تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 10-11-2017 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها لغز الإخفاء القسري لرئيس الحكومة سعد الحريري منذ السبت الماضي في الرياض، وتوحد المواقف المطالبة بعودته أولاً..
الأخبار
السعودية تهوّل: عدوان عسكري وانتفاضة شعبية
تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول “حتى ليل أمس، كانت السعودية غير راضية عن أجوبة بيروت. آل الحريري رفضوا تلبية الدعوة الى الرياض لمبايعة بهاء الحريري خلفاً لشقيقه سعد. والنقاشات الخلافية داخل فريق الحريري في بيروت انتهت الى توافق على أولوية المطالبة بعودته، من دون توجيه اتهام مباشر للسعودية بحجز حريته، بينما أبلغت الرئاسة الفرنسية العائلة ومراجع لبنانيين بفشل المحاولة الأخيرة للرئيس إيمانويل ماكرون في إقناع الرياض بإطلاق سراح رئيس الحكومة، الذي لم يُسمح له حتى بالاختلاء بسفير فرنسا في الرياض، الذي قابله لدقائق عدة في حضور ضابط مخابرات سعودي.
وفيما وجدت السعودية نفسها أمام ضغوط مستجدّة من جانب أنصارها في بيروت، صُدم بهاء الحريري إثر تلقّيه تقريراً من مدير أعماله في لبنان، صافي كالو، الذي وصل الرياض أمس، يبلغه فيه أن غالبية من التقاهم في بيروت أبلغوه اعتراضهم على ما تقوم به السعودية، وأن الاولوية هي لعودة سعد الى بيروت، على أن يترك أمر تسمية من يتولى قيادة العائلة أو التيار الى مرحلة لاحقة، علماً بأن بهاء الذي وصل الى الرياض الاحد، كان قد أبلغ مقرّبين منه في بيروت أن زيارته للسعودية لم تأت إثر استدعاء، بل بمبادرة منه، وأنه غير معنيّ بكل ما يجري داخل المملكة من ملاحقات تتعلق بالفساد.
بيد أن المشكلة لم تعد محصورة في احتجاز رئيس الحكومة اللبنانية، إذ يبدو أن قرار السعودية بالتصعيد بلغ مستويات جديدة. وهذا ما سمعه ماكرون في أبو ظبي والرياض، ونُقلت أجواؤه على عجل الى بيروت، ليل أمس، عبر الموفد الفرنسي السفير أوريليان لوشافاليه، الذي سيعقد اليوم سلسلة لقاءات مع مسؤولين رسميين وسياسيين، فيما دعا مصدر دبلوماسي غربي في بيروت الى عدم التقليل من شأن التهديدات السعودية بشنّ عدوان على لبنان.
ومع أن التهويل بالعدوان بدأ متزامناً مع حجز الحريري ودفعه الى الاستقالة، إلا أن الأمور تفاعلت أكثر في اليومين الماضيين، وسرت شائعات قوية، تحولت الى معلومات في أوساط حلفاء السعودية في لبنان، حول ضربة عسكرية خاطفة تعدّ لحزب الله في لبنان وسوريا، تليها انتفاضة شعبية في لبنان تطلب نزع سلاح الحزب و«رفع الوصاية الإيرانية عن لبنان».
حزب الله الذي لا يرى مؤشرات مباشرة على عدوان من هذا النوع، لا يستبعد وصول الجنون السعودي الى مغامرة من هذا النوع، بضوء أخضر أميركي ومشاركة إسرائيلية مباشرة. وسيكون للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، في خطابه اليوم لمناسبة يوم الشهيد، موقف من هذه الرسائل، علماً بأن الحزب يتمسّك بالموقف اللبناني الرسمي من استقالة الحريري، وهو يميّز بين الخلاف مع الحريري بمعزل عن حجمه، وبين احتجازه من قبل السعودية. وبحسب مصادر واسعة الاطلاع، فإن الحزب مستعد لمواجهة أي مغامرة من هذا النوع، وهو سيتعامل مع أيّ عدوان على أن مصدره إسرائيل والولايات المتحدة. أما طريقة الرد على أي طرف آخر، فمن الأفضل عدم التطرق اليها وتركها الى الحزب فقط.
وفي ما يتعلق بهذه التهديدات، أوردت المصادر الآتي:
أولاً: يعمل السعوديون جاهدين لإقناع إسرائيل بشنّ عدوان واسع يشمل مواقع حزب الله في جنوبي سوريا والقلمون الغربي وعلى الحدود مع لبنان، وحتى توجيه ضربات الى مراكز ومواقع للحزب داخل لبنان. وذهب السعوديون الى حدّ إبداء الاستعداد للمشاركة في تغطية هذه الحرب، من خلال اعتبارها رداً على القصف الذي يطاول أراضيها من اليمن، بعدما مهّدت لذلك بتحميل الحزب مسؤولية هذه الصواريخ.
ثانياً: العمل على ملف المخيمات الفلسطينية، وهو أمر اتضح أكثر خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للرياض، وإبلاغه رفض السعودية والإمارات أي تحالف مع حركة حماس في فلسطين وخارجها. وقد ناقش المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ملف مخيمات لبنان مع عباس خلال اجتماعهما أمس في عمان. وسمع إبراهيم من الرئيس الفلسطيني موقفاً متفهّماً لأيّ إجراءات تمنع أيّ بلبلة أمنية داخل المخيمات، خصوصاً أن اللواء إبراهيم أطلعه على معلومات حول اتصالات تجريها جهات لبنانية على صلة بالسعودية لترتيب تحركات من داخل المخيمات في أكثر من منطقة، وخصوصاً في مخيم عين الحلوة، لقطع طريق صيدا ــــ الجنوب.
ثالثاً: ورود معلومات حول اتصالات ذات طابع أمني تقوم بها أكثر من جهة على صلة بالاستخبارات السعودية مع نافذين في مخيمات اللجوء السوري في لبنان، لإشراكهم في تحركات تهدف الى «الانتفاضة على سلطة حزب الله»، باعتبار أن الحزب شارك في قتالهم في سوريا.
رابعاً: إطلاق حملة سياسية وشعبية داخلية تحت شعار «مواجهة الوصاية الإيرانية». لكن نتائج اتصالات الساعات الـ24 الماضية أظهرت تردّداً كبيراً من جانب «القوات اللبنانية» التي تشعر بأنها قد تكون عرضة للعزل التام، كما تخشى قيادتها أن تتعرض لحملة قمع يتولاها الجيش اللبناني ضدها، سيما أنها لمست أن قوى الامن الداخلي التي تعتبر أقرب الى فريق 14 آذار، ستواجه أي تحركات لا يبدو أنه يوجد بين سنّة لبنان، غير اللواء أشرف ريفي، من يريدها، علماً بأن ريفي حاول التوصل الى اتفاق مع بعض قوى 14 آذار، ولا سيما حزب الوطنيين الأحرار، لتنظيم احتجاجات شبابية في العاصمة، تكون مادة تستخدم من قبل السعودية في حملتها ضد حزب الله، وضد الرئيس ميشال عون باعتباره شريكاً للحزب.
وكان وزير الحرب السعودي على لبنان ثامر السبهان قد غرّد أمس عبر «تويتر» بأن «كل الإجراءات المتخذة تباعاً، وفي تصاعد مستمر ومتشدد، حتى تعود الامور لنصابها الطبيعي». وجاء موقف السبهان خلال وجوده في العاصمة الاميركية، حيث يجري لقاءات مع مراكز أبحاث وإعلاميين وأعضاء في الكونغرس ومسؤولين في الإدارة، بهدف إقناعهم بأن الحرب على حزب الله هي الخطوة الأجدى الآن، ولمحاولة منع أي حملة إعلامية على التوقيفات الجارية في السعودية تحت عنوان مكافحة الفساد.
دبلوماسياً أيضاً، بدا أن العواصم الغربية باتت أكثر قلقاً في شأن الاستقرار اللبناني. وبينما أبدت سفارات غربية كثيرة في بيروت «دهشتها» ممّا يجري، سافر ممثلو أجهزة استخبارات أكثر من دولة في بيروت الى بلدانهم على وجه السرعة للتشاور، بينما انتشرت تحذيرات خجولة لبعض الرعايا الأجانب حيال حركتهم في لبنان، في مقابل إعلان السعودية أنها ستعاقب أيّ مواطن سعودي يبقى في لبنان أو يزوره في هذه الفترة، علماً بأن الرياض باشرت ممارسة ضغوط على بعض مواطنيها لسحب ودائعهم المالية من المصارف اللبنانية، رغم أن الودائع التي يعتقد أن السعودية تمون عليها لا تساوي اكثر من 2.1 بالمئة من مجموع الودائع في لبنان، بحسب مصادر مصرفية مطلعة أكدت أن الوضع النقدي مستقر بصورة تخالف التوقعات السياسية.
الجمهورية
مشاورات لتجنُّب الفراغ والفوضى.. و«المســتقبل» يتمسَّك بزعيمه
وتناولت الجمهورية الشأن الداخلي وكتبت تقول “أضهرت خلاصة المشاورات الداخلية حول استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، مزيداً من الغموض لدى كلّ المستويات الرئاسية والرسمية والسياسية. فيما تحرّكَ لبنان في محاولةٍ لجلاء الصورة، عبر مهمّة أوكِلت للمدير العام اللواء عباس ابراهيم قادته إلى عمان وباريس، ترافقَت مع حركة فرنسية تجاه الرياض، تزامنَت مع إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنّ السلطات الفرنسية أجرت اتّصالاً غيرَ رسمي بالحريري. وكذلك موقف روسيّ لافِت لوّح بطرحِ ما يتّصل بوضع الحريري على مجلس الأمن. بالتوازي، مع تصعيد في الإجراءات السعودية تجاه لبنان، تُرجِم بالطلب من الرعايا السعوديين مغادرةَ لبنان في أسرع فرصة ممكنة وعدم السفر إليه، وتبعتها دولة الإمارات العربية المتحدة والكويت. واقترن ذلك بتغريدة جديدة للوزير السعودي ثامر السبهان قال فيها إنّ «كلّ الإجراءات المتخَذة تباعاً، في تصاعدٍ مستمر ومتشدّد حتى تعود الأمور لنصابها الطبيعي».
بقيَ الداخل مضبوطاً على إيقاع استقالة الحريري وارتداداتها العابرة للحدود، في ظلّ جوّ ضبابي يَصعب معه تحديد معالم المرحلة المقبلة.
وقال مرجع كبير لـ«الجمهورية»: «لم تعُد المسألة مسألة استقالة، وبالتالي الأزمة كبيرة جداً وعميقة، وسبلُ المعالجة متعذّرة حتى الآن».
وعبَّر المرجع عن خشيته من أن يكون الهدف ممّا يجري هو إدخال لبنان في فراغٍ حكومي، قد تتولّد عنه فوضى، وإنْ وصلنا إلى هذه الحالة فمعنى ذلك أنّنا أمام كارثة تنتظرنا، وهو ما يجب التنبّه إليه والحؤول دون وقوعه والوصول بالأمور إلى هذا الحدّ».
وأضاف المرجع: «حتى الآن أحاولُ أن أقنِعَ نفسي بأنّ الرئيس الحريري غيرُ محتجَز، وأحاول أن أنظر بإيجابية إلى حركته ولقاءاته في المملكة وخارجها، التي تؤشر – إلى حدٍّ ما – إلى أنه حرٌّ، ولكن ما الذي يَمنعه من العودة إلى لبنان؟»
وردّاً على سؤال قال المرجع: «لستُ خائفاً، إنّما قلِق، وقلقِي يَزداد كلّما طالَ وضوح الصورة وكلّما تأخّرَ الحريري بالعودة إلى بيروت. عِلماً أنّ لبنان تلقّى تأكيدات دولية بالحِرص على استقراره ومنعِ تفلّتِ الأمور فيه، وأيضاً الحرص على الحكومة واستمرارها».
عون
يتقاطع هذا الكلام مع ما أكّده رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال جولة المشاورات التي أجراها أمس، حيث لاحظ زوّاره تعاطفَه الواضح مع الحريري، معتبراً أنه إذا ما صحّت المعلومات التي تفيد أنّ هناك حجزاً لحرية رئيس الحكومة وهو موجود في منزله في السعودية الذي تحوّلَ ثكنة عسكرية، وإن صحّ احتجاز حرّيته فهذا أمر غير مقبول، فضلاً عن أنّه يشكّل انتهاكاً لمعاهدة فيينا التي تمنحُ الحصانات لرؤساء الجمهوريات ورؤساء الحكومات ووزراء الخارجية.
وبحسبِ الزوّار، فإنّ رئيس الجمهورية لا يَعتبر أنّ الحريري مستقيل، ونقِل عنه قوله: «نحن لا نقبل هذا الشيء سواء بحقّ دولة لبنان وبحقّ فئة من اللبنانيين، ولا أحد يحكينا بتشكيل حكومة جديدة، فحكومتُنا ما زالت قائمة».
برّي
وفي السياق ذاته، جاء كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره، حيث قال: «الرئيس الحريري ليس مستقيلاً». أضاف: «إذا رجعَ إلى لبنان وأعلن استقالته فعندها يُبنى على الشيء مقتضاه، ولو أنه أعلن استقالته من بيروت لكانت دستوريةً ونافذة، ولكن حتى الآن هو غير مستقيل، لأنّ ما حصل ما زلتُ متوقّفاً عنده وأحاول ان أفتّش عن سابقة من هذا النوع فلم أعثر عليها لا في التاريخ الحديث ولا في التاريخ القديم». وحول ما إذا كان هناك سقفٌ للانتظار إذا استمرّ الحريري غائباً ولم يعد الى لبنان، قال بري: «صبرُنا طويل».
وقيل له إنّ هناك من يُلوّح باستهداف الاقتصاد اللبنان، فقال: «لقد مرَرنا بمِثل هذه الظروف، وأقول إنّ لبنان يريد افضلَ العلاقات مع الدول العربية بما فيها السعودية، علماً انّنا لم نكن المبتدئين في هذا الذي يجري». وإذ شدّد على الوحدة الداخلية قال: «لبنان أقوى من اميركا إنْ كنّا موحّدين، وأضعفُ مِن بيت العنكبوت إذا كنّا متفرّقين».
