على المقلب الآخر تماماً من مبادرات عربية داعمة للعلاقات والتحالفات الصهيوأمريكية، ارتفع الصوت من أعلى جبل قاسيون رافضا لأي نهج رجعي، صوتٌ أطلقه الرئيس السوري بشار الأسد لشدّ الصف العربي بشكل موسّع للمواجهة المفتوحة على كل المستويات ضد جميع المؤامرات والمخططات المحدقة بالأمة.
ففي دمشق وبحضور وجوه عربية جمعت الرأي والوعي العروبي؛ متمسكة بالفكر المقاوم نهجاً وبالعمل الدؤوب مسلكاً لنشر هذا الفكر، انعقد “الملتقى العربي لمواجهة الحلف الأمريكي – الصهيوني ودعم مقاومة الشعب الفلسطيني”.
ساعات عديدة ضمن الجلسة الافتتاحية برعاية شخصية من الرئيس بشار الأسد، في قصر الشعب بدمشق، حيث دارت نقاشات وحوارات مطولة بغية التطوير الفكري استمع في فيها الرئيس السوري لشركائه في هذا الملتقى، حيث أكد المشاركون الأهمية التي يوليها لهذا العمل من خلال توجيهات جادة وطلبه من المشاركين الإدلاء بمقترحات تطويرية هادفة، وتقبّله لجميع المداخلات وإعطائها الأهمية اللازمة.
تلى الافتتاح مجموعة من الجلسات الحوارية في فندق الشام وسط العاصمة، ضمت كل المشاركين من النخب العربية، نخب بدى عليها بوضوح طابع الوجود الشبابي، حيث دخلت في نقاشات كثيرة حول ما تم ويتم تداوله في الأوساط العربية مؤخراً وما وصلت إليه الحال نتيجة المخططات الغربية المشتركة مع دول عربية أبرزها دول الخليج.
تقديم الدعم لنضال الشعب الفلسطيني، أتى على رأس جدول الأعمال، والارتباط الوثيق بين مقاومة فلسطين للاحتلال ومقاومة بقية الشعوب العربية لمخططات غربية أمريكية في سورية واليمن وباقي البلدان العربية والتي تصب لصالح إسرائيل، كان الرابط الأهم بين الحوارات والمداخلات.
المشاركون من لبنان على رأسهم كوادر سياسية من حزب الله، إضافة لمشاركات نخب من سورية المضيفة، ومن الأردن وفلسطين، ومصر، والمغرب العربي وتونس الجزائر واليمن المواجه لأعتى عدوان وموريتانيا والسودان.
وتأتي أهمية هذا الملتقى من وجهة نظر الشيخ حسن عز الدين مسؤول العلقات العربية في حزب الله أنه يأتي في لحظة سياسية فارقة، في مناخ انتصار لمحور المقاومة، وبنفس الوقت تآمر متكرر على هذا المحور. كما أكد الشيخ عز الدين تبني الملتقى لكل ما قدمه الرئيس السوري بشار الأسد، والذي مثل موقف سورية ورفضها لكل المخططات والمؤامرات، كما مثل نهجاً قوياً لاستمرار محور المقاومة بالانتصارات، فكان ما قدمه الرئيس السوري مرتكزات وسياسيات ليناقشها المؤتمر ويخلص إلى مجموعة من التوصيات والاقتراحات التي أيضا سيكون لها متابعة في ترتيبها وتنظيمها وبرمجتها، والعمل عليها وفق جدول زمني معين، بهدف مواجهة الحرب الناعمة التي يريد العدو أن يدخل من خلالها بعد فشله في المواجهة العسكرية والامنية.
إلى هذا كله ومن خلال أعمال الملتقى وأطروحاته، تبين انه ردٌّ سريعٌ ومباشر على المستوى السياسي والفكري، حيال ما يجري من مبادرات يقدمها بعضٌ من العرب، والملتقى يحاول أخذ الدور كمبادرة قومية عروبية نظمها محور المقاومة العربي، ليحمل في طيات عنوانه الكثير من المآثر العاملة على رصّ الصف العربي المقاوم.
ففي الشكل هو مؤتمر، وفي المضمون هو انطلاق عمل لتوزيع الادوار على المستوى التوعوي والعملي لضمان عدم المساس بما لدى المقاومة من قيم ومبادئ فاعلة في الميداني السياسي والحرب الناعمة.
المصدر: موقع المنار