في الشكلِ قبلَ المضمون، ايُ مستقبلٍ للبنانَ يريدُه السُعوديون؟ فمِن مكانٍ ما على الاراضي السعوديةِ استقالَ او اقيلَ رئيسُ الحكومةِ اللبنانية، وما غرَّدَه السبهان كُتِبَ للحريري فاَذاعَه في بيان.
سابقةٌ عُرفت باستقالة، اصابت كلَ الدساتيرِ اللبنانيةِ والاعراف، واهانت لبنانَ حكومةً وشعباً ومؤسسات. ومن كلامِ الحريري المبحوحِ المناقضِ لكلامِ الامسِ الرنّانِ عن التمسكِ السعودي بالاستقرارِ السياسي والامني في لبنان، استخلصَ اللبنانيون السؤال: هل استقالَ الحريري ام اُقيل؟ ومعَ مَن نسَّقَ استقالةً لم يَعرِف بها حتى مستشاروه؟ هل هكذا تَحمي السعوديةُ لبنان؟ وهل باطاحتِها كلَّ الاعرافِ والاصولِ الدبلوماسية، وفرضِها على اتباعِها وصايةً علنية، تظنُّ انها قادرةٌ على الامساكِ بالورقةِ اللبنانية؟
واِن كانت ازمتُهم السياسيةُ تفرضُ اللعبَ بالورقةِ الحكومية، فهل من الحكمةِ اللعبُ بالورقةِ الامنيةِ لغاياتٍ تحريضية؟ فحتى حديثُ الاعلامِ السعودي عن محاولةِ اغتيالِ الحريري قبلَ ايام، نفتهُ المديريةُ العامةُ لقوى الامنِ الداخلي ، متبرئةً من تلك الاشاعاتِ التي لا اساسَ لها من الصحةِ ولا علاقةَ لها بفرعِ المعلومات.. فأيُ المعلوماتِ التي وَتَّرَت السعوديَ حتى وصلَ الى هذا المستوى من الانفعال..
هل هو الاعلانُ المنتظرُ عن طردِ الحشدِ الشعبي والجيشِ العراقي لداعش من كاملِ العراق؟ ام استعادةِ الجيشِ السوري وحلفائِه جُلَّ اراضيهِ وبلوغِهم حدودَ البوكمال؟ ام انها الهتافاتُ اليمنيةُ التي يترددُ صداها في نجران، معيدةً على مسمعِ السعوديينَ ضياعَ الملياراتِ التي اُعطيت لترامب من دونِ قدرةِ الرياضِ على استثمارِها لا في الامنِ ولا في السياسةِ ولا في الاقتصاد؟ وهل من علاقةٍ للخيبةِ السعوديةِ بالتصريحاتِ الاسرائيليةِ التي اَعلنت عدمَ قدرتِها على تغييرِ المعادلاتِ على الاراضي السورية، وتراجعَها عن كلِّ تهديدٍ بالحربِ ضدَ المقاومةِ اللبنانية؟ وارسالِ رسائلِ التهدئةِ للمقاومةِ الفلسطينية.
وآخرُ السؤال : اينَ الحريري ؟ والى اينَ يدفعُ السُعوديُ بلبنان؟
المصدر: قناة المنار