حذر العلماء، من خلال أكبر بحث على الإطلاق حول مرض الخرف، من أنه ليس هناك طريقة مؤكدة للحد من خطر الإصابة بهذا المرض.
فعند التقدم في السن، قد يبدو أن هناك أدوية أو أنظمة غذائية قادرة على إصلاح كل شيء، لكن الخبراء يصرون على أنه لا يوجد “دواء سحري” حيث أن كل شيء يتعلق بخداع المستهلك، ويشير الباحثون إلى أن ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي جيد قد يكون فعالا إلى حد ما، لأنه قد يقلل من التهابات الجسم والتهابات الدماغ المرتبطة بالخرف.
ومع ذلك، فإن أولئك الذين يمارسون الرياضة بمعدل 5 مرات في الأسبوع، ليسوا في مأمن من الإصابة بمرض ألزهايمر، ونحن ما زلنا بعيدين عن اكتشاف “مفتاح” الوقاية من المرض.
وقام الباحثون في جامعة مينيسوتا بمراجعة 116 تجربة سابقة تبحث تأثير ممارسة الرياضة ومكملات الفيتامينات والتدريب المعرفي، وقد توصلوا إلى نتائج تبعث على “الاستياء”.
وقال البروفيسور هوارد فينك، وهو طبيب أمراض باطنية: “أظهرت إحدى الدراسات العديدة التي بحثت تأثير مجموعة العوامل المحددة مثل التدريب المعرفي وممارسة الرياضة والنظام الغذائي، بعض التحسن في النتائج المعرفية، موضحا أنه قد يكون للتدريب المعرفي بعض التأثيرات الوقائية، ولكن الغالبية العظمى من البحوث أظهرت أن العوامل المذكورة لا تعمل بشكل جيد، وأضاف أن الدراسة التي أجروها قد شملت النظر في استخدام الأدوية واعتماد مكملات الفيتامينات دون وصفة طبية وممارسة الرياضة والتدريب المعرفي، وهذه العوامل أيضا “لم تظهر عموما فوائد كبيرة”.
وتقول الدراسة التي نشرت في دورية “Annals of Internal Medicine”، إن انتشار الخرف يزداد بشكل كبير حيث يعاني أكثر من 5.5 مليون أمريكي من مرض ألزهايمر، ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام مع تقدم السكان في السن. وفي المملكة المتحدة يعاني 850 ألفا من أمراض الخرف. ويتوقع أن يصل هذا الرقم إلى المليون بحلول عام 2050، لعدم وجود علاج.
ووجد الباحثون أن التدريب المعرفي مكن من تحسين الأداء في المجال المعرفي، لكنه لم يكن هناك تحسن في الذاكرة أو أي جوانب إدراكية أخرى.
كما أن المكملات الغذائية من دون وصفة الطبيب، مثل الأحماض الدهنية أوميغا 3، وفول الصويا وفيتامين بي وفيتامين سي وحبوب الفيتامينات المتعددة وغيرها، لم يظهر أدلة على قدرتها على الحد من خطر التدهور المعرفي. ولم يكن هناك أيضا أدلة قوية بشأن تعزيز النظام الغذائي الجيد والنشاط البدني للأداء العقلي.
ويوضح الباحثون أنه ربما يعود ذلك إلى أن جميع هذه العوامل غير قادرة على تحسين الذاكرة والإدراك أو أن جميعها استخدمت في وقت متأخر جدا من الحياة، وبذلك قد تكون لم تستخدم لفترة كافية مما أدى إلى قصور أو فشل قدرتها على الوقاية من مرض الخرف.
ولذلك، يقول البروفيسور فينك إن “اتباع نمط حياة صحي في وقت مبكر من الحياة يمكن أن يكون أفضل دفاع ضد التدهور المعرفي في وقت لاحق من العمر، ولكن الدراسات تفتقر إلى الأدلة القاطعة بهذا الشأن”.
المصدر: روسيا اليوم