تداول العديد من المعلومات عن القمل على غرار أن القمل ينتقل من رأس إلى رأس، كما أنه يفضل الشعر المتسخ، ولو لم يفرك الطفل رأسه، لما انتشر القمل.
ونقلاً عن صحيفة Femme actuelle الفرنسية، سنحاول توضيح مدى صحة هذه المعلومات المتداولة بخصوص هذه الحشرات الصغيرة التي تغزو رؤوس الأطفال.
1- لا ينجذب القمل سوى للشعر المتسخ فقط: هذه المعلومة غير صحيحة البتة. وعلى عكس ما نظن، لا تنجذب هذه الطفيليات إلى الشعر المتسخ فقط. وبالتالي، في حال تعرض الطفل للقمل، فلا يعني ذلك بالضرورة أنه نتيجة تقصيره في الحفاظ على نظافته.
فضلاً عن ذلك، لا يحول غسل الشعر يومياً دون غزو القمل للرأس، نظراً لأن هذه الحشرات لديها قدرة على مقاومة الماء والشامبو.
في المقابل، يعاني بعض الأطفال فعلاً من القمل دون سبب محدد لذلك، حيث يعد بعض الأطفال عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بهذه الآفة. ولكن ما هو مؤكد، يعتبر الأولاد أو البنات ذوو الشعر الطويل أكثر عرضة للتعرض لغزو القمل مقارنة بغيرهم.
2- يقفز القمل من رأس إلى آخر: تعتبر هذه المعلومة خالية من الصحة، نظراً لأن القمل ليس له “أجنحة”، لذلك فهو لا يقفز لينتقل من رأس إلى رأس. في الواقع، ينتقل القمل فقط عن طريق الاتصال المباشر. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحشرات التي تثير الحكة، لا تتخذ فقط شعرنا ملجأً لها، فهي تعيش أيضاً في باقي الجسد (ليس الرأس فحسب) ويمكنها أن تعيش مدة 36 ساعة.
وحفاظاً على فروة رأس كل أفراد العائلة، يجب الاهتمام جيداً بنظافة المنازل من خلال تطهير الأثاث، على غرار السجدات، أغطية السرير، والملابس البالية مؤخراً، إضافة إلى مناشف الحمام.
3- إذا لم يفرك طفلي رأسه، فذلك يعني أنه لا يعاني من القمل: لا تمت هذه المعلومة للواقع بصلة، حيث قد يحتضن طفلك بعض القمل الصغير، وهو عبارة عن بيض لهذه الحشرات، التي تفقس بعد سبعة أيام، دون أن ينتابه الإحساس بالحكة خلال هذه الفترة. وبالتالي، ينصح بفحص فروة رأس الصغار، وخصوصاً خلف الأذنين، حيث يحبذ القمل المواطن الساخنة من الجسم.
ويمكن أن يتكاثر القمل الصغير في هذه المواطن، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الحشرات يمكن أن تضع قرابة 10 بيضات في اليوم في حالة كانت بالغة.
4- يمكن أن نتجنب التعرض للقمل: هذه الفكرة تتراوح بين الخطأ والصواب. في الواقع، في حال كان طفلك محاطاً بزملائه في المدرسة الذين تحتضن رؤوسهم القمل، فمن المستحيل أن يتجنب بدوره التعرض لهذه الحشرات.
في المقابل، يمكن أن نتصدى لها، من خلال ربط شعر أطفالنا الطويل، ومنعهم من ارتداء قلنسوة أو قبعة عندما يصابون بالقمل. فضلاً عن ذلك، حاول أن تخلق مسافة بين طفلك وبين الأطفال المصابين بالقمل، لتجنب إصابة الأطفال بهذا النوع من الحشرات، اعتمد زيت الخزامى حليفاً لحماية الشعر، وذلك بفضل تأثيره الذي ينفر هذه الطفيليات.
يمكن إضافة بعض القطرات من هذا الزيت إلى الشامبو الذي تستعملينه أثناء غسل شعر طفلك. في المقابل، ينبغي الامتناع عن استعمال هذا الزيت في شعر الأطفال الأكبر سناً، كما يجب التوقف عن استعماله في حالة تسبب في ظهور حساسية.
5- المواد الكيميائية أكثر فعالية من الوصفات الطبيعية: تعد هذه الفكرة خاطئة تماماً، حيث تعمل المواد الكيميائية المتوفرة في الصيدليات فقط على كبح انتشار القمل، ولكن رائحة هذه المواد ومكوناتها يمكن أن تضر بفروة الرأس، علاوة على أن نجاعتها غير مضمونة مما يدفعنا للبحث عن علاجات أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، عندما يتم استعمال هذه المواد الكيميائية المتوفرة في الصيدلية بشكل مفرط، يمكن أن يصبح القمل مقاوماً لبعض المركبات المكونة لها، مع العلم وأن حتى المبيدات الحشرية لم تعد تثير خوف القمل، بالتالي، لماذا لا نجرب حلولاً أفضل قبل أن ننفق أموالنا على المواد الكيميائية؟ فعلى سبيل المثال، يمكن إعداد صلصة من صفار البيض والخل والزيت، أو عصير البصل، أو تجربة بيكربونات الصودا، حيث يمكن أن تساعدنا هذه الوصفات المنزلية على التخلص من القمل.
وبغض النظر عن الوصفات أو المواد المستعملة، يبقى مشط الشعر أداة ضرورية، حيث من شأنه أن يساعد على التخلص من القمل واليرقات المرافقة له التي تبقى متعلقة بجذور الشعر.
وفي الوقت الذي يحارب فيه البعض حشرات القمل، فإن آخرين يشترونها وبأثمان مرتفعة، كما يحدث في الكويت وعدد من دول الخليج.
ففي أحد الأسواق الشعبية بمنطقة الجهراء بالكويت وبحسب موقع “هاف بوست عربي”، تبيع المحال القمل الحي للسيدات الباحثات عن شعر أطول. وبحسب ما نقلت صحيفة “الرأي”، فإن الحبة منها تباع بدينار وربع (حوالي 4 دولارات)، فيما تباع الـ 5 حبات بسعر الجملة بـ 6 دنانير كويتية.
الفكرة وراء انتشار عادة شراء القمل هي الاعتقاد بأن الحشرة الصغيرة تقوم بتحريك الدم نتيجة وخز فروة الرأس، وبالتالي تزيد سرعة إطالة الشعر وتزيد كثافته، كما أنها تقي من جلطات الدماغ.
المصدر: هافينغتون بوست