أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وجبهة التحرير الفلسطينية، لقاء في قاعة دير القاسي في مخيم الرشيدية – جنوب لبنان، لمناسبة مرور مائة عام على “وعد بلفور”، في حضور ممثلين عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية واللجان والاتحادات والمؤسسات الشعبية والاهلية والثقافية وفاعليات اجتماعية. استهل اللقاء بالوقوف دقيقة صمت اجلالا لأرواح الشهداء ثم النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني.
وألقى كلمة جبهة التحرير الفلسطينية عضو مكتبها السياسي عباس الجمعة قال فيها “هذا الوعد جاء كجزء من مخطط استعماري لتقسيم أمتنا العربية، ابتدأ باتفاقية سايكس- بيكو عام 1916، ليأتي هذا الوعد المشؤوم لتكريس هذا التقسيم وكمحاولة استعمارية غربية لضمان ديمومته. لذلك نقول مئة عام وشعبنا يقدم التضحيات من ثورة البراق 1929 مرورا بثورة 1936 التي قادها المجاهد عز الدين القسام وثورة 48 التي قادها عبد القادر الحسيني، وصولا للنكبة عام 1948 التي ادت الى تهجير الشعب الفلسطيني الى اصقاع الارض”.
أضاف: “نقول نحن نمتلك القدرة على استنهاض الطاقات ونحن ايضا بحاجة الى وحدة وطنية حقيقية والذهاب لمصالحة. واللقاءات اعطت الامل ويجب ان تستند الى خيار المقاومة والانتفاضة، وتطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الوحيد. نقول ذلك ونحن على مقربة من ذكرى استشهاد الرئيس ياسر عرفات الذي حمل غصن الزيتون بيد والبندقية باليد الاخرى. لقد جربنا المفاوضات اكثر من 24 عاما ولم تعط نتيجة ويجب العمل على تطبيق وثيقة الوفاق الوطني”.
وألقى كلمة حركة “أمل” مسؤول الاعلام في اقليم جبل عامل صدر الدين داود فتناول “وعد بلفور” قائلا: “هذه المؤامرة هي من افرازات الامبريالية ومخططات ليست لفلسطين وحدها وانما للمنطقة العربية وكان بداية وعصر الاستعمار اعطاء الارض وبعدها اتى سايكس – بيكو وقسمت المنطقة وبعد مئة عام ما زال الشعب يرفض الخنوع. وهذا الشعب يواجه ويقاوم ويقدم التضحيات في سبيل استعادة الحق المسلوب بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس. لكن للاسف، ما نشهده في العالم العربي وما آلت اليه الامور والمشروع الذي يرسم مجددا ما زال قائما واصبحت القضية الفلسطينية في ادنى المستويات. ونرى الوعود كما نرى وعد بلفور”. وختم بالقول: “سنبقى معكم نواجه هذا المشروع الجديد الذي يعيد رسم المنطقة من جديد، من خلال المقاومة التي اكد عليها الامام المغيب السيد موسى الصدر حتى استعادة فلسطين”.
وألقى كلمة الحزب الشيوعي اللبناني عضو اللجنة المركزية ايمن مروة، فقال: “نجتمع اليوم بين تاريخين واتخذ القرار من سايكس بيكو الذي كان الاساس لوعد بلفور عام 1917 الذي عمل على قيام دولة الكيان ولا زلنا نحتكم لهذا الوعد والتقسيم. وبعد مئة سنة لم نتقدم اي خطوة باتجاه تحرير فلسطين. والامر يتعلق بهذه الانظمة التي رضخت للوعد. ونحن كشعوب قمنا بالدور والصمود من اجل حق العودة. لكن الصراع بقي طوال هذه الفترة وكل الانظمة لم تستطع ان تقدم للقضية سوى المفاوضات الوهمية”. وكانت كلمة للجبهة الشعبية ألقاها عضو لجنتها المركزية لفرع لبنان احمد مراد، فطالب “حركة التحرر العربية وكل أبناء أمتنا إعادة الاعتبار إلى جوهر الصراع الدائر على أرض فلسطين، على أنه صراع بين الأمة العربية من جهة والحركة الصهيونية مجسدة بما تسمى “إسرائيل” من جهة أخرى”. وطالب مراد “قوى التحرر العالمية والمؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية بأن تعلن وقوفها إلي جانب الشعب الفلسطيني، ودعم نضاله حتى نيل حقوقه في الحرية والاستقلال، بالإضافة إلى كشف حقيقة ودوافع الجريمة التاريخية التي ارتكبتها بريطانيا في حق الشعب الفلسطيني”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام