في إطار البرامج التي اعتمدتها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، من خلال تمكين السجناء من لقاء رجالات الثقافة والفن والعِلم، عمل السجن المركزي بمدينة القنيطرة جنوب الرباط، على افتتاح مقهى ثقافيٍ لفائدة النزلاء، بحضور الشاعر والروائي حسن نجمي وروايته “جيرترود”.
وتتطلع هذه التجربة الفريدة من نوعها، لتصبح في المستقبل موعدا شهريا قارًا، سواء بتنظيم مقهى ثقافي لمناقشة موضوع معين، أو استضافة شخصية معروفة على المستوى الفني أو الثقافي أو الحقوقي أو القانوني.
وكان اتحاد كتاب المغرب، قد عمل على تشجيع تجربة المقاهي الأدبية، قبل أكثر من عقد من الزمن؛ إذ كان يُجري عقد لقاءات مع العموم في مقاهٍ ببعض المدن كفاس والرباط والدار البيضاء، كحلقة وصل بين المثقفين والجمهور. كما بادر عدد من الكتاب والمثقفين إلى تأسيس رابطة المقاهي الأدبية والثقافية، يعقدون من خلالها بشكل مستمر ودوري لقاءات ثقافية في عدة مدن صغرى وكبرى.
وحول هذه التجربة، قال مصطفى لفراخي، مدير مكلفة بالعمل الاجتماعي والثقافي لفائدة السجناء وإعادة إدماجهم بالمندوبية، إن “مثل هذه اللقاءات الثقافية ستوفر فرصة تواصل بين السجناء والكاتب لإعطائهم فكرة حول أسباب هذه الرواية ومضمونها، وقد مكنا مسبقا السجناء منذ 15 يوما من نسخ من الرواية للتفاعل حول مضمونها وأبعادها الثقافية. مؤكدا أن مثل هذه المقاهي داخل السجون ستكون مدخلا أساسيا للسجناء لحثهم على القراءة، وفرصة للتفاعل المباشر مع الكاتب لملامسة الإبداع في الكتابة الروائية وأهمية الجانب الثقافي في تخليق الفرد وتأهيله فكريا وروحيًا”.
المصدر: القدس العربي