرف خارجية، أي أنه يديرها بعض من في الخارج الذي لا يرغب أن تجري الانتخابات، لأنهم بالحسابات وبحسب القانون والتمثيل الشعبي، يصعب عليهم أن يعدلوا النتيجة، فبعضهم يتصل ببعض الأشخاص والجهات، ويقول لهم تحالفوا مع بعضكم لتواجهوا حزب الله في الانتخابات، فإذا كان لدى حزب الله تمثيل شعبي فماذا سيواجه، وهنا لديه ثلاثة نواب وسينجحون جميعهم، وبالتالي رأوا أن الحل هو إثارة بلبلة لتيئيس الناس وإثارة بعض المشاعر المحبطة حتى يقل إقبال الناس على الاستعداد للانتخابات”.
وقال الشيخ قاسم: “الهدف هو محاولة بلبلة ولكنها في الحقيقة محاولة يائسة، والسبب هو أن كل المؤشرات تدل على ان الانتخابات ستحصل في موعدها بحسب الأمور التي نعرفها والأمور العادية التي تجري أمامنا، وأما هذه المحاولات فليست في محلها، وإذا كان أحد يعتبر أنه يستهدفنا، فنقول له بأنه صحيح أننا اليوم نعلن انطلاق الماكينة الانتخابية في منطقة الجنوب الأولى، أي في الجنوب الثانية والثالثة وبعض الأقضية المحسوبة على هذه المنطقة، ولكن للعلم أننا نعمل منذ أربعة أشهر على دراسة السيناريوهات الانتخابية والاحصاءات، ولدينا متخصصون اجتمعوا في جلسات تزيد عن المئة من أجل رسم الصورة الانتخابية في كل لبنان، وكيفية التحالفات والنتائج الأفضل، واجتماعنا اليوم هو نتيجة من نتائج هذا الإعداد منذ أربعة أشهر، وصحيح أنه الاجتماع الأول، ولكنه الأول بعد المئة”.
أضاف: “ثالثا، لقد رفعنا شعارا لهذه الانتخابات وهو “نحمي ونبني”، “نحمي” لأن رؤيتنا أن حماية الوطن وتحرير الأرض والعمل لطرد المحتل هو واجب، ومن أجل هذا كانت المقاومة الاسلامية وكان حزب الله يعمل ويضحي ويقدم، وكانت العوائل ملتفة حول هذا الاتجاه بحمد الله تعالى، وأنجزنا الكثير من تحرير الأرض سنة 2000 وهزيمة إسرائيل سنة 2006، وطرد الاحتلال التكفيري سنة 2017، ونحن نعتبر أن الحماية مقدمة للاستقرار الداخلي من أجل أن ينعم الناس بهذا الاستقرار، ويتمكنوا من عيش حياتهم والبناء”.
وتابع: “أما القسم الثاني من الشعار فهو “نبني”، فحزب الله في مشاركته بالانتخابات النيابية والمجلس النيابي يبني، لأنه يشارك في التشريع والقوانين ومصالح الناس المختلفة، ويبني عندما يشارك في الوزارة من أجل إقرار المراسيم المختلفة وإعداد مشاريع القوانين، ويبني عندما يتابع قضايا ومصالح الناس ويواجه الفساد والهدر، وعندما يرفع الصوت عاليا لمصلحة الوحدة الوطنية والتعاون وضرورة إنقاذ الاقتصاد، وإذا كان أحد يظن أن حزب الله عمله هو أن يقاوم وليس له علاقة بالدولة، فهذا غير صحيح، بل نحن عماد من أعمدة الدولة اللبنانية، ولولا هذا العمود الأساس، لما كنا نرى الآن استقرارا ولا حركة في داخل البلد، حتى وإن كان هناك بعض المشاكل وبعض التعقيدات، ولكن حزب الله لعب دورا كبيرا في حركة البلد نحو الاستقرار السياسي والأمني، وبالتالي هو يعمل من أجل تحقيق ما أمكن من الاستقرار الاجتماعي. هذا المسار سنتابعه، وحزب الله يحمي ويبني، أي أننا نحن معا نحمي ونبني لنكون في الموقع المتقدم لخدمة الناس”.
وأردف: “رابعا، الانتخاب حق وواجب، فهو حق لكل مواطن أن يقول إنه يرضى بفلان ولا يرضى بفلان، وحق له أن يقول إن فلانا وإن هذه الجهة وهذا الحزب يمثله، وهذا الحق لا بد أن نستخدمه من أجل أن نؤثر على النتيجة التي ستحصل، وهو واجب لأن أي شخص معني لأن يبني ويحسن حياته ويشارك مع الآخرين من أجل الأفضل، فكيف يمكن تحقيق المشاركة من دون ممارسة هذا الواجب. لذلك، فإن المطلوب هو أن نصوت بكثافة وألا يبقى أحد قادرا على التصويت إلا ويقوم بهذا الواجب والحق، على قاعدة أن هذا الوطن لنا ونحن شركاء فيه، وعليه يجب أن نعطي صوتنا من أجل أن نؤثر في النتيجة التي ستحصل. والمطلوب هو أن نصوت بكثافة حتى ولو كنا نضمن الفوز، لأنه أحيانا قد يقول البعض إننا بكل الأحوال ناجحين بحمد الله تعالى، بحسب ما هو موجود في دائرة الجنوب الثانية، فإن الحاصل الانتخابي 23400، وفي الجنوب الثالثة هو 21700، ولكن عندما ننظر إلى عدد الناخبين المحتملين أي المقترعين، نجد أن في الجنوب الثانية يمكن أن يقترع بين 146000 و150000 وفي الجنوب الثالثة يمكن أن يقترع بين 240000 و 250000 مقترع، فنرى أن الأرقام مهولة”.
