أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ نبيل قاووق أنّ التكفيريين قدّموا أبشع صورة مشوّهة عن الإسلام، والسيارات المفخخة وآلاف الانتحاريين ضد الشعوب وفجّروا المساجد والكنائس والأسواق والحسينيات ويتجاهلون إسرائيل، وكفى بمشهد التكفيريين على جبهة الجولان حيث أنّ سلاحهم وطعامهم ودواءهم يأتيهم من الكيان الإسرائيلي، ويفتخر نتانياهو بحجم التقديمات الإسرائيلية لمسلحي داعش والنصرة في جبهة الجولان”.
كلام الشيخ قاووق جاء خلال رعايته لحفل تأبيني في حسينية الإمام علي(ع) في خندق الغميق بيروت، وأردف قائلاً:”ويبقى النموذج الأصعب هو ما نشهده في بلاد الحرمين الشريفين الذي يجب أن يكون منطلقًا ومبعثًا لنشر المحبة والمودة والتسامح بين المسلمين، فنجده يؤجج نيران الفتن والخلافات بينهم، وحكام الحرمين الشريفين يستقبلون أعداء الأمة ويقدمون لهم المكرمات والهدايا بمئات ملايين الدولارات، ويعقدون معهم الصفقات بمئات مليارات الدولارات”.
وفي قضية القدس رأى الشيخ قاووق أنّه لولا رقصة السيف لما تجرّأ ترامب على قرار نقل السفارة الأميركية الى القدس، ولولا أنّ السعودية جمعت عشرات الملوك والأمراء والرؤساء العرب والمسلمين في الرياض لتقديم البيعة لترامب لما تجرّأ على تحدي مشاعر وكرامة ومقدّسات الأمة العربية والإسلامية، وأكد أنّ السياسة السعودية تشكّل كارثة حقيقية شاملة ومطلقة على بلدان العالم العربي والإسلامي، ولفت إلى أنّ السعودية تقدّم التنازلات لترامب لاستمالته ضد إيران والمقاومة وبذلك السياسة السعودية شكّلت تهديدًا حقيقيًا للأمن القومي.
واعتبر الشيخ قاووق أنّ لبنان ليس بمنأى عن النتائج الكارثية للسياسات السعودية وهو أيضًا ليس بمنأى عن قرار ترامب لأنه سيتأثر بمشروع التوطين وبتغطية النوايا العدوانية الإسرائيلية، كما سيتأثر لبنان بتصفية القضية الفلسطينية، لذلك إنّ أكبر خطايا النظام السعودي في تشجيع ترامب على سياسته العدوانية الاستفزازية ضد الأمة، وإنّ أكبر الخطايا في الأمة أن يُضحّى بالقدس من أجل استمالة ترامب ضد إيران والمقاومة.
وشدّد الشيخ قاووق أنّ الخطر الأميركي الإسرائيلي اليوم يطال المقدسات والكرامات، بينما بلد الحرمين الشريفين الذي كان يجب أن يكون ركيزة قوة ووحدة المسلمين صار سببًا لتوهين وإضعاف العرب والمسلمين، وليس مفاجئًا أنّ نتانياهو يعتبر أنّ أضعف ردة فعل في العالم العربي والإسلامي تجاه قرار نقل السفارة الأميركية الى القدس هي ردة فعل بلد الحرمين الشريفين، فلم يصدر أيّ بيان إدانة من السعودية ضدّ ترامب، ولم تسمح السلطات السعودية بأي تحرك شعبي أو اعتصام أو تظاهرة.
وأكد الشيخ قاووق أنّ لبنان اليوم الذي أشرقت فيه انتصارات المقاومة والجيش وفي بداية العام 2018 هو أكثر قوة ومنعة أمام أيّ خطر إسرائيلي أو تكفيري، وبالتكامل بين الجيش والمقاومة أصبح لبنان في حصن حصين.
وحول أزمة اليمن ختم الشيخ قاووق كلامه معتبرًا أنّ جرح اليمن جرحٌ نازفٌ بالجبين والقلب، جرحٌ في جبين الإنسانية، وجرحٌ في قلب العروبة، ومأساتها أعظم وأبشع أزمة إنسانية شهدها العالم في العام 2017، حصار وتجويع وكوليرا وأوبئة ومجازر يومية، وإذا أردنا أن نفتش عن الدولة الدولة الأكثر تهديدًا للإنسانية في العام 2017 لن نجد إلاّ الدولة التي فرضت الحصار والجوع والأوبئة والمجازر على شعب اليمن، دمروا مئات محطات المياه والكهرباء وخزانات المياه في القرى، ويرتكبونها بإسم الحرمين الشريفين، وما يحصل من عدوان ومجازر في اليمن تجاوز بعشرات المرات عدوان تموز 2006 على لبنان والحصار الإسرائيلي لغزّة، إنها خطيئة العصر والجرح النازف في الكرامة والإنسانية.
المصدر: وكالات