تساءل اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي الثلاثاء عن حدود سلطة الرئيس الاميركي في شن هجوم نووي، ذلك وسط توتر بين واشنطن وبيونغ يانغ.
وتركز النقاش اثناء جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، على فرضية قرار رئاسي بالمبادرة بضرب عدو بالاسلحة النووية او ما يعرف بـ”الضربة الاولى” في اللغة الحربية.
وقال الديموقراطي كريس مورفي “نخشى ان يكون رئيس الولايات المتحدة غير مستقر ومتقلبا الى حد يجعله يعطي امرا باستخدام سلاح نووي في تعارض تام مع مصالح الامن القومي الاميركي”.
اما في حالة هجوم نووي جار من عدو او وشيك الحصول، فان اعضاء مجلس الشيوخ والخبراء الذين طرح عليهم السؤال اتفقوا على ان الرئيس يملك في هذه الحالة كامل الصلاحيات للدفاع عن البلاد وفق الدستور، والرئيس وحده من يملك حق اطلاق سلاح نووي.
وقال رئيس اللجنة الجمهوري بوب كوركر الذي دعا لعقد الجلسة، وهي الاولى من هذا النوع منذ 1976، “حين يصدر الامر ويؤكد، لا توجد وسيلة لالغائه”.
وكان هذا السيناتور انقلت على ترامب وبات يعارضه علنا، وقال في تشرين الاول/اكتوبر 2017 عن الرئيس الاميركي انه يقود البلاد “مباشرة الى حرب عالمية ثالثة” من خلال تصريحاته حول كوريا الشمالية.
لكن ماذا يمكن ان يحدث اذا اعتبر الرئيس ان بلدا يشكل تهديدا ويأمر على سبيل الاحتراز باطلاق سلاح نووي واقر ثلاثة خبراء انه لا يوجد تعريف دقيق لمعنى الخطر الوشيك.
غير ان القائد السابق للقيادة الاستراتيجية الاميركية بين 2011 و2013 الجنرال المتقاعد روبرت كيهلر ذكر بقاعدة اساسية وهي ان “الجيش مجبر على تنفيذ امر قانوني، لكنه ليس مجبرا على تنفيذ امر غير قانوني”.
وما هو الامر القانوني مثلا امر تمت المصادقة على اسسه القانونية، وبحسب الجنرال فان اي عمل عسكري يجب ان يتوفر فيه معياري “الضرورة” و”التناسب”.
لكن ما الذي يمكن ان يحدث اذا اعتبر قائد القيادة الاستراتيجية ان الامر الذي تلقاه من الرئيس غير قانوني واجاب مقرا “لا اعرف على وجه الدقة”. وتابع انه في كل امر عسكري “يدخل العامل الانساني”.
ويوضح براين ماكوين المساعد السابق لوزير الدفاع اثناء فترة اوباما، ان الرئيس يمكنه ان يستبدل القائد الذي لا يطيع وحتى وزير الحرب “لكن سنكون عندها في ازمة دستورية حقيقية”. وكان الاستياء واضحا على وجوه بعض اعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين اثناء النقاش.
وقال ماركو روبين “خصومنا يشاهدوننا” معربا عن خشيته من اشاعة الشك في سلطة الرئيس الاميركي في حال حدوث نزاع. وذكر بانه “في هذه الجمهورية لدينا انتخابات، وحين يصوتون يتخذ الناخبون قرارا يمنح شخصا ما هذه السلطة”.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية