عندما يأتي وقت اختيار التخصص الرئيسي بالكلية، يسيطر على الطلاب الجامعيين قدر كبير من الشك؛ والسبب -جزئياً- في ذلك هو الاعتقاد بأن بعض الوظائف لن يكون عليها طلب كبير -في سوق العمل- بعد مرور سنوات الدراسة الجامعية الأربع.
في السنوات الأخيرة، تغير مفهوم التوظيف سواء في الشركات الكبيرة أو الناشئة في هذا العالم، خاصة مع الطفرة الرقمية التي نشهدها الآن، حيث لم تعد الشهادة الجامعية هي المقياس الأول للتعيين، بل أصبح هناك ما يُعرف بملف إنجاز أو Portfolio صار مطلوباً من أجل القيام بأي عمل.
وقد أشار تقرير نشره موقع بي بي سي، إلى ظهور نوع جديد في مستقبل التوظيف والعمل، والذي يعتمد على إلغاء فكرة التخصص في العمل أو المسار المهني، بل يهتم بالقدرة على حل المشكلات ومواجهة التحديات بالنسبة للشركات.
لذلك، يقول جان ميشيل، مدرب مهني، إن المقبلين على الحياة العملية، بحاجة إلى التحول من التفكير في الوظائف إلى التفكير في التحديات والمشاكل، بالإضافة إلى تنمية مهاراتهم في أكثر من مجال حتى تكون أمامهم الكثير من الفرص العملية، وإلا ستكون حياتهم العملية متوقفة على عمل واحد لفترة كبيرة من العُمر.
طبقاً لموقع Zippia، والذي استخدم بيانات التعداد السكاني الخاص بالولايات المتحدة؛ من أجل تقدير نسبة البطالة في الشريحة العمرية ما بين 22 و25 عاماً في مختلف المجالات، فوجد- الموقع- أن العديد من المجالات الدراسية تساعدك على تأمين وظيفة بسهولة أكبرK أغلب تلك المجالات هي المجالات المرتبطة بالتدريس، والعلوم؛ فتلك المجالات تعاني من نقص كبير في العمالة في الوظائف المتخصصة.
وفي هذا التقرير تقدم مجلة Business Insider أهم التخصصات الجامعية ذات أقل نسب بطالة:
– الفيزياء.. 4,49%: دائماً ما ينتهي الحال بحاملي الدرجات الجامعية في الفيزياء بالعمل في وظائف جامعية، أو العمل في مختبرات الأبحاث المستقلة. ومع وجود فجوة في سوق العمل لحملة الدرجات الجامعية في العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات، فإن الفيزياء -رغم كونها أصعب التخصصات العلمية- قادرة على تأمين وظيفة لك. لكن رغم ذلك، يظل معدل البطالة في الفيزياء أعلى من معدل البطالة القومي.
– الهندسة المدنية.. 4,29%: سيطر المهندسون على أغلب التصنيفات على موقع Zippia. فمن ضمن 6 تخصصات هندسية، وأهمهم: الميكانيكا، والكيمياء، والهندسة العامة، حققت الهندسة المدنية أقل معدل بطالة. ويرتكز عمل المهندسين الميدانيين على التصميم، والحفاظ هياكل الإنشاءات المعمارية مثل: الكباري، والطرق.
– علوم البيوكيمياء.. 4,22%: وبنسبة أعلى قليلاً، جاء العاملون بمجال علوم البيوكيمياء من حيث نسبة العمل، وتتضمن علوم البيوكيمياء- والتي هي فرع من الـ STEM- العاملين بالمختبرات، والذين يقومون بإجراء الأبحاث، والعمل على تطوير العقارات الطبية، واختبارها. كما يساهم علماء البيوكيمياء في تصميم تقنيات جديدة، والتي تساعد في تحسين الصحة العامة.
– تدريس اللغة والدراما.. 4,11%: بإمكان التدريس أن يتيح لك العديد من الفرص، إذا كنت مستعداً للتخصص فيه. وجد موقع Zippia، أنه من الـ146- الذين مثلوا عينة التعداد السكاني- هناك 6 أشخاص فقط ليس لديهم وظيفة في تدريس اللغات الأجنبية، أو المسرح. وبالكاد تتساوى نسبة البطالة بين العاملين بالتدريس مع نسبة البطالة على المستوى القومي.
– علوم الحيوان.. 3,97%: المهام الأساسية لتلك الوظيفة هي إيجاد علاج للحيوانات، وتنقية ذلك العلاج، بالإضافة إلى حمايتهم، ودراسة سلوكهم. تربية وإدارة مزرعة للحيوان تقع تحت مظلة علوم الحيوان.
– التمريض.. 3,81%: نادراً ما يقابل خريجو التمريض مصاعب في إيجاد وظيفة؛ لأنه عادةً ما تحتاج المستشفيات، والمؤسسات الطبية الأخرى طواقم عمل- تتميز بالتحمل- للتعامل مع المرضى. وفي 2013، حظي تخصص التمريض بأقل نسبة بطالة على مستوى الولايات المتحدة.
– التعليم الابتدائي.. 3,63%: الاستثناء الوحيد من بين كل المجالات هو التعليم الابتدائي؛ حيث لا يشترط أن تكون متخصصاً في ذلك المجال حتى تحصل على وظيفة فيه. ومن بين 799 شخصاً تم إجراء الدراسة عليهم، 29 شخصاً فقط هم من لم يستطيعوا إيجاد وظيفة.
– علوم وخدمات اضطراب التواصل.. 3,48%: رغم أنهم ليسوا معروفين باسم مجال تخصصهم، إلا أن خريجي ذلك المجال يصيرون معالجين لمشاكل النطق، بجانب مساعدتهم لأولئك الذين يعانون من إعاقات في السمع، والتخاطب. كما أنهم يقومون بالأبحاث على الإعاقات، ويساهمون في تطوير علاجات لتلك الإعاقات، حتى يستطيع بقية ممارسي ذلك التخصص تطبيقها.
– تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة.. 3,11%: هناك طلب كبير على الأشخاص المؤهلين للعمل مع الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة. وطبقاً لبعض الخبراء فإن العديد من المدرسين الذين يعملون بذلك المجال يفتقدون للمؤهلات المناسبة. “هذه حاجة قومية”، كان تصريح مايكل همفري، مدير قسم التعليم الخاص بجامعة Boise State بولاية آيداهو، لجريدة USA Today في 2015.
– إدارة الموارد الطبيعية.. 2%: أدى تغير المناخ إلى زيادة الطلب على أولئك الذين يعملون بمجال حماية البيئة الطبيعية، والعمل على عدم استنزاف البشرية لتلك الموارد. ومن ضمن العينة التي شملت 100 شخص، في دراسة التعداد السكاني، اثنان فقط هم من تخصصوا في دراسة إدارة الموارد الطبيعية وفشلوا في إيجاد وظيفة.
تدريس العلوم الاجتماعية أو التاريخ.. 1%: من بين كل أنواع التدريس المتخصص، والتي عليها طلب كبير، يأتي تعليم البالغين في المقدمة من حيث ضمان إيجاد وظيفة، أولئك الأشخاص الذين يقومون بتعليم الآخرين كيفية الدخول في مجال التدريس، وبخاصة تدريس العلوم الاجتماعية، التاريخ، يستطيعون إيجاد وظيفة بنسبة 99%، وذلك طبقاً للعينة التي تمت دراستها.
تشير صحيفة El Periodico الإسبانية إلى أن 75% من الوظائف والمهن التي ستكتسح العالم في المستقبل ما زالت لم تنتشر أو لم تظهر بعد، وهذا يعني أن 3 من بين كل 4 تخصصات جامعية لن يصبح لها أي أهمية في سوق العمل بالمستقبل. ومنها طبيب إلكتروني ووسيط الشبكات الاجتماعية ومدير المعارف.
المصدر: هافينغتون بوست