كشفت خريطة جديدة صادمة المدى الكامل لانحسار وتقلص المناطق البرية على كوكبنا.
وتبين الخرائط أن معظم المناطق البرية المتبقية تتواجد في صحارى وسط أستراليا وغابات أمازون المطيرة في أمريكا الجنوبية، وكذلك هضبة Tibetan في آسيا الوسطى والغابات الشمالية (الثلجية) في كندا وروسيا.
وقال الباحثون إن حوالي 10% من المساحات البرية على الكوكب، قد فُقدت منذ أوائل التسعينيات، حيث أنها تتناقص بشكل متزايد في ظل تحويل الغابات إلى أراضي زراعية وتطويرها.
وقال جيمس ألان، طالب الدكتوراه في كلية علوم الأرض والبيئة في جامعة كاليفورنيا، إن هذه المناطق البرية تعد معقل التنوع البيولوجي المهدد بالانقراض، تلعب هذه النظم البيئية دورا رئيسا في تنظيم المناخات المحلية، وسحب وتخزين كميات كبيرة من الكربون، وكذلك دعم العديد من المجتمعات الأكثر تنوعا من الناحية الثقافية”.
ويذكر أن خرائط المناطق البرية الأكثر أهمية في العالم متاحة الآن مجانا على الإنترنت، وذلك بعد دراسة أجرتها جامعة كوينزلاند، وأتاح المؤلفون الخرائط على شبكة الإنترنت من أجل مساعدة الباحثين والسياسيين، لتحسين معايير الحفاظ على الحياة البرية.
واستطرد ألان قائلا: “على الرغم من أهميتها، فإن المناطق البرية تتعرض للدمار بمعدل مثير للقلق، وتحتاج إلى حماية عاجلة في ظل فقدان حوالي 10% منها منذ أوائل التسعينيات. ونذكر أن الحفاظ عليها أولوية عالمية”.
وقال جيمس واتسون، الأستاذ في جمعية الحفاظ على الحياة البرية، إنه يتوقع أن تكون الخرائط مهمة لتحديد الأماكن التي يجب أن تطبق فيها الإجراءات اللازمة، وكمؤشرات للتقدم نحو التزامات الأمم المتحدة مثل أهداف التنمية المستدامة.
وقال الباحثون: “لقد استُخدمت خرائط المناطق البرية بالفعل لتسليط الضوء على الانخفاضات الكارثية في المساحات البرية على مدى العقدين الماضيين. وتبين أن الجهود المبذولة قد تجاوزت إلى حد كبير هذه الخسائر. وقد أفضى ذلك إلى إبراز أهمية الحفاظ على الحياة البرية على الصعيد العالمي، ويبدو أن الأهداف الدولية للمحافظة على الحياة البرية يمكن تطويرها عما قريب”.
ويتوقع الباحثون أن تكون هذه الخرائط أدوات هامة في عملية تطوير الأهداف، وللتخطيط من أجل اتخاذ القرارات اللازمة لضمان حماية المناطق البرية على الصعيد العالمي.
المصدر: روسيا اليوم