مسؤول كبير
إلى ذلك، نَقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول كبير في الحكومة اللبنانية امس، «أنّ لبنان يعتقد أنّ السعودية تحتجز رئيس وزرائه سعد الحريري» مضيفاً أنّ بلاده «تتّجه لدعوة دول عربية وأجنبية للضغط على الرياض لإعادته». فيما اعلنَ المتحدث باسمِ الامين العام للامم المتحدة ستيفان دوجاريك بأنّه «لا يمكنهم التحقّق إنْ كان هناك أيّ قيود على تحرّكات الرئيس سعد الحريري في السعودية».
وفي السياق ذاته، قال السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين إنّ «موضوع عودة رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري متعلق بالحقوق السيادية للبنان ويجب ان يكون هناك احترام لهذه السيادة». اضاف أنه «إذا كان هناك مماطلة بالموضوع من دون التوضيح ستجري مناقشة مشتركة لهذا الملف في مجلس الامن».
لقاءات الحريري
إلّا أنّ أخبار السعودية أشارت إلى تحرّكٍ جديد الحريري، حيث اعلنَ مكتبه الاعلامي في بيروت انّه استقبل في دارته في الرياض في اليومين الماضيين السفيرَ الفرنسي في السعودية فرنسوا غوييت، رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي في المملكة ميكيلي سيرفون دورسو، وقبله السفير البريطاني سايمون كولينز والقائم بالاعمال الأميركي في الرياض كريستوفر هينزل.
ورفضت الناطقة بإسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت الإفصاح عن موقع عقد الإجتماع بين الحريري وهينزل أو الإدلاء بمزيد من التصريحات عن وضع الحريري، ووصفت المحادثات بأنها «محادثات خاصة حساسة ودبلوماسية».
الاتّحاد الأوروبي
وفي سياق الحركة الدولية قال مصدر اوروبي مطّلع لوكالة آكي الايطالية: «نحن نتواصل مع جميع الأطراف لحثّهِم على الشروع بحوار بنّاء يؤدي إلى عدم ضربِ الإنجازات التي تمّ تحقيقها خلال الأشهر الماضية في البلاد». وأعلن أنّ الاتحاد الأوروبي «يخشى حالة الشلل في لبنان ومهتمّ برؤية مؤسسات فاعلة في البلاد». ونفى المصدر «أن تكون مؤسسات أو دول الاتّحاد قد مارست أو تمارس أيَّ ضغط لحثّ الحريري على التراجع عن قراره بالاستقالة».
مشاورات عون
ويُجري الرئيس عون مشاورات اليوم مع مجموعة الدعم الدولية والسفراء العرب، في محاولة لتبديد الغموض حول شكلِ ومعنى إقامة الحريري في الرياض وعدم قيامه بأيّ اتّصال معه، او ايّ من المسؤولين الرسميين منذ تقديم استقالته الى اليوم، وهو ما يَزرع المزيد من الشكوك حول وجودِ قيود تحدّ من حركته في هذه المرحلة.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» إنّ رئيس الجمهورية سيطلب من سفراء «مجموعة الدعم الدولية من اجلِ لبنان» الذين سيشاركون في لقاء جماعي في بعبدا اليوم والسفراء العرب إفرادياً «ضرورةَ التدخّل لجَلاء الغموض المحيط بوضع الرئيس الحريري.
كذلك سيثير معهم المعلومات حول تقييد حركتِه، من زاوية أنّها إذا كانت صحيحة فإنّها تُنافي اتّفاقية فيينا التي تعطي الحصانة الديبلوماسية لكبار المسؤولين ومنهم رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية، وتمنع فرضَ اية قيود على ايٍّ منهم في ايّ دولة أجنبية أياً كانت الظروف المحيطة بها، فكيف إذا كان الأمر يتعلق برئيس الحكومة اللبنانية أثناء توَلّيه المسؤولية».
وفي سياق متّصل، زار المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الاردن مكلّفا من رئيس الجمهورية والتقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سبقَ ان أجرى اتّصالاً بالحريري خلال وجوده في المملكة قبل يومين، ومن عمان انتقل ابراهيم الى فرنسا التي وصَلها ليلاً، في سياق مهمّة مرتبطة باستقالة الحريري قد تقود الى جولةٍ اوروبية وربّما الى السعودية.
الراعي
ودخَلت بكركي بقوّة على خطّ الأزمة، حيث يتمّ الرهان على زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى الرياض ولقائه الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، وكذلك لقائه المرتقَب مع الحريري. وقد أجرى الراعي في اليومين الماضيين سلسلة مشاورات، وزار أمس، عون في قصر بعبدا حيث جرت جولة أفق حول الاوضاع الراهنة والتطورات الاخيرة.
وأكّد الراعي لرئيس الجمهورية وقوفَه الى جانبه في جهوده الآيلة الى تخطّي هذه المرحلة الدقيقة، خصوصًا بعد استقالة الحريري، منوّها بالإجماع الوطني حول هذه المساعي، ومؤكّداً على وجوب استثماره في إبعاد كلِّ خطرٍ عن لبنان.
كما كان قد بحث في موضوع زيارة الراعي الى السعودية تلبيةً لدعوة رسمية، فكان توافُق على اهمّية ما ستحمله الزيارة من تأكيد على ضرورة تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية ورفضه الدخولَ في محاورها مع السعي الدؤوب لأن يكون واحة سلام واستقرار وحوار تختبر فيه الثقافات والديانات نموذج العيش معًا والتفاعل الحضاري والوطني.
وبما أنّ جدولَ اعمالِ الزيارة سيتضمن لقاءً مع الحريري، كان تأكيد على انّ سعيَ البطريرك حيال استقالة رئيس الحكومة سيكون مكمّلاً لِما يقوم به رئيس الجمهورية من اجلِ صونِ الوحدة الوطنية وتجنيبِ لبنان المزيدَ من الأزمات.
ومساءً أجرى الراعي سلسلة اتصالات هاتفية كان ابرزها ببرّي، وعرَض معه لأبرز التطورات الاخيرة الى جانب موضوع زيارته الى السعودية، وكان تأكيد على اهمّية العناوين الوطنية ووحدتِها في هذه المرحلة، والتي سيحملها البطريرك في زيارته. كذلك اتصل الراعي بالنائب بهية الحريري وبرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.
«المستقبل»
إلى ذلك، لفت أمس الموقف الذي عبّرت عنه كتلة «المستقبل» النيابية والمكتب السياسي لتيار «المستقبل»، الذي اعتبَر «أنّ عودة رئيس الحكومة اللبنانية الزعيم الوطني سعد الحريري ورئيس تيار «المستقبل» ضرورةٌ لاستعادة الاعتبار والاحترام للتوازن الداخلي والخارجي للبنان، وذلك في إطار الاحترام الكامل للشرعية اللبنانية المتمثلة بالدستور واتّفاق الطائف ولاحترام للشرعيتين العربية والدولية.
