كم عدد النجوم في هذا الكون الفسيح؟ يبدو أن الإجابة عن هذا السؤال البسيط الذي يطرحه الأطفال باستمرار هي في الواقع أصعب كثيرا مما نعتقد.
فإذا أجبنا عن هذا السؤال بأن عدد النجوم في الكون هو مئة ألف مليار مليار نجم، ففي الحقيقة يظل هامش الخطأ كبيرا جدا، وقد يكون الرقم الحقيقي أكبر أو أصغر بمئة مرة من هذا الرقم التقديري.
وحتى نقرب الصورة أكثر، فإن محاولة تقديم رقم تقريبي لعدد النجوم في الكون هي أشبه بمحاولة تحديد رقم تقريبي لعدد حبات الرمل الموجودة على الأرض.
وللحصول على رقم تقديري أكثر دقة لعدد النجوم في الكون يجب علينا أولا أن نعرف مجموعة أرقام بشكل دقيق، وهي عدد المجرات في الكون وعدد النجوم في كل مجرة، لكن هذا الرقم الأخير يصعب تحديده، فباستثناء العدد القليل من المجرات القريبة منا نحن عاجزون عن تمييز الضوء المنبعث من كل نجم على حدة في المجرات البعيدة، لذلك يلجأ العلماء إلى تقدير عدد نجوم هذه المجرات من خلال الضوء المنبعث من المجرة ككل.
لكن هذه الطريقة أيضا تواجه مشكلة كبيرة وهي أن نجما كتلته أكبر من الشمس بعشر مرات في هذه المجرات البعيدة يرسل ضوءا أكثر من الشمس بثلاثة آلاف مرة، وهو ما يعني أن الضوء المنبعث من هذه المجرات لا يمكن اعتماده في تقدير عدد النجوم فيها نظرا للاختلاف الكبير في كتلها.
وقد كشفت دراسات حديثة نشرتها جريدة لوفيغارو الفرنسية فائضا كبيرا في عدد النجوم العملاقة الموجودة في سديم الرتيلاء التابع لمجرة سحابة ماجلان الكبرى التي تبعد عنا 170 ألف سنة ضوئية، ورأت الدراسات أن عدد هذه النجوم العملاقة يمكن أن يكون أكثر بـ30% مما هو معتقد حاليا.
يشار إلى أنه إذا كان عدد النجوم في الكون غير مهم كثيرا من الناحية العلمية، فإن عدد النجوم العملاقة له انعكاسات مثيرة وتأثيرات فلكية كبيرة على الكون، لأن هذه النجوم تعيش حوالي ألف مرة أقل من النجوم الأصغر وتنتهي حياتها في انفجار ضخم يسمى “سوبر نوفا” وتؤدي نهايتها إلى انتشار عناصر ثقيلة في الفضاء مثل الكربون والأوكسجين والحديد والكالسيوم.
كما أن عددا من هذه النجوم العملاقة تنشئ بموتها ثقوبا سودا ضخمة، وهو ما يفسر -حسب العلماء- انتشار عدد كبير من الثقوب السود الثنائية في الفضاء.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية