واصلت النقابات العمالية في فرنسا دعواتها للإضراب في قطاع وسائل النقل مع اقتراب كأس أوروبا لكرة القدم، ويأتي هذا ضمن سعيها للضغط على الحكومة لسحب مشروع الإصلاح.
يذكر أن مشروع إصلاح قانون العمل الذي يناقشه البرلمان منذ نحو 3 أشهر أدى إلى انقسام الغالبية الاشتراكية الحاكمة فيما يحاول معارضوه شل البلاد، ورفضت الحكومة، التي لا تحظى بشعبية كبيرة، تقديم تنازلات حتى الآن، ما يساهم في تصلب نقابة الكونفدرالية العامة للعمل (سي جي تيه).
وشهدت فرنسا على خلفية ذلك تطويقا للمواقع النفطية ما تسبب في صعوبة التزود بالبنزين، إلا أن الوضع بدأ يتحسن بعض الشيء بعد فك الطوق عن غالبية المستودعات النفطية، لكن الوضع المضطرب استمر يوم الأحد 29 مايو/أيار، إذ كثير من محطات البنزين كانت خارج الخدمة أو تواجه صعوبات.
دعوات للتعبئة في وسائل النقل في فرنسا
وخلال الأسبوع الجاري تركزت التعبئة في وسائل النقل وفي الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية (إس إن سي إف) ودخلت المفاوضات الداخلية الحساسة المتعلقة بساعات عمل الموظفين مرحلة نهائية، تقدمت النقابات التمثيلية الأربع بإشعار لتنظيم إضرابات مرشحة للاستمرار اعتبارا من مساء الثلاثاء القادم.
وتأمل النقابات من هذا التحرك الموحد، التأثير في نتائج المفاوضات التي يفترض أن تستمر حتى الت6 من يونيو/حزيران، أي قبل أيام من بدء بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم في الـ10 من يونيو/حزيران، التي ستتكفل الشركة الوطنية للسكك الحديدية بشكل رسمي بنقل المشاركين فيها.
أما الاتحاد الوطني للنقابات المستقلة، النقابة الثانية في الشركة الوطنية للسكك الحديدية، فيعتبر أن المقترحات التي قدمتها الإدارة حتى الآن “غير كافية”، على أن يتخذ قراره المقبل الاثنين القادم. وبالنسبة إلى الشركة الوطنية للسكك الحديدية فإن التهديد بالإضراب يضاف إلى نهاية أسبوع صعب، مع اضطرابات متتالية الجمعة والأحد أثرت على آلاف الركاب.
وسيواجه سكان منطقة باريس صعوبة في وسائل النقل بعد دعوة إلى إضراب مفتوح ومطالبة بمعاودة المفاوضات السنوية حول الأجور وسحب مشروع القانون. ويتوقع أن تطال الاضطرابات أيضا وسائل النقل الجوي، إذ دعت كل نقابات الطيران المدني إلى إضراب من الجمعة 3 يونيو/حزيران إلى الأحد 5 يونيو/حزيران، للمطالبة بمسائل داخلية.
أما في الموانئ وأحواض السفن، فدعت نقابة الكونفدرالية العامة للعمل إلى “مواصلة وتوسيع الحراك” ضد قانون العمل، مع توقف عن العمل لمدة 24 ساعة. وهذه التعبئة غير المسبوقة تحصل لأول مرة منذ عام 1981 ضد حكومة يسارية، قد تؤثر على المسار البرلماني لمشروع قانون العمل الذي يفترض أن يتواصل في يونيو/حزيران تزامنا مع البطولة الأوروبية لكرة القدم.
المصدر: موقع روسيا اليوم