وأكدت الكتلة والمكتب السياسي «على الوقوف مع الرئيس سعد الحريري ووراء قيادته قلباً وقالباً، ومواكبته في كلّ ما يقرره، تحت أيّ ظرف من الظروف».
المشنوق
كذلك بَرز موقف وزير الداخلية نهاد المشنوق بالتوازي مع ما أشيعَ عن مبايعةِ بهاء الحريري بدلاً مِن الرئيس الحريري، حيث قال من دار الإفتاء: «هذا كلام يدلّ على جهلِِ وتخَلّف لطبيعة السياسة في لبنان، وليس دليلاً جدّياً على حديثٍ جدّي حول الموضوع»، مشدّداً على أنّ «الأمور في لبنان لا تحصل بالمبايعة بل بالانتخابات، ومن يعمل على هذا المنوال لا يعرف لبنان».
اللواء
الأزمة تتصعَّد: دول الخليج تُجلي رعاياها من لبنان
«المستقبل» تطالب بعودة الحريري .. وموقف لعون اليوم يسابق الإتصالات الدولية
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “بعد أسبوع على استقالة الرئيس سعد الحريري اتخذ الموقف مساراً انحدارياً، بالغ الخطورة، تمثل بكلام ومواقف وإجراءات بالمقابل، تمثلت بإجراءات خليجية جديدة، إذ دعت المملكة العربية السعودية ودولة الكويت مواطنيها إلى مغادرة لبنان وعدم السفر إليه، في خطوة ادرجت في إطار التصعيد، وفي سياق عبر عنه وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، عبر تغريدة جديدة عبر حسابه على «التويتر» إذ قال: «كل الإجراءات المتخذة تباعاً، وفي تصاعد مستمر، ومتشدّد، حتى تعود الأمور لنصابها الطبيعي».
وربطت مصادر مطلعة بين إجراءات منع الرعايا المجيء إلى لبنان ومغادرته على الفور والتي انضمت إليها دولة الإمارات العربية المتحدة بتذكير مواطنيها، عبر بيان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي بضرورة الالتزام الكامل بعدم السفر إلى لبنان من دولة الإمارات أو من أية وجهة أخرى، وصدور بيان، عن كتلة المستقبل والمكتب السياسي لتيار المستقبل، بعد اجتماع مشترك في «بيت الوسط» برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، جاء فيه «إن عودة رئيس الحكومة اللبنانية الزعيم الوطني سعد الحريري ورئيس تيار المستقبل ضرورة لاستعادة الاعتبار والاحترام للتوازن الداخلي والخارجي للبنان، وذلك في إطار الاحترام الكامل للشرعية اللبنانية المتمثلة بالدستور واتفاق الطائف وللاحترام للشرعيتين العربية والدولية».
وعلى الفور صدر بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية انه «بالنظر إلى الأوضاع في الجمهورية اللبنانية، فإن المملكة تطلب من رعاياها الزائرين والمقيمين في لبنان مغادرته في أقرب فرصة ممكنة، كما ننصح المواطنين بعدم السفر إلى لبنان من أي وجهة دولية».
وبعد ذلك بقليل، نقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن مصدر في الخارجية انه «نظراً إلى الأوضاع التي تمر بها جمهورية لبنان الشقيقة، وتحسباً لأية تداعيات سلبية لهذه الأوضاع، وحرصاً منها على أمن وسلامة مواطنيها، فإنها تطلب من كافة المواطنين الكويتيين المتواجدين حالياً في لبنان المغادرة فوراً، داعياً (اي المصدر) إلى عدم السفر إلى جمهورية لبنان الشقيقة.. متمنياً تجاوز هذه المرحلة الصعبة بما يحقق أمنهم واستقرارهم».
وكانت مملكة البحرين أعلنت الأحد الماضي ان على جميع مواطنيها المتواجدين في لبنان المغادرة على الفور مع توخي أقصى درجات الحذر والحيطة.
وأعلنت شركة الطيران الكويتية جهوزيتها لنقل الرعايا الكويتيين من لبنان. وجاء في بيان الشركة: «غيرنا الطائرة المتجهة إلى بيروت صباح غد الجمعة لتصبح بسعة 330 مقعداً بدلاً من 130 ليتسنى نقل الكويتيين من هناك بالسرعة الممكنة، ومستعدون لتسيير رحلات غير مجدولة عند طلب الجهات الرسمية».
ومع البيان الذي صدر عن مسؤول كبير ونقلته وكالة «رويترز» بعد ظهر أمس «ان لبنان يعتقد ان السعودية تحتجز رئيس وزرائه سعد الحريري»، واننا سوف نعمل مع الدول على اعادته إلى بيروت صوناً لهذه الكرامة، اتخذت الاستقالة بعداً دولياً، مع معلومات ان الرئيس ميشال عون أوفد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تحادث هاتفياً مع الرئيس الحريري أمس الأوّل في الرياض، والذي توجه في وقت لاحق (أي اللواء ابراهيم) إلى باريس التي وصل رئيسها عمانويل ماكرون إلى المملكة العربية السعودية، والتقى ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان.
في وقت أعلن السفير الروسي في بيروت زاسبكين انه إذا استمر الغموض بشأن قضية الرئيس الحريري قد نطرح الملف على مجلس الأمن.
وفيما ترددت مواقف خليجية من ان الرئيس الحريري لن يعود إلى دولة (لبنان) تحكمها دويلة (حزب الله)، كشف النائب في كتلة المستقبل عقاب صقر ان الترتيبات تجري لعودة آمنة إلى لبنان برعاية المملكة العربية السعودية.
في هذا الوقت سارع الرئيس السنيورة ومن صيدا إلى توضيح بيان الكتلة والمكتب السياسي (والذي فسّر خطأ انه تصعيدي بوجه المملكة)، وقال: البيان لم يكن تصعيدياً بوجه السعودية فهي كانت ولا يزل لها دور كبير في تعافي لبنان من كل المحطات الصعبة، التي مر بها ولها اياد بيضاء..
واضاف: «هناك من يقول ان عددا من الأنشطة العسكرية التي يقوم بها حزب الله في سوريا والعراق والبحرين والكويت واليمن وغيرها والتي تعادي مصالح الأمة العربية ومصالح العرب .. لذلك كان المقصود من بيان الكتلة تصويب البوصلة بشكل واضح وصريح حتى نستعيد التوازن الخارجي في علاقة لبنان مع العالم العربي ومع العالم، التوازن بهذا الشأن هو العودة الى الشرعية العربية ونظام المصلحة العربية، فالمدى الحيوي للبنان واللبنانيين هو بعلاقتهم مع الدول العربية بدءا بالمملكة العربية السعودية.
مشاورات دبلوماسية
رسمياً، وبحسب مصادر قصر بعبدا، فإن الرئيس عون يعوّل أهمية كبيرة على المشاورات التي يستكملها اليوم، بلقاء السفراء العرب وسفراء مجموعة الدعم الدولية للبنان، باعتبارها خطوة، يمكن ان تساعد تحركه لحل أزمة إعلان الرئيس الحريري استقالته لا سيما بعدما تبين بعدها الخارجي.
وقالت هذه المصادر ان الرئيس عون سيطلب من السفراء العرب والدوليين المساعدة في جلاء غموض وضع الرئيس الحريري الذي يتمتع بحصانة دبلوماسية، في ضوء المعلومات التي نقلتها وكالة «رويترز» عن مسؤول كبير في الحكومة اللبنانية وصفته «بالكبير» من ان «لبنان يعتقد ان السعودية تحتجز الرئيس الحريري»، وأن لبنان «يتجه إلى الطلب من دول أجنبية وعربية الضغط على السعودية لفك احتجاز رئيس الحكومة»، معتبراً أن الاستقالة ليست قائمة، وأن سعد الحريري ما يزال رئيس الحكومة».
ومع ان مصادر القصر لم تشأ تبني ما نقلته «رويترز»، واكتفت بالتأكيد بأن الرئيس عون ليس في وارد إصدار أي قرار قبل جلاء الملابسات واستيضاح الأمور من الرئيس الحريري، الا انها كشفت بأن أي تواصل بينهما لم يسجل منذ الاتصال الأخير بينهما يوم الأحد الماضي، حيث سأل رئيس الجمهورية الرئيس الحريري عن موعد عودته فقال له الاخير: «في غضون ايام»، ولاحقاً أفاد من التقى الرئيس عون انه خرج بإنطباع عن انزعاج رئاسي من الموضوع، وأن الرئيس عون سأل عن الأسباب التي تحول دون اجراء اتصال آخر به، أو إرسال رسالة، ما عزّز الشعور بأن الرئيس الحريري محتجز، وفي هذه من البديهي، بحسب ما تضيف المصادر، ان يطلب الرئيس عون من السفراء جلاء غموض بقاء الحريري في السعودية، خاصة وأن مكتبه الإعلامي أفاد انه التقى أمس وخلال الأيام الماضية دبلوماسيين اوروبيين، وبالتالي فإن هؤلاء لا بدّ وانهم نقلوا إلى بلدانهم تقارير عن وضع رئيس الحكومة اللبنانية، إضافة إلى ان الرئيس الحريري يتمتع بحصانة دولية بموجب اتفاقية فيينا، ولا يجوز ان يعامل وكأنه «محتجز».
مسعى فرنسي
ولا تستبعد مصادر دبلوماسية ان تكون الحركة اللافتة للانتباه، والتي قام بها السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه، في اتجاه قصر بعبدا إلى جانب الرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، تعني ان بلاده دخلت على خط معالجة الأزمة، بالتزامن مع وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى الرياض مساء أمس، حيث ترددت معلومات ان المسعى الذي يقوم به يلقى دعماً اميركياً غير خفيّ ويشمل الشأنين اليمني واللبناني.
وبحسب هذه المصادر، فإن الوساطة الفرنسية التي تزامنت مع حركة للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي وصل إلى باريس أمس بعد لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأردن ستتناول أهمية العودة إلى تحييد لبنان عن أي نزاع إقليمي، وربما احياء التسوية الرئاسية ولكن على أسس جديدة ترتكز على إضفاء نوع من الضمان الفرنسي لعدم انجرار لبنان إلى أي محور في مقابل تليين بعض الشروط والمواقف، والاهم ابعاد احتمال أي تصعيد عسكري داخلي أو خارجي قد تطال شراراته مجمل الإقليم.
الراعي في الرياض
وأكدت المصادر ان قرار البطريرك الماروني بشارة الراعي القيام بزيارة السعودية يوم الاثنين المقبل، يصب أيضاً في هذا الاتجاه، أي اتجاه تحييد لبنان عن الصراع الإقليمي، خاصة وأن مصادر قصر بعبدا تحدثت أمس، وبعد زيارة الراعي للرئيس عون عن تكامل وتنسيق بين الرجلين اللذين قالا انهما يرغبان في إيصال رسالة للمسؤولين السعوديين مفادها ان لبنان لا يقبل ولا يرغب ولا يريد ان تكون بيروت ساحة صراع إيراني – سعودي، أو أي ساحة لأي صراع.
وكشفت المعلومات ان الراعي كان يتريث في المضي في تلبية الدعوة السعودية لزيارة الرياض، كأول بطريرك ماروني يزور المملكة، ولا سيما بعد إعلان الحريري استقالته، والملابسات التي أحاطت بهذه الخطوة، إلا ان مجلس المطارنة الموارنة نصحه بإجراء مشاورات بهذا الصدد، ولا سيما مع الرئيس عون ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، اللذين شجعاه على القيام بالزيارة، نظراً لما يُمكن ان تحمله من ايجابيات مضاعفة من السلبيات التي يُمكن أن تنجم فيما لو اعتذر عنها، خاصة بعدما تأكد ان برنامج الزيارة يشمل أيضاً لقاء مع الرئيس الحريري، إضافة إلى لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمّد بن سلمان.
ومعلوم ان الزيارة ستكون ليوم واحد، سيرافقه فيها وفد اعلامي كبير مع مطران واحد. واتصل الراعي بعد إعلان قراره بكل من الرئيس نبيه برّي والنائب السيدة بهية الحريري ورئيس حزب «القوات» سمير جعجع.
دار الفتوى
في غضون ذلك، بقيت دار الفتوى محور اتصالات ومشاورات لليوم الخامس على التوالي، في موازاة الحركة الحاصلة في قصر بعبدا، حيث استقبل المفتي دريان عدداً كبيراً من الشخصيات السياسية وفود أمن الأحزاب السياسية ونواباً، كان أبرزهم وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي زار دار الفتوى للمرة الثانية في غضون 48 ساعة الماضية، حيث أطلق من هناك مواقف رداً على ما تردّد من اتجاه السعودية لأن يخلف بهاء الحريري شقيقه سعد، مؤكداًَ ان اللبنانيين ليسوا قطيع غنم ولا قطعة أرض تنتقل ملكيتها من شخص إلى آخر، مشدداً على ان «السياسة في لبنان تحكمها الانتخابات كل المبايعات، ودعا إلى انتظار عودة الرئيس الحريري لأنه هو الذي يُقرّر طبيعة المرحلة المقبلة، بالتشاور مع كل الرؤساء والقوى السياسية المعنية.
برّي
ومن جهته، جدّد الرئيس برّي أمام زواره التأكيد بأن استقالة الحريري لم تحصل لأن ما جرى في هذا الشأن لم يحصل من قبل، مشيراً إلى انه لو استقال هنا في بيروت لاختلف الوضع.
وعن طلب الدول الخليجية الثلاث السعودية والامارات والكويت من رعاياها عدم السفر إلى لبنان، شدّد برّي على ان لبنان يريد أفضل العلا قات مع أشقائه العرب بما فيها المملكة السعودية، لكن هم بادروا وليس نحن، لافتاً إلى ان لبنان مرّ بظروف مماثلة من قبل. ورأى ان لبنان أقوى من أميركا إذا توحد وأضعف من بيت العنكبوت إذا تفرق.
نصر الله
أما الأمين العام «لحزب الله» السيّد حسن نصر الله الذي ستكون له أطلالة عبر شاشة التلفزيون مساء اليوم لمناسبة «بيوم الشهيد»، فتوقفت مصادر ان يركز كلمته على تطورات الوضع الإقليمي، لكنه سيتطرق مجدداً إلى موضوع الاستقالة ويؤكد على ضرورة استمرار التهدئة والافساح في المجال أمام الاتصالات الدبلوماسية لمعالجة أسباب وظروف وتداعيات هذه الاستقالة.
البناء
بوتين يبحث وضع رئيس الحكومة مع ترامب… بعد حسم أمر احتجازه في السعودية
بن سلمان لماكرون: الحريري بعد استقالته مواطن سعودي تحت المساءلة
كتلة المستقبل تتخلّى عن المكابرة وتناشد إعادة رئيسها حفاظاً على كرامتها
صحيفة البناء كتبت تقول “سقطت الخطة السعودية لتخريب لبنان. هذا ما قاله مرجع كبير، فلا قلق من منع الرعايا السعوديين عن لبنان، لأنّ الرهان على تمرير صورة رئيس الحكومة يعلن استقالته ويتعامل معها تحالف رئاسة الجمهورية ورئاسة المجلس النيابي وحزب الله، كفرصة للمجيء برئيس حكومة بديل أشدّ قرباً منهم، فشل، وبفشله وتمسك اللاعبين الرئيسيين الثلاثية بكشف مصير الحريري وعودته كشرط للتعامل مع الاستقالة، منحت قيادات طائفته ومؤيديه ومعارضي ثلاثي الرئاستين وحزب الله، فرصة اكتشاف حجم الإهانة التي لحقت بهم من الطرف الذي ائتمنوه على كرامتهم وسمعتهم ومكانتهم وعاملوه كمرجعية لهم، لسنوات طوال، ليجدوا مَن عاملوهم كخصوم كرمى للسعودية وإرضائها هم مَن يقف معهم ويترفّع عن التفاصيل الصغيرة للعبة المحلية، متمسكاً بالكرامة الوطنية في التعامل مع احتجاز رئيس حكومة لبنان، في سابقة لم يعرفها اللبنانيون منذ معركة الاستقلال وإقدام سلطة الانتداب على اعتقال رئيسَي الجمهورية والحكومة وعدد من الوزراء في قلعة راشيا.
الحريري قيد الاحتجاز، صار الأمر محسوماً. هذه هي القناعة الراسخة في دار الفتوى وفي بيت الوسط، كما هي في باريس والقاهرة. فلا جولات الحريري المنسّقة تحت السيطرة ولا مواعيده الدبلوماسية تحت الرقابة، تلغيان حقيقة غياب الحريري الإعلامي وغياب قدرته على الاتصال بأحد، وغياب حضوره على شبكات التواصل، ولا الإشاعات السعودية عن تقارير مفبركة عبر مواقع المعارضة الإيرانية عن تهديدات تعرّض لها الحريري تنطلي على أحد، وقد صيغت بطريقة تدعو للسخرية، لا يقع بها مبتدئون. والكلّ في لبنان يهزأ من الخفة التي يتعامل عبرها السعوديون إعلامياً لتغطية بلطجتهم الفاقعة على حساب الحدّ الأدنى من التحفظ الواجب في حالة التعامل مع رئيس حكومة بلد ذي سيادة، حتى لو كان من رعايا المملكة ومن بطانة العائلة المالكة والمحسوبين على أمرائها.
القضية ستكون على جدول أعمال مباحثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في لقائهما في فيتنام، وقد تدقّ أبواب مجلس الأمن الدولي بطلب مشاورات، تتقدّم به روسيا، إذا طال الأمر، والبطريرك الماورني بشارة الراعي سيزور السعودية، وتقول مصادر قريبة منه لوكالة «رويترز» إنه حصل على وعد باحتمال السماح له برؤية الحريري، ما يعني تصريحاً سعودياً علنياً بالسيطرة على حركة الحريري، واعتباره قيد الاحتجاز، من جهة، وعدم النية بتركه يعود إلى بيروت قبل عشرة أيام على الأقلّ من جهة ثانية.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي فشل بالتوصل لحلّ لقضية الحريري عبر الاتصالات الهاتفية، بعدما حصل على تعهّدات بالتجاوب مع مسعاه، وفوجئ لاحقاً بكلام سعودي جديد، مضمونه أنّ الحريري بعد استقالته عاد مجرد مواطن سعودي يخضع للمساءلة القانونية، ما حمله للسفر إلى الرياض ليلاً للقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بينما واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مشاوراته الداخلية والخارجية، موفداً المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى عواصم إقليمية ودولية عدة لتحريك صداقات لبنان من أجل تسريع عودة الحريري إلى بيروت، حاملاً رسائل من الرئيس عون لكلّ من الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد عودته من الرياض، مستطلعاً حصيلة اتصالاتهما ونتائج مساعيهما.
مرجع واسع الإطلاع قال لـ «البناء» إنّ ما أريد أن يكون للبنان بداية فتنة تحوّل فرصة لتصليب تماسكه الوطني، إذ تعامل تيار المستقبل بمسؤولية وطنية تلاقي تلك التي عوملت بها قضية رئيسه المحتجَز ولم ينقلب بعد حلّ قضية الاحتجاز إلى تسديد فواتير الولاء للسعودية تحت شعار الخوف من الانتقام، بضخّ مواقف تلعب بالوحدة الوطنية وتضحّي بالروح التي تجلت في هذه الأيام الصعبة، وتكافئ الشركاء على حسناهم بالسوء، لأنّ الأزمة قد مرّت على خير وعاد كلّ إلى متراسه، والأمر يبقى بيد رئيس الحكومة المتحجَز سعد الحريري وكيف سيتعامل مع مَن وقفوا معه ولعبوا الدور الرئيسي في استرداده لحريته، بالوفاء والعرفان وتقدير معنى تبادل الشعور بالوطنية أولاً، أم بمنح الأولوية لتقديم أوراق الاعتماد لولي الأمر خوفاً أو طمعاً بالرضا والمال مجدّداً؟
لبنان لـ«مملكة الخير»: نريد «الرئيس المغيّب»!
لا يزال لغز الإخفاء القسري لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري منذ السبت الماضي في أحد «الفنادق الأمنية» في الرياض، الحدث الأبرز الذي شغل الأوساط السياسية والشعبية، إذ إنّ لبنان توحّد حول شعار نريد رئيس حكومتنا المغيَّب بعد أن ثبُت بالوجه الشرعي خبر احتجازه في «المملكة»، بحسب ما أبلغ مصدر لبناني كبير وكالة «رويترز»، والذي أشار الى أنّ «لبنان يتجه إلى الطلب من دول أجنبية وعربية الضغط على السعودية لفك احتجاز الرئيس الحريري والتوسّط لدى فرنسا لكشف مصيره».
