اعتبر المستشار الإعلامي في السفارة الفلسطينية في بيروت حسان ششنية الأربعاء، أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس، والاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل، خطوة غير قانونية وتصعيد خطير من شأنه أن يُفقد الولايات المتحدة دور الوسيط في مفاوضات السلام في الشرق الأوسط. وقال ششنية لوكالة “سبوتنيك” إن “خطورة قرار ترامب يكمن في كونه خطوة غير قانونية، ومخالفته لكل القرارات الدولية التي صدرت بشأن القدس، ولا سيما تلك التي أكدت بوضوح عدم قانونية قرار إسرائيل بضم القدس الشرقية في العام 1981”. وأشار ششنية إلى أن “كل دول العالم أصرّت على عدم الاعتراف بضم القدس، كما أنّ أية دولة لم تجرؤ على اتخاذ قرار على هذا القدر من الخطورة بنقل سفارتها إلى المدينة المحتلة”. وأضاف أن “خطوة ترامب تصعيد خطير نخشى أن يكون محفزاً لبعض الدول الأخرى لاتخاذ خطوات مماثلة”. وأوضح ششنية إلى أن “الدول الكبرى، سواء روسيا أو دول الاتحاد الأوروبي أو كندا، موقفها جيّد حتى الآن”، لجهة رفضها خطوة ترامب، لكنه أشار إلى أنّ “ما نخشاه هو قيام دول صغيرة، لا سيما في أفريقيا، حيث يتغلغل الإسرائيليون، بأن تتخذ خطوات تتماشى مع القرار الأميركي بنقل سفاراتها إلى القدس”.
وحول التحركات المرتقبة لمواجهة الأمر الواقع الذي يسعى ترامب إلى فرضه على القضية الفلسطينية، قال ششنية إن “هناك اتصالات تجريها القيادة الفلسطينية على أعلى المستويات، وقد أجرى الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس اتصالاً يوم أمس بالرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين، الذي أكد أن نقل السفارة الأميركية قرار غير قانوني وحذر من تداعياته لجهة زيادة الكراهية والعنف في الشرق الأوسط”. وأضاف، بأن “هناك اجتماعين مهمّين يفترض أن ينعقدا لاتخاذ الرد المناسب على الخطوة الأميركية، على مستوى الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامية، وذلك بدعوة من الأردن وتركيا”. وشدد ششنية على أن “العرب يجب أن يستخدموا سلاحهم الأقوى، وهو سلاح المصالح، لأن للولايات المتحدة مصالحها في الدول العربية، التي يجب أن تستخدم لحماية القدس”. وحول تأثير الخطوة الأميركية على مستقبل التسوية السياسية، قال ششنية “اعتباراً من اليوم، وفي حال نفذ الرئيس ترامب خطوته باتجاه القدس، لن تكون الولايات المتحدة وسيطاً نزيهاً في أية عملية تسوية في الشرق الأوسط، ولن تكون بالتالي جزءاً من أية مفاوضات”.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية