من الطبيعي أن تشعروا بالتوتر يوم الإثنين بعد أخذِ عطلة نهاية الأسبوع والاستراحة من ضغوط العمل. لكن إذا كنتم تشكون يومياً من هذا الأمر بسبب المهام الشاقة أو مشكلات الحياة الشخصيّة، فإنّ الأعراض تظهر بطريقة غريبة وصامتة. هل تعلمون ما هي؟إذا كنتم تواجهون أيّاً من الإشارات التالية، خصّصوا بعض الوقت يومياً للاستراحة، إنْ من خلال المشي أو -ببساطة- بإطفاءِ هاتفِكم:
أوجاع رأس نهاية الأسبوع
إستناداً إلى أطبّاء في «Washington University Headache Center»، يمكن للتوتر المُفاجئ أن يعزّز الصداع النصفي. لذلك يُنصَح بالالتزام بجداول النوم والأكل لتقليص محفّزات أخرى.
ألم في الفم: يمكن لالتهاب الفكّ أن يُشير إلى صرير الأسنان الذي يحدث عادةً خلال النوم، وقد يتفاقم عند التعرّض للتوتر. لا بدّ من استشارة طبيب الأسنان لوضع جهازٍ يحمي الفم خلال النوم، بما أنّ نحو 70 في المئة من الأشخاص الذين يستخدمونه انخفضَ لديهم الصرير أو حتّى اختفى كلّيا.
أحلام غريبة: تصبح الأحلام عادةً أكثرَ إيجابية تدريجياً خلال النوم، فتستيقظون بمزاج أفضل من الذي رافقكم أثناء خلودكم إلى الفراش. لكن عند معاناة التوتر، فإنكم تستيقظون أكثر، ما يعوق هذا الإجراء ويسمح بتكرار المشاهد البشِعة. عاداتُ النوم الجيّدة تساعد على الوقاية من هذا الأمر، لذلك يُنصَح بتخصيص 7 إلى 8 ساعات من النوم كلّ ليلة، وتَفادي احتساء الكافيين والكحول في وقتٍ قريب من النوم.
نزيف اللثّة: وفق تحليلٍ برازيلي لـ14 دراسة سابقة، فإنّ الأشخاص الذين يعانون التوتر يرتفع لديهم خطر أمراض اللثة. وجَد الباحثون أنّ الارتفاع المُزمن لمستويات هرمون التوتر المعروف بالكورتيزول قد يُضعف جهاز المناعة ويسمح للبكتيريا بغزو اللثة. إذا كنتم تعملون لساعات طويلة وتتناولون العشاء على مكتبكم، أبقوا فرشاة الأسنان في متناول أيديكم. كذلك يمكنكم حماية الفم من خلال ممارسة الرياضة والنوم أكثر، ما يساعد على تقليص التوتر.
شهيّة على الحلويات: يجب عدم لومِ الهرمونات النسائية تلقائياً عند الشعور برغبة شديدة في تناول الشوكولا، فالتوتر يميل أكثر إلى تحفيز ذلك. في دراسةٍ أجراها باحثون من «University of Pennsylvania» على نساء في مرحلتَين، قبل انقطاع الطمث وبعده، حدث انخفاض بسيط في انتشار الشهيّة على الشوكولا بعد توقّفِ الميعاد، أصغر ممّا يمكن تفسيره فقط من خلال الرابط الهرموني. ويرجّح مؤلّفو الدراسة أن يكون التوتّر هو المسؤول، أو عوامل أخرى تُحفّز لهفة النساء للشوكولا.
حكّة في الجلد: أظهرَت دراسة يابانية شَملت أكثر من 2000 شخص أنّ الذين لديهم حكّة مُزمنة كانوا أكثر مَيلاً إلى معاناة التوتر مقارنةً بالذين لا يَشكون من هذه الحالة. على رغم أنّ الحكّة المُزعجة تستطيع حتماً أن تسبّب التوتر، يعتقد الخبراء أنّ مشاعر الإجهاد والقلق تُفاقم بدورها بعضَ المشكلات كالإكزيما، والصدفية، والتهاب الجلد. إستجابة الإجهاد تنشّط الألياف العصبية، ما يولّد الإحساس بالحكّة.
تفاقم الحساسية: في تجربة أُجريَت عام 2008، وجَد باحثون من «Ohio State University College of Medicine» أنّ المصابين بالحساسية تعرّضوا لإشارات إضافية بعد خضوعهم لاختبار يُحفّز القلق مقارنةً بوقتِ إجرائهم اختباراً لم يُعرّضهم للإجهاد. يمكن لهرمونات التوتر أن تعزّز إنتاجَ بروتين «IgE» الذي يسبّب ردّات فِعل تحَسّسية.
آلام المعدة: يمكن للقلق والتوتر أن يُسبّبا أوجاع المعدة، إلى جانب الصداع، وآلامَ الظهر، والأرق. توصّلت دراسة شملت 1953 رجلاً وامرأة إلى أنّ الذين يتعرّضون لأعلى مستويات من التوتّر كانوا أكثرَ عرضةً لأوجاع المعدة بمعدل يفوق 3 مرّات مقارنةً بنظرائهم الذين يتمتعون براحة أكبر.
العلاقة الفعلية ليست واضحة حتى الآن، لكن هناك نظرية تقول إنّ الأمعاء والدماغ يتشاركان المسارات العصبية، وبالتالي عندما يتفاعل الدماغ مع التوتر، فإنّ الأمعاء تتمسّك بالإشارة ذاتها.
بسبب هذا الرابط، فإنّ تعلّم السيطرة على التوتر بمساعدة من الطبيب النفسي، أو تمارين التأمل والرياضة يساهم عادةً في تهدئة اضطراب المعدة أيضاً. أمّا في حال التذمّر من أوجاع معدة منتظمة، يُستحسَن استشارة الطبيب لرصدِ حساسيةٍ غذائية، أو عدم القدرة على هضم اللاكتوز، أو متلازمة القولون العصبي، أو القرحة.
المصدر: الجمهورية