افتتحت مكتبة الكويت الوطنية بالتعاون مع سفارة جورجيا لدى دولة الكويت والمركز الوطني الجورجي للمخطوطات معرض «المخطوطات العربية والجورجية».
قال السفير الجورجي لدى الكويت رولاند بيريتدزي: «يساهم هذا الحدث المهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين جورجيا ودولة الكويت، خصوصا من ناحية تطوير العلاقات الثقافية». وتمنى بيريتدزي أن يكون المعرض بداية تعاون بين المركز الوطني الجورجي للمخطوطات والمكتبة الوطنية لتبادل المعرفة.
ولفت بيريتدزي إلى أنه المعرض الأول الذي يقام في الكويت ويقدم مجموعة نادرة من المخطوطات التي يحتفظ بها المركز الوطني الجورجي للمخطوطات، وأن المعرض تنقل وأقيم في قطر ومصر. وأضاف أن تلك المخطوطات موجودة في المركز الوطني الجورجي للمخطوطات الذي يدرسها ويحافظ عليها.
من جانبه، قال المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية كامل العبدالجليل: «أسعدني افتتاح معرض المخطوطات العربية الجورجية النادرة والقيمة في تاريخ الحضارة العربية والإسلامية، وهذا أول معرض يقام في دولة الكويت يستحضر ويحيي صفحات منيرة في تاريخ العرب والمسلمين موجودة في المركز الوطني الجورجي للمخطوطات».
وأضاف العبدالجليل أن جورجيا استطاعت كبقية الجمهوريات الإسلامية السوفييتية السابقة أن تحتفظ بمجموعة كبيرة من المخطوطات العربية لعلماء العرب نتيجة وقوعها في قلب آسيا الوسطى، التي كانت تحتضن كثيرا من مخطوطات علماء الحضارة العربية الإسلامية، مثل ابن سينا والفارابي والرازي، وكثير من العلماء العرب الذين عاشوا في تلك المنطقة وأبدعوا في عطائهم العلمي، مشيرا إلى أن هناك مخطوطات قديمة للقرآن الكريم أنجزها الخطاطون الجورجيون.
وتابع العبدالجليل أنه «عندما نجلب كل هذه المخطوطات من عاصمة جورجيا تبليسي وتعرض في مكتبة الكويت الوطنية، فنحن نعزز دور الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016، ونؤكد هويتنا الثقافية المنفتحة على العالم، خاصة على الثقافات التي تحتضن المخطوطات والكتب والوثائق العربية والإسلامية»، لافتا إلى أن «هذا الانفتاح الحضاري، جزء من هوية الكويت، وجزء من تراثنا في الانفتاح على الشعوب الأخرى، فقد كان أجدادنا يسافرون إلى الهند، وسواحل أفريقيا، ويكون هناك نوع من التبادل في العلاقات، وهذا بحد ذاته دليل على انفتاح دولة الكويت الحضاري».
وأكد العبد الجليل على أن «مكتبة الكويت الوطنية رسخت هذا المفهوم داخل الكويت مع المؤسسات الثقافية، والعلمية، فقد نظمنا أكثر من فعالية، ومع السفارات التي تقدم وتعرض حضارات».
وذكر العبدالجليل أن مشروع «سفارات تعرض حضارات» بدأ مع الهند وحقق نجاحا باهرا، ومع مصر حيث تم عرض أشياء جميلة جدا، والآن مع سفارة جورجيا، موضحا أنه بجانب هذا التعاون في معرض «المخطوطات العربية والجورجية»، هناك خبير للمخطوطات سيشرح أي مخطوطة من المخطوطات في المعرض شرحا مفصلا، إضافة إلى أن الافتتاح تضمن محاضرة لهذا الخبير بين فيها تاريخ هذه المخطوطات والعلاقات الثقافية العربية القديمة مع جورجيا، وكيف بدأ التفاعل بين الحضارتين العربية والجورجية منذ وقت قديم جدا، وعبرت عنه وقامت بتوثيقه هذه المخطوطات.
وقال العبدالجليل «نحاول أن نبرز دور ومكانة مكتبة الكويت الوطنية في الحراك في التفاعل الثقافي الاجتماعي في دولة الكويت، حتى نبين أن مكتبة الكويت ذاكرة وطن، وتقوم بنشر الثقافة والمعرفة والفكر، وربط العلاقات مع مؤسسات داخل الكويت وخارجها، وتقوم بتثقيف وتنوير المجتمع».
وبدوره، قال ممثل المركز الوطني الجورجي للمخطوطات الخبير نيكولاس فنتيه إن هناك مجموعة كبيرة من المخطوطات المعروضة والمحفوظة في المركز الوطني توثق مراحل مهمة في تاريخ الحضارة العربية والإسلامية، ويقوم الخبراء في المركز بدراستها وتحليلها. وأضاف فنتيه «نتمنى أن يكون هناك تعاون مع الكويت لدراسة هذه المخطوطات».
يذكر أن المركز الوطني الجورجي يملك مجموعة كبيرة من المخطوطات القديمة، ومن ضمن هذه المجموعات المحفوظة في المركز 10 آلاف مخطوطة جورجية، و5 آلاف مخطوطة أجنبية، و401 ألف وثيقة تاريخية عن جورجيا. وتمثل أشكال المظهر الخارجي للمخطوطات المعروضة نماذج حية من الأعمال الفنية في غاية الجمال والروعة. وأغلب المخطوطات تتعلق بعلوم القانون ثم القرآن الكريم مع تفاسيره والعقائد والمنطق ثم البلاغة «فن الخطابة»، وبقية المخطوطات تشمل مجالات أخرى في المعرفة الإنسانية وقليل منها نسبيا عن الأدب العربي.
المصدر: صحيفة القدس العربي