وقال: “عندما ننظر لاحقا للمقاعد، أن مقاعد الجنوب الثانية 7 شيعة 1 كاثوليك، والجنوب الثالثة 8 شيعة 1 سني 1 درزي 1 أرثوذكس، تبدو الأمور سهلة وليست صعبة، ولكن لا تعملوا على هذا الأساس، وعلى الأقل يجب أن نثبت للعالم أننا حاضرون وأن من يمثلنا يحمل أصواتنا جميعا، ونريد منه أن يكون في الموقع المتقدم ليتحمل المسؤولية ونحن نتحملها معه. ورغم أنه يمكن أن يكون هناك بعض الأقضية التي يكون فيها أولوية أكثر للتصويت فيها، ولكننا لن نعمل على هذه القاعدة، بل على قاعدة أن علينا أن نصوت بكثافة في أي موقع من المواقع، سواء كان هناك أولوية أو لم يكن، فمسؤولية أصواتنا هي الأمان”.
أضاف: “خامسا، نحن قررنا كحزب الله أن نتحالف مع حركة أمل والتحالف في كل دوائر لبنان بدون استثناء، وبالتحديد في الجنوب الثانية والثالثة نحن سنكون معا على لوائح واحدة، وعندما نكون كذلك، فهذا يعني أننا سنتعاون في كيفية توزيع الأصوات، فهناك صوت تفضيلي المقصود منه هو أن يتمكن المقترع من إعطاء صوت واحد في اللائحة. البعض يقول إن هذا القانون معقد في كيفية حساب الصوت التفضيلي، ولكن ليس من الضروري أن يشغل المقترع باله في كيفية حساب الصوت التفضيلي، وليترك الحساب علينا وليضع الصوت في مكانه، لا سيما وأن التصويت سهل جدا، فوزارة الداخلية ستوزع ورقة فيها كل اللوائح والأسماء والصور، ووظيفة كل مقترع أن يضع خطا صغيرا عند اللائحة التي يريدها، ومن ثم ينتقي من ضمن اللائحة من خلال خط صغير آخر الصوت والصورة والإسم الذي يريده، ويضعها في الصندوق، وهناك من يقوم بالحساب، ولكن يجب أن نوزع الأصوات حتى يكون هناك توازن ولضمان نجاحات معينة، لأن هذا أمر مهم في عملية التحالف”.
وتابع الشيخ قاسم: “كل الكلام الذي يقال أين سيكون حزب الله وأين ستكون حركة أمل، لا حاجة له، لأننا مع بعضنا البعض، وقد اتفقنا مع حركة أمل أن يكون في بيروت الثانية مرشح لحزب الله ومرشح لحركة أمل، لأن هناك إثنين شيعة، وفي بعبدا مرشح لحزب الله ومرشح لحركة أمل، وفي البقاع الغربي هناك مرشح واحد شيعي وهو مرشح لحركة أمل، وفي زحلة مرشح واحد شيعي وهو مرشح لحزب الله. نحن متفقون تماما على أساس أن نوزع الأصوات بطريقة صحيحة ونتعاون، وحيث تكون هذه اللوائح موجودة، فبالتأكيد من يريد أن يتحالف معنا أو مع حركة أمل، لا بد أن ننسق نحن وحركة أمل للاتفاق على التحالف الذي سيحصل في المناطق المختلفة”.
واشار الى اننا “لم نسمّ حتى الآن أسماء المرشحين في حزب الله، وإن شاء الله خلال مدة قد يكون أقصاها الأسبوع الأول من شهر شباط نعلن الأسماء، وعندما نقرر سنعلن، وهذه التسريبات ليس لها قيمة”.
وختم: “إننا اليوم بإطلاق هذه الماكينة الانتخابية نعلن بشكل رسمي أن عجلة التحضيرات اللوجستية والميدانية في التواصل مع الناس بدأت بفعالية حقيقية من أجل أن تجري الانتخابات في موعدها وبالشكل الأفضل والأمثل، وهذا الاجتماع هو نجاح رابع لم أذكره في نجاحاتنا، لأنه عندما تكون الماكينة الانتخابية بهذا الحضور، أعتقد أن النتيجة ستكون على شاكلته ناجحة إن شاء الله”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام