أعلن عضو مجلس الشعب السوري عمر أوسي، إنّ الولايات المتّحدة تهدف إلى السيطرة على الرقة وليس طرد تنظيم داعش الإرهابي منها فقط، واستخدام هذا الانجاز في محادثات جنيف لمواجهة ما اعتبره “مشروعا روسيا في سوريا”. ودعا أوسي إلى الحذر في التعامل مع الولايات المتحدة باعتبارها “دولة براغماتية تبحث عن مصالحها حتى ولو حرقت شعوب المنطقة”. وقال أوسي، في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك”، “طيلة الأشهر الماضية كانت أميركا تبحث عن شريك برّي لتحقيق بعض النجاحات العسكرية على الجغرافية السورية خاصة بمنطقة الرقة لتحريرها من داعش أهم معاقل التنظيم وعاصمة دولتهم، ومن ثم السيطرة عليها”.
وبحسب أوسي، فالولايات المتّحدة “جربت مع الجيش الحرّ وجبهة النصرة وغيرهم لم تستطع تحقيق أي شيء مع أنها دربت البعض وأنفقت مئات الملايين من الدولارات لينضموا بعد ذلك الى المجموعات الإرهابية الاخرى التي تدعي الولايات المتحدة محاربتها، ولم يبق لها في النهاية الا الاستعانة بوحدات الحماية الكردية”. ويرى النائب الكردي في البرلمان السوري أن الوحدات “شريك مجرب ولديهم باع طويل في مكافحة الارهاب، بعد أن قامت بمحاربة داعش على مدى 4 سنوات وحرروا المناطق الكردية، ومنعوا أي اختراق لداعش باتجاه هذه المناطق الواقعة في الخاصرة الشمالية للجغرافيا الوطنية السورية، لذلك قامت الولايات المتحدة بإرسال المستشارين وقوات المارينز وضباط ليصل عددهم الى أكثر من 600 أميركي”.
كما أضاف اوسي أن وحدات الحماية الكردية لن تجني شيئا من التحالف مع الولايات المتّحدة معللاً رأيه بأن “الولايات المتحدة الأميركية قوة عظمى وأنا لست مع مقاطعتها تماما، لكن أنا ضد الاعتماد عليها هي ليست موضع ثقة هي دولة براغماتية تبحث عن مصالحها ولا يهمها لا الأكراد ولا السوريين ولا العرب”. ودعا عضو مجلس الشعب السوري، قادة وحدات الحماية الكردية إلى مراجعة سياساتهم وعدم الوثوق بأميركا كحليف و”الانتقال إلى الخندق السوري الروسي خندق المقاومة في المنطقة وهو موقعهم الطبيعي، وإلا سندفع ككرد فاتورة كبيرة وسنذهب فرق عملة في هذه المعمعة”.
وأشار أوسي إلى ضرورة أن تعلم قيادات وحدات الحماية الكردية أن أميركا ليست صديقة للشعب الكردي و”سجلها أسود في ذلك، وواشنطن لن تفرط بتركيا كرمة لعيون الأكراد، هذه المقولة يجب أن تفهمها قيادات وحدات الحماية الكردية التي تقاتل بشجاعة”. وأوضح أوسي “أعتقد أن على وحدات الحماية التنسيق مع الجيش السوري والحليف الروسي، حتى واشنطن إذا كانت تريد هذه المرة مكافحة داعش، مع أنني أشك في ذلك، يجب أن تنسّق مع الجيش السوري الذي تمرّس في القتال ضد الإرهاب على مدى الخمس السنوات الماضية ويملك جميع البيانات والإحداثيات، ومن دون التنسيق مع الجيش السوري والحليف الروسي لا يمكن تحقيق الانتصار لا في الرقة ولا في غيرها من المناطق وستكون المعركة صعبة”.
وفي السياق، تابع أوسي “الرقة كجغرافيا وديموغرافيا ليست من المناطق الكردية السورية فيها ديموغرافيا كردية صغيرة ولكنها تبقى منطقة عربية واعتقد في حال تحررت الرقة واستطاعت أميركا تحقيق الانتصارات عبر وحدات الحماية الكردية ستقوم ببيع أكراد سوريا إلى تركيا التي تبحث عن أي ذريعة صغيرة كونها منزعجة من هذه الكيانات والكانتونات الكردية الثلاث في القامشلي وكوباني وعفرين، ولن تسمح بقيام أي كيان كردي لذلك انصحهم بالابتعاد عن الاعتماد على أميركا وأن لا يشاركوها في الميدان لأنها ستخدعهم في النهاية”.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية