أكد القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الوزير المفوض منذر منذر انه لا قيمة قانونية ولا شرعية لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس مبينا أن سورية تطالب بمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وقال منذر خلال جلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارتها إليها “إن هذه القرارات تشكل انتهاكا فاضحا لمركز مدينة القدس القانوني والسياسي والتاريخي ولا تعدو كونها جزءا من جريمة اغتصاب فلسطين وتشريد شعبها وإقامة هذا الكيان الاستيطاني المحتل على ترابها”.
وأضاف منذر “إن القرارات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي تشكل انتهاكا فاضحا لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة التي طالبت “إسرائيل” بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967 بما فيها القدس وبالتالي فان هذه القرارات لا تعدو كونها إجراءات احادية لا شرعية ولا قيمة لها على الوضع القانوني لمدينة القدس غير أن خطورتها تكمن في أنها إعلان رسمي من الإدارة الأمريكية بأنها لم ولن تكون طرفا نزيها ولا وسيطا مؤءهلا في أي سعي للتوصل إلى تسوية سلمية للصراع العربي الإسرائيلي”.
وتابع منذر إن “الجمهورية العربية السورية تدين بشدة استخدام الولايات المتحدة الأمريكية الفيتو ضد مشروع القرار حول وضع القدس في مجلس الأمن الأمر الذي يؤكد مجددا استهتار الولايات المتحدة بالقوانين الدولية وانتهاكها الفاضح لقرارات الشرعية الدولية كما يفضح دعمها اللامحدود للكيان العنصري الإسرائيلي الاستيطاني على حساب حقوق الشعب الفلسطيني”. وأكد منذر أن سورية ورغم الحرب الإرهابية التي تتعرض لها وبكل تحدياتها فانها لم ولن تفقد البوصلة ولن تتراجع عن موقفها الثابت إزاء القضية الفلسطينية وإزاء الحقوق الفلسطينية والإسلامية والمسيحية في القدس الشريف ولن تدخر الحكومة السورية جهدا من أجل استعادة جميع الأراضي العربية المحتلة.
وقال منذر إن “الجمهورية العربية السورية كانت وما زالت ثابتة على موقفها المبدئي الداعم لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس وضمان حق العودة للاجئين وفقا للقرار 194 لعام 1948 وهي إذ ترحب بحصول دولة فلسطين على صفة العضو المراقب في الأمم المتحدة فانها تطالب بمنحها العضوية كاملة الحقوق في هذه المنظمة”.
وجدد منذر مطالبة سورية للأمم المتحدة بتحمل مسؤءولياتها في تنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة في سبيل وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وأوضح منذر أن ما يجري اليوم يثبت بشكل لا يحتمل أي شك أو تسويف ان الولايات المتحدة الأمريكية غير معنية بالتوصل إلى حل شامل وعادل للصراع العربي الإسرائيلي وقال إن الغطرسة وصلت بها إلى حد تهديد الدول وتوعدها فيما إذا وقفت هذه الدول إلى جانب الشعب الفلسطيني وانتصرت لقرارات الشرعية الدولية.. فأي سلام يرتجى على يد قوة عظمى باتت تتعامل مع الأمم المتحدة وكأنها جزء من مؤءسساتها وباتت تعتبر الدول الأعضاء فيها طلابها في مدرسة تعاقبهم إذا لم يخضعوا لسلطتها وهيمنتها”.
المصدر: وكالة سانا