أذَّنَ للقدسِ فلبَّوا النداء، رجالٌ افترشوا الزمان عباءة النصر، وأتقنوا قداسة الصلاة..
كَبَّروا مع مآذن القدسِ على وقعِ اجراسِ كنائِسها، وطوبوا القائدَ نحوَ النصر، العارفَ كل الفصل، الكاشف اقربَ الطرقِ الى النجاة..
مشت اليهِ الامواج البشرية، فلاقاها ببشائرِ النصرِ المزروعةِ بين حاجبيه، الممهورةِ ببصماتِ كفيه..
بقداسةِ جدهِ الحسينِ جعلَ قداسةَ القدسِ المسبية، وعلى اعتابِ تاريخٍ جديدٍ كتبَ باحرفِ العزِ العربية: على القدسِ رايحين شهداء بالملايين، هتفَ الامينُ العامُّ لحزبِ الله السيد حسن نصر الله معَ قلوبِ وعقولِ الملايينِ من العربِ والمسلمين..
اعتمر قبةَ الاقصى واعتلى منبرَ القدسِ في الضاحةِ الجنوبية، وعلى كتفيهِ هُوِيَتُها التي تابى الذل، وبين يديهِ اجراسُ كنائِسِها الهاتفةِ باسمِ الحرية.. قائدُ النصرين، وصادقُ الوعدين جددَ الوعد: قرارُ ترامب بدايةُ النهايةِ للدولةِ العبرية، ليست اَحلاما ولا روايات، بل اقولُها بكلِ ثقةٍ وَفقَ المعادلاتِ والامكاناتِ والتجاربِ والتحولات..
اولُ الدعواتِ الى قيامةِ انتفاضةٍ فِلَسطينيةٍ ثالثة، واَن تجتمعَ فصائلُ المقاومة، لتُلَملِمَ صُفوفَها، وتضمِدَ جِراحَها، وتضعَ استراتيجيةً موحدةً للمواجهةِ قال السيدُ نصر الله.. فالاولويةُ القدسُ وفلسطينَ، ويجب ان نحوِّلَ هذهِ الهزيمةَ الدبلوماسيةَ للحكوماتِ العربيةِ الى انتصارٍ لفلسطينَ ومقدساتِها..
نحنُ في لبنانَ بلدِ المقاومةِ والشهداءِ والتضحياتِ والانتصاراتِ لن نتركَ فِلَسطينَ قال سيدُ المقاومين، باقونَ معها حتى يُصلي المسلمونَ في المسجدِ الاقصى والمسيحيونَ في كنيسةِ القِيامة..
وبعد الدعواتِ الى عزلِ الكِيانِ الصِهيوني، ومحاربةِ التطبيعِ والمطبعين، دعا السيدُ نصر الله الى الثقةِ بِمِحورِ المقاومة الذي ما دخَلَ مَيدانا الا وانتصر، ونَقَلَنا من عصرِ الهزائمِ الى زمنِ الانتصارات..
زمنٍ يُجَدِدُهُ الشبانُ الفلسطينيونَ الذين لم يُعدَموا حجرا ولا سكيناً، ولا صوتاً يُرهِبُ المحتلين..
يفترشون الساحات من القدس الى الضفة وغزة واراضي الثمانية والاربعين، وعنوانهم عنوان كل المؤمنين بالقضية : القدس عاصمة فلسطين الابدية ..
المصدر: قناة المنار