وقد بات مطلب فك أسر الحريري من سجن «قصر الأمراء» قضية وطنية سيادية تُوِّجت أمس، مع البيان الصارخ للمكتب السياسي وكتلة المستقبل النيابية الذين اجتمعوا بصقورهم وحمائمهم في بيت الوسط، وأشاروا في بيان مقتضب كالعادة تلاه رئيس «الكتلة» فؤاد السنيورة الى أن «عودة رئيس الحكومة اللبنانية الزعيم الوطني سعد الحريري ورئيس تيار المستقبل ضرورة لاستعادة الاعتبار والاحترام للتوازن الداخلي والخارجي للبنان، وذلك في إطار الاحترام الكامل للشرعية اللبنانية المتمثلة بالدستور واتفاق الطائف وللاحترام للشرعيتين العربية والدولية». وأكدت على «الوقوف مع الرئيس سعد الحريري ووراء قيادته قلباً وقالباً، ومواكبته في كل ما يقرّره، تحت أي ظرف من الظروف».
المشنوق لـ «ولي العهد»: لبنان ليس قطيع غنم…
وما نطقت به «الكتلة» تلميحاً أباح به وزير الداخلية نهاد المشنوق تصريحاً ومن دار الفتوى، في ردٍ على سؤالٍ حول قرار ولي العهد السعودي نقل السلطة والوراثة السياسية من الحريري الى شقيقه بهاء الحريري، وأجاب المشنوق أن «اللبنانيين ليسوا قطيع غنم ولا قطعة أرض تنتقل ملكيتها من شخص إلى آخر»، لافتاً إلى أن «السياسة في لبنان تحكمها الانتخابات لا المبايعات»، ودعا إلى «انتظار عودة الرئيس الحريري، لأنه هو الذي يقرّر طبيعة المرحلة المقبلة، بالتشاور مع كل الرؤساء والقوى السياسية المعنية».
ولوحظ أمس، تفعيل صفحة بهاء الدين الحريري على فايسبوك التي كانت تنشر في العامين 2011 و2012 أخبار بهاء الحريري وشقيقه سعد الحريري.
تحذيرات سعودية لـ «المستقبل»
وقد حاولت «البناء» التواصل مع أكثر من نائب «مستقبلي»، غير أنّهم لم يجيبوا على هواتفهم ليتبين لنا لاحقاً أن قراراً تمّ تعميمه على أعضاء «الكتلة» كافة وعلى المسؤولين في «التيار» أيضاً بعدم الادلاء بأي تصريح، وحصر الأمر بالرئيس السنيورة، وذلك بعد تلقي الأعضاء البارزين في «الكتلة» بحسب معلومات «البناء» اتصالات من مسؤولين سعوديين وعلى رأسهم ثامر السبهان، تعبّر عن امتعاض القيادة السعودية من بيان «الكتلة»، ومن كلام المشنوق الذي اُعتبِر تحدياً مباشراً للمملكة. وما أكد هذه المعلومات هو مسارعة السنيورة الى تلطيف الأجواء والتوضيح في بيان مساء أمس، بأن «بيان كتلة المستقبل لم يكن تصعيداً بوجه السعودية، فهي لها دور كبير في إنقاذ لبنان وسنعمل لتبقى علاقتنا وثيقة معها».
إبراهيم التقى عباس موفداً من عون
ولم يبقَ خبر احتجاز الحريري داخل حدود الوطن، بل تردّد صداه في أكثر من دولة في العالم، وكان لافتاً وصف قناة «سي أن أن» الأميركية ما يجري بـ «الغموض الذي يلفّ مصير الحريري».
وفي سياق المعركة التي تقودها بعبدا لاستعادة رئيس الحكومة المحتَجَز، أوفد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى الأردن والتقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في محاولة منه لتقفي أثر الحريري من مخابرة هاتفية أجراها عباس مع الحريري منذ يومين، علّ إبراهيم يظفر بمعلومات عن رئيس الحكومة.
وفي سياق زيارات عدة يقوم بها إبراهيم الى دول أوروبية، وصل أمس الى فرنسا على أن يعقد لقاءات اليوم لمتابعة القضية.
زاسبيكين: سنطرح الملف في مجلس الأمن
وفي تهديد لافت بنقل الملف الى مجلس الامن الدولي، أشار السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسيبكين أنه «اذا كان هناك مماطلة بالموضوع من دون التوضيح فستصير هناك مناقشة مشتركة لهذا الملف في مجلس الأمن ». وأشار الى أن «موضوع عودة رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري متعلقة بالحقوق السيادية للبنان ويجب ان يكون هناك احترام لهذه السيادة». وأوضح أن «مطلب السعودية عدم مشاركة حزب الله في الحكومة الجديدة يعتبر تدخلاً مباشراً في الشؤون الداخلية للبنان، ومن الصعب الحديث عن الصيغة المستقبلية للحكومة»، مؤكداً أن «هذا المطلب يزيد من أهمية وجود حزب الله في الحكومة».
رحلة ماكرون للبحث عن الحريري
مصير الحريري المجهول، دفعت بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للمجازفة واختراق العاصفة الرملية و»الهبوط الاضطراري» في المملكة حاملاً مشعل السلام في رحلة بحث طويلة في الصحراء عن رئيس حكومة لبنان الذي يحمل الجنسية الفرنسية ايضاً، بعد أن منعت السلطات السعودية مبعوثه الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي من لقاء الحريري.
والتقى ماكرون ولي العهد محمد بن سلمان وأجرى محادثات معه، وكان ماكرون قد أوضح قبيل اللقاء أنه «سيبحث ملفات إيران واليمن ولبنان»، وقال: «سمعت مواقف حادة جداً عبرت عنها السعودية حيال إيران، لا تنسجم مع رأيي». أضاف: «من المهم التحدث الى الجميع، وفرنسا تضطلع بدور من أجل بناء السلام».
وما زاد غموض المشهد، هو تصريح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، بأن «ليس لدينا أي طريقة للتأكد بإن كان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في الإقامة الجبرية فعلاً».
فهل ستواجه السعودية المجتمع الدولي وتحتفظ بمواطنها، وتعتبر الأمر شأناً داخلياً بعد تجريده من لقب «رئيس حكومة»؟
السعودية تصعّد: الآتي أعظم…
وقد سُجِلت يوم أمس، مؤشرات على تصاعد وتيرة العدوان السعودي على لبنان في الأيام المقبلة بالتنسيق مع «اسرائيل»، وقد نُقِل عن «المفوض السامي في لبنان» ثامر السبهان بأن الآتي أعظم على لبنان، إذا لم يمتثل أركان دولته وقياداته السياسية للأوامر والشروط السعودية، وقد لوحظ تكثيف السبهان تصريحاته «التويترية». وهو الذي يستخدم حساب الحريري على تويتر أيضاً لتضليل الرأي العام بصور ومنشورات توحي بأنه ليس في الإقامة الجبرية. وقال السبهان أمس: «كل الإجراءات المتخذة تباعاً وفي تصاعد مستمر ومتشدّد حتى تعود الأمور لنصابها الطبيعي».
وفي مؤشرٍ خطير ينبئ بما هو أسوأ على الصعيد الأمني، دعت وزارة الخارجية السعودية، بلسان مصدر مسؤول في الوزارة «رعاياها الزائرين والمقيمين في لبنان إلى مغادرته في أقرب فرصة ممكنة، كما تنصح المواطنين بعدم السفر إلى لبنان من أي وجهة دولية». وقد حذت الإمارات والكويت حذو الرياض ودعوا مواطنيهم الى عدم السفر الى لبنان، وقد أعلنت الخطوط الجوية الكويتية أنها سترسل طائرة اليوم لإجلاء رعاياها من بيروت».
فهل بدأت الحرب الخليجية «الإسرائيلية» على لبنان؟
مصادر مطلعة أشارت لــ «البناء» الى أن «السعودية تظن بأنها تستطيع إلحاق الأذى بالأمن اللبناني، لكن الأجهزة الأمنية اللبنانية ردت أمس على الموقف السعودي بحزمٍ وعملت على تسيير دوريات في مختلف المناطق لنشر الطمأنينة لدى المواطنين ورفعت جهوزيتها لمواجهة أي عبث أمني»، وبذلك تكون السعودية بحسب المصادر قد أضافت إخفاقاً أمنياً على إخفاقها السياسي المتمثل برد اللبنانيين على إقالة الحريري بالوحدة الوطنية». وكشفت المصادر أن «البحث جارٍ الآن بين عواصم غربية وعربية عدة مع سلطات الرياض عن مخرجٍ لإخراج الحريري من أسره». وعلمت «البناء» من مصادر رفيعة المستوى أن «الرئيس عون بصدد الانتقال من الدفاع الى الهجوم وسيتسلّح بالوحدة الوطنية الجامعة حول موقفه ويتوجه الى الدوائر الخارجية الفاعلة لاستنقاذ الحريري».
سقوط قواعد التسوية الرئاسية؟
مصدر في كتلة نيابية بارزة أبدى خشيته من الأزمة السياسية المستجدّة في لبنان والتي تتعمّق يوماً بعد يوم رغم الاحتواء الذي أبداه الرؤساء والقيادات السياسية أما محور المخاوف، بحسب ما يلخصها المصدر لـ «البناء» فهو أن «الخطوة السعودية المفاجئة، نسفت قواعد التسوية الرئاسية والحكومية التي أتت بالرئيس عون الى سدّة الرئاسة الأولى والحريري الى الثالثة». وثانياً أضاف المصدر: أن «الخطوة ستشرع لبنان من جديد أمام الصراعات الإقليمية في المنطقة بعد أن نجح في النأي بنفسه في العام الماضي»، ولفت الى أن «السعودية وبسبب أزمتها الداخلية والإقليمية أدخلت لبنان في لعبة الصراع كساحة ضغط على إيران وحزب الله»، موضحاً أن «هناك خيارين أمام لبنان: إما الإبقاء على الحكومة الحالية حتى الانتخابات النيابية وإما التفاهم على عناوين سياسية جديدة وتأمين توافق إقليمي دولي عليها قبل إعلان الحكومة الحالية حكومة تصريف أعمال والدعوة الى استشارات نيابية لتكليف رئيس جديد لتأليف الحكومة، لأن المشكلة ليست في من يرأس الحكومة»، بحسب المصدر «بل بالشروط والتفاهمات السياسية التي ستحكم التوازن داخل الحكومة والمرحلة السياسية المقبلة والملفات الساخنة التي سترثها عن الحكومة الحالية».
نصرالله يطلّ اليوم
في غضون ذلك، تتجه الانظار مجدداً الى الضاحية الجنوبية، حيث يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم بمناسبة يوم الشهيد، ويتطرّق بحسب معلومات «البناء» الى التطورات على الساحة المحلية على أن تكون كلمته امتداداً لموقفه الأحد الماضي، وسيؤكد الشكوك التي أبداها لجهة احتجاز الحريري، كما سيثني على مشهد الوحدة الوطنية الذي تشكّل حول الرئيس عون، وسيدعو إلى الإفراج عن الحريري ووضع خطة تحرّك لذلك».
كما سيتطرق السيد نصرالله في الشق الثاني الى التطورات الإقليمية في سورية والانتصارات الاستراتيجية التي تحققت في القائم والبوكمال ودير الزور، وسيتحدث عن مرحلة ما بعد «داعش» والتحديات المقبلة، كما سيتناول في الشق الثالث الأوضاع الإنسانية في اليمن كما يستحدث عن التهديدات الاسرائيلية للبنان».
وأعلنت كتلة الوفاء للمقاومة خلال اجتماعها الأسبوعي «تأييدها ودعمها المنهجية التي يتبعها رئيس الجمهورية في مقاربة الاستقالة الملتبسة»، ولفتت الى أن «النظام السعودي الذي يعاني اليوم من أزمة داخلية حادّة ومن إخفاقات خارجية كبرى، مطالب بأن ينأى بأزماته عن لبنان وأن يوقف تدخله في شؤونه الداخلية، كما هو مطالب بوقف عدوانه على دول المنطقة وشعوبها والكفّ عن التدخل في شؤونها وخياراتها».
الراعي إلى الرياض!
الى ذلك حسم البطريرك الماروني بشارة الراعي مسألة زيارته الى السعودية بعد لقائه الرئيس عون أمس، في بعبدا الذي غادرها من دون الإدلاء بتصريح. وفي حين تمنّى عليه الرئيس عون تأجيل زيارته في ظلّ الظروف الحالية بحسب ما علمت «البناء»، عملت دوائر بكركي على تسويق الزيارة وتقديم مبررات لها بأنها تهدف الى لقاء الحريري وطمأنة اللبنانيين عن مصيره، كما علمت «البناء» أن «انقساماً في الموقف داخل المطارنة حول الزيارة»، علماً أن الرابطة المارونية كانت قد تمنّت على الراعي إرجاء الزيارة، غير أن قناة «أو تي في» نقلت عن مصادر بعبدا أن «الراعي على تنسيق كامل مع الرئيس عون وما يقوم به الرئيس سيستكمله الراعي حيثما كان».
وأعلن المكتب الإعلامي في بكركي في بيان، أن الراعي «أكد لفخامة الرئيس وقوفه الى جانبه في جهوده الآيلة الى تخطي هذه المرحلة الدقيقة، خصوصاً بعد استقالة دولة الرئيس الحريري».
وأشارت مصادر مطلعة لـ «البناء» الى أن «الراعي سيحمل رسالة من عون إلى السلطات السعودية للسؤال عن مصير الحريري ومعرفة أسباب الاستقالة والعمل على معالجتها. وأن عون لن يتخذ أي قرار قبل جلاء مصير الحريري»، ولفتت الى أن «الزيارة مقرّرة قبل استقالة الحريري وبالتالي إرجاؤها سيشكل إحراجاً للراعي وإشارة سلبية تجاه المملكة».
وأفادت وكالات أجنبية أن «الراعي تلقى رداً إيجابياً من مسؤولين سعوديين بشأن لقاء الحريري وسيتم اللقاء من حيث المبدأ». ولكن شكوكاً كثيرة تدور حول جدوى اللقاء مع الحريري في ظل الظروف الأمنية التي تحيط بالأخير.
المصدر